تحقيقات وتقارير

أزمة الخبز والوقود .. (الحكومة وين) ؟

أزمة خانقة حاصرت ولاية الخرطوم ما بين الخبز والوقود وعودة الصفوف مجدداً في المخابز والطلمبات، فانعكست الأخيرة على موقف وسائل النقل المختلفة وازدحام ملحوظ بمواقف المواصلات في مدن العاصمة الثلاث، وصاحب ذلك انفلات واضح في تعرفة المواصلات دون منشور محدد من الجهات الرسمية المسيِّرة لعمل نقابات المواصلات بالمواقف، وحمل الوجه الآخر شبه انعدام للخبز في العديد من المناطق ما بين مخبز أغلق أبوابه وآخر يزدحم بالمواطنين.

صفوف اضطرارية
وحملت مشاهدات وجولة الصحيفة ازدحام الكثير من الطلمبات بالسيارات تمتد لساعات طوال، وهو ما أكده السائق عبد الخالق علي بقوله إنه يضطر للوقوف لساعات لتعبئة الخزان ، وقد أصبح يتصيد الطلمبات ذات الصفوف البسيطة والتي غالباً تكون تابعة لجهات سيادية ويتوفر فيها الوقود بشكل مستمر.
فيما كانت رؤية سائق الترحال محمد مختلفة باستنكاره وجود الصفوف على الطلمبات مع توفر الوقود، وقال إن السبب مجهول تماماً لخلق هذه الزحمة، وكثيراً ما نجد أننا في صفوف اضطرارية .
وذكر عامل باحدى محطات الوقود ـ تحفظ عن ذكر اسمه ـ انهم يواجهون صعوبة في توفر الإمداد في بعض الأحيان دون معرفة الأسباب من الجهات المعنية.
نعمل بكفاءة
وقطعت مصفاة الخرطوم بانسياب عملها وانتاجها للنسبة المطلوب منها توفيرها للولاية، وقالت مديرة مصفاة الجيلي منيرة محمود إنه على الرغم من عدم عمل المصفاة بكامل قوتها إلا أنها لم تتوقف عن توفير حصتها من البنزين والجازولين ، وأشارت لـ(الانتباهة) أن الإنتاج ثابت ولم ينخفض فهي توفر 3 آلاف برميل من البنزين و4.200 برميل من الجازولين بنسبة خام لا تتجاوز 80% من المتوفر لها من حقول انتاج النفط.
ولفتت إلى أن دورها يقف بحد تسليم الإنتاج إلى إدارة الإمدادات بالوزارة ويكتمل بتوفير الأخيرة المتبقي من الوقود المستورد من الخارج للايفاء بالاستهلاك المحلي.
المشترك غير متوفر
بعد استفحال أزمة الوقود سارعت الصحيفة بالاتصال بالجهات المعنية مراراً وتكراراً لتبيان الامر وعكس الحقائق للمواطن والمستهلك إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل لعدم الرد على الاتصالات المتكررة من الإدارة المعنية، مع تأكيد أحد المصادر بالوزارة لوجود الأزمة وانها لا يعلم أين مكانها على الرغم من أنه يعمل بالوزارة .
خسائر
ولم يبعد المشهد كثيراً عن أزمة الخبز بعودة الصفوف أمام المخابز بشكل كبير مع استمرار الشكوى من المواطنين في صعوبة توفير الرغيف خاصة في ساعة الذروة بنهاية اليوم.
واتضحت الازمة جلياً باغلاق عدد من المخابز لابوابها بعد أن تنتهي من بيع ما أنتجته من خبز ، وأكد صاحب مخبز ـ احمد عبد المجيد- أن قلة العمال أدت لانخفاض الإنتاج ، مشيراً إلى أن العديد من العمال طالبوا بزيادة أجورهم بسبب الضائقة المعيشية التي تعاني منها البلد، وشكا احمد من ضعف العائد من إنتاج الخبز بسبب ارتفاع أسعار المدخلات من زيت وخميرة والتي ترتفع بشكل أسبوعي عند كل عملية شراء إضافة إلى أجرة العاملين والمصروفات الأخرى كالايجار والكهرباء والمياه والغاز. وزاد: فيما يتعلق بحصة الدقيق فهي متوفرة حسب الطلب، لأن عدداً كبيراً من أصحاب المخابز قللوا منها للأسباب أعلاه ولهذا لا يجدون مشكلة في الدقيق.
وقال صاحب مخبز بشرق النيل ـ بابكر احمد ـ إنه يضطر كثيراً لاغلاق المخبز عقب انتهاء الغاز المتوفر له من الشركات المعنية، وقد أثر ذلك سلباً عليه بذهاب بعض العاملين لديه إلى مخابز أخرى حتى يستطيعوا الحصول على أجورهم يومياً، مشتكياً في ذات الأثناء من إرتفاع مدخلات الإنتاج بوتيرة متسارعة مع انخفاض العائد من الإنتاج، متوقعاً أن يغلق العديد من أصحاب المخابز أبوابهم لعدم الكفاية منها.
السوق السوداء
أزمة الخبز حوت قراءات عديدة مستمرة عن تأثرها بتهريب الدقيق الى دول الجوار او تسربها من المخابز بعد استلامها للسوق السوداء للربح من فرق السعر دون توفيره كخبز جاهز للمواطن، وهو ما أكده الامين العام لاتحاد المخابز عندما واجهته الصحيفة بهذه الاتهامات مع بُعد الاتحاد عن رقابة الدقيق ، وقال جبارة الباشا إن هناك بعض الحالات البسيطة المتعلقة بضعاف النفوس يسربون الدقيق للسوق السوداء ، إلا أنه استدرك في ذات الأثناء بتأكيده أن العملية ليست بالأثر الكبير على توفر الخبز في المخابز ، ووصف التسرب بالنسبة الضعيفة.
ووصف الباشا عدم توفر الغاز في كل من شرق النيل وبحري وامدرمان بالأمر المزعج، وقد أدى لتوقف المخابز وهو سبب الأزمة الحالية ، وقد اتخذ الاتحاد الإجراء اللازم عبر الاتصال بوزارة النفط التي تعهدت بمعالجة الأمر.
وفي تعليقه على أمر تهريب جزء من الحصة اليومية من الدقيق، لفت الباشا إلى أن المخابز توفر الحصة الكلية للاسبوع من السبت إلى الخميس بـ47 الف جوال بمعدل يبلغ حوالي 40 جوالاً لليوم لكل مخبز ولم تردنا شكوى من اي من المطاحن بنقص انتاجه عدا أحدها تعرض لعطل مفاجئ نهاية الاسبوع الماضي وقد عالج المطحن الأمر بالتعويض في بقية الاسبوع ، منبهاً إلى أن مثل هذه الأعطال يمتد تأثيرها لبقية الاسبوع كما هو متعارف عليه.
كاشفاً عن وجود بلاغ في المحكمة ضد أحد المطاحن هرب نسبة من الدقيق خلال الشهر الماضي وتم اتخاذ الاجراءات القانونية نحو ذلك.
وطالب الباشا بأهمية وجود آلية مراقبة تتبع للاتحاد على الدقيق في المخابز والسيطرة عليه، مبيناً أن هناك تنسيقاً بين الولاية والاتحاد لضمه كلجنة رقابية بآلية الولاية بعد الاتفاق مع والي ولاية الخرطوم.

تقرير: رباب علي

الخرطوم: (صحيفة الإنتباهة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى