الطاهر ساتي

( عوض البنعرفو )

:: كتبت ذات عام قصة اللاعب عوض .. كان مهاجماً بأحد الأندية، وكان يتميز بالسرعة والمهارة، وما أن يواجه حارس مرمى الخصم (يعفص الكورة)، ثم يقع، وتصيح جماهير فريقه في المدرب : ( يا كوتش أمرق عوض دا، ياخ دا مرضنا مرض، غيًروه ).. ولكن في إحدى المباريات، تألق عوض وأحرز هدفاُ، وظلت الجماهير تهتف له .. ثم فجأة، راوغ كل دفاع الخصم، وحارس مرمامهم أيضاً، ثم (عفص الكورة)، ووقع، فصاحت الجماهير : ( بس ياهو دا عوض البنعرفو، أمرقوه ، غيًروه، الله لاجاب باقيكم).!!

:: ونحن أيضاً، شعباُ واعلاماً، منذ أشهر، نهتف لشباب منظمة (زيرو فساد)، وهم يحرزون الأهداف في مرمى خصوم الشعب، أي عندما يحررون البلاغات ضد المتهمين بالفساد .. وحتى مطلع هذا الأسبوع، كنا نصفق لهم ونهتف، بمظان أن المنظمة تحرز هدفاً لصالح القانون والعدالة.. وشكرناهم – فرداً فرداً – على الآداء الرائع .. وكدنا نحملهم على الأعناق، كما كادت أن تفعل الجماهير بالمهاجم عوض لو لم (يعفص الكورة) .. ولكن يبدو أن نهج المنظمة (ماسورة زي عوض)، أي يواجه مرمى الخصم ثم ( يعفص الكورة)..!!

:: تشهد المنظمة حالات استقالات، لأسباب لم يفصحوا عنها ، ولكن الرائحة الصادرة عن الأسباب (غير طيبة) .. وكنا سُعداء بأن يكون صديقنا مولانا سيف الدولة حمدنا الله من المتطوعين بالعمل في منظمة (زيرو فساد) .. وصدقاُ، عندما تجد مواطناً سودانياُ في قامة ومقام مولانا حمدنا الله في قيادة عمل كهذا، فليس لك من خيار غير الدعم دون السؤال عن المنبت والمسار ..مولانا حمدونا الله مأمون الجانب، وظل يغشى الوغى طوال الثلاثة العقود الفائتة، واليوم يعف عند المغنم ويعتذر عن وزارة العدل ..!!

:: ولكن، يبدو أن مولانا حمدنا الله أيضاً تفاجأ بأن نهج المنظمة ( ماسورة زي عوض)، أي لا يحرز الأهداف، بل يواجه المرمى و ( يعفص الكورة)، ولذلك سحب دعمه وتأييده، ولم يعد متطوعاً مع فريق المحاماة .. وكذلك زميلنا الهميم فتحي العرضي وآخرين ، آثروا الانسحاب بهدوء، أي كما أفعل اليوم مطمئناً .. ثم أن مهنيتنا تلزمنا بعدم إدانة أو اتهام المنظمة – أو أي أحد من مؤسسييها – ما لم تُدون ضدها بلاغاُ أو تُدان قضائياُ.. لقد سمعنا الكثير عن منظمة (زيرو فساد)، وعن بعض مؤسسيها.. ولكن من الخطأ أن نكتب ما نسمع أو نقرأً، قبل ( فتبينوا) .. !!

:: لن نظلم أحد بالمنظمة، ولن نأخذهم بالقيل والقال، ولكن يجب تنبيه المواطنين بعدم التعامل مع المنظمة، لأنها – حسب حديث أحد مؤسسيها – غير جادة في تحقيق العدالة .. (هذه القضايا لن تصل المحاكم، عندنا ليها تكتيك تنتهي في النيابة، وأتعهد أمام الشعب مافي بلاغ يصل المحكمة)، هكذا تحدث نادر العبيد، وهذا يكفي دليلاً لعدم جدية المنظمة في تحقيق العدالة، بل تسعى للتسويات والجودية وربما (الابتزاز)..فالمتهم في قضايا الفساد يجب أن يُدان بالقانون (أولاُ)، ثم يعاقب بذات القانون (ثانياُ)، وهذا ما لن يحدث في القضايا التي تولت أمرها منظمة (زيرو فساد).. فتجنبوها ..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى