ناهد قرناص

طيري ..يا طيارة

جدتي لابي رحمها الله ..كانت تعتقد في سطوة الجن عليها ..بالعربي كدا عندها (زار) .. كانت اذا اختفت اي من الاشياء التي تخصها ..تجدها هادئة غير منزعجة ..ذلك لان (الجماعة ) هم الفاعلين ولا بد انهم (اخدوه فوق راي) وسيعيدون ما اخذوه بعد انتهاء (غرضهم) ..ويا دار ما دخلك شر…جماعة جدتي كانوا ملتزمين بالاعادة ..على حد علمنا فهي لم تشتك من اختفاء كامل ..كلها كانت (سلفيات ) و( شدة مستردة ) ..لذلك لم تسجل جدتي ضدهم بلاغات فقدان ..او تهم بخيانة الامانة حتى اخدها الزمان .

ضجت الأسافير باختفاء طائرة من طائرات الخطوط الجوية السودانية ..كانت في طريقها للصيانة ومن ثم (حدث ما حدث ) فلا عادت ولا هي وصلت .. وتضارت التكهنات تارة تقول انها في دولة افريقية ..وتارة يقولون وصلت الى وجهتها والموضوع كلو (اوشاعات ) ..وانا في اعتقادي ان (الجماعة شالوها ) لكني وجدتني اردد (هي يا يمة هي وينها الخطوط السودانية ذاتها ..لمان نفتش طياراتها) ..

اين منا ذلك الزمن الذي كانت فيه (سودانير) ..لا تهبط طائراتها الا لتطير مرة اخرى ..اين ذلك الزمن الذي كانت فيه سودانير تسافر الى لندن مرتين عبر اثينا ..ومرتين عبر روما ..ومرتين عبر القاهرة ..هذا غير ثلاثين وجهة اخرى عالمية واقليمية ..اين هي المطارات الداخلية ..بل أين هو مطار الخرطوم القديم والجديد معا ..يبدو ان (الجماعة) لم يتركوا شيئأ لم ياخذوه ..اما اعادته مرة اخرى ..فهو تحت شعار (ينظر ويفاد).

جدتي تخطر على بالي ..كلما سمعت باختفاء شئ ..او فقدان اشياء ..تجدني اترحم عليها وعلى (جماعتها) الذين كانوا يتميزون بالامانة ويعيدون الأغراض بعد انتفاء حوجتهم ..تغير الزمن يا جدتي وصارت الأشياء تذهب بلا عودة ..يبدو ان (الجماعة ) قد خلف من بعدهم خلف …لا يلتزمون بالقواعد العامة للاستلاف او التسليف ..بل صاروا لا يخافون لومة لائم ..ياخذون الشئ في وضح النهار ..ويفعلون كل شئ تحت بصر وسمع الجميع ..ومن ثم بعد ذلك (يخلفون رجل على رجل ) …ويخرجون السنتهم لنا ساخرين.

بمناسبة الأشياء التي تختفي ..(مسعولين من الخير ) ..اين هو (اليخت الرئاسي ) ؟؟ ماذا حدث بشأنه؟ ولمن آلت ملكيته؟؟ .. ..اذ يبدو ان هذه البلاد قد (وقعت في كرتلة) للجماعة ..وبناء على ذلك قرروا اقتسامها بينهم ..منهم من اخذ السكة حديد ..ومنهم من كان الطيران المدني من نصيبه ..ومنهم من خرج بسودان لاين ..وكل موثق وبالاوراق الرسمية وكل واحد بقى حر في ملكه ..يخفيه ..او يخرجه الى بلاد الواق الواق ..ومن حكم في ماله ما ظلم !!!….بيقى نحن نعمل شنو في مثل هكذا حالة ؟؟..

اعتقد على حسب معرفتي البسيطة في القانون ..ان الحل ..في الطعن في صحة البيع و الهبات التي حصلت في العهد السابق …وان يصدر وزير العدل قرار بتأميم كل المؤسسات التي تخصخصت والتي اقتسمت ممتلكات الشعب فيما بينها ..وكذلك يامر بتعليق كل الاتفاقيات التي حدثت سابقا ويخضعها للمراجعة ..فقد كانت بيعة من لا يملك ..لمن لا يستحق ..وتمت دون استفتاء ولا مشورة المالك الأصلي ..وهو الشعب السوداني ..الذي كان مغيبا بالكامل ولم يتركوا له فرصة الا ان يردد (ما كنت عارف يا ياريت ..يا ريتني كنت عارف) ..

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى