تحقيقات وتقارير

وزير الخارجية الفرنسي.. زيارة قصيرة وأهداف كبيرة

لقد أشعلت الثورة السودانية إعجاب العالم وعلى رأسه فرنسا”؛ هكذا ابتدر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حديثه وهو يتحدث لممثلين من قوى الحرية والتغيير، قبل أن يقول: “لقد كان تصميمكم مدهشاً وأنتم تسعون من أجل الحرية وتتفادون كل منزلقات العنف، لقد تابعنا برعب وغضب استخدام العنف ضد الثوار، وتابعنا بإعجاب تحليكم بالنضج والمسؤولية والهدوء في ظرف قمع عنيف”.

 

دعم كبير
عبارات الإطراء للثورة السودانية التي دلقها وزير الخارجية الفرنسي على مستمعيه قبل ختام زيارته للخرطوم مثلت دعم معنوي كبير، سبقه بدعم سياسي واقتصادي للحكومة الانتقالية بعد أن أعلن عن أن الحكومة الفرنسية تدعم السودان من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية والاندماج في المجتمع الدولي معلناً عن تقديم مساعدات مالية بقيمة 60 مليون يورو ستدفع 15 مليون يورو منها فوراً بواسطة الأجهزة الفرنسية.
وقال جان ايف لودريان في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس بالقصر الجمهوري، عقب لقائه برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن فرنسا ستساعد السودان لتطبيع علاقاته مع المؤسسات المالية الدولية وحل مشكلة الديون، مؤكداً أن بلاده ستعمل كذلك على تطوير علاقاتها الثقافية مع السودان.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحفي آخر مشترك مع وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله أن فرنسا تدعم السودان في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة من تاريخه، مبيناً أن الفترة الانتقالية إذا تمت كما هو مخطط لها بكل سلام واستقرار سيصبح السودان مثالاً يحتذى لكل دول الإقليم ودول العالم العربي؛ وأضاف أن فرنسا ستساعد السودان لإعادة الاندماج في الأسرة الدولية وستساعده كذلك في إزالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأبدى وزير الخارجية الفرنسي دعمه لجهود تحقيق السلام الشامل في السودان مثمناً اتفاق المبادئ الذي وقع بجوباً مؤخرا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة حاثا على التوصل لاتفاق سلام شامل خلال الأشهر الستة القادمة.

عبور ناجح
بعدها توجه وزير الخارجية الفرنسي إلى المعهد الفرنسي حيث التقى بممثلين من قوى الحرية والتغيير التي قادت الاحتجاجات ومنظمات مجتمع مدني.
لودريان أكد على أهمية دور الشباب والنساء وحيويتهم التي قادت لطي صفحة سيئة في تاريخ السودان، مشيرا إلى أنهم يدركون أن التحديات ما تزال كبيرة أمام الثورة، مؤكدا وقوفهم بجانب السودان في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه من أجل بناء سودان جديد يحقق تطلعات الشعب السوداني ويكون نموذجا ملهما في القارة الإفريقية والعالم العربي.

تحديد أولويات
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن زيارته للخرطوم سبقها وصول وفد اقتصادي بحث مع الجانب السوداني تحديد الاحتياجات التنموية والإنسانية والتي تأتي في مجالات التعاون بين البلدين، لا سيما المجال الاقتصادي، والوقوف على أولويات السودان واحتياجاته في المرحلة المقبلة.
والتقى الوفد الفرنسي الفني المشترك خلال الأيام الماضية، بين وزارتي التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية الفرنسية، برئاسة جان فرانسوا، بوكيل وزارة المالية عبد المنعم الطيب.
وأكد وكيل المالية للوفد أن السودان يمر بمرحلة إسعافية محددة تحتاج من الدول الصديقة والشقيقة الوقوف مع السودان في هذه المرحلة، مؤكداً الرغبة في تعزيز التبادلات التجارية التي تخدم البلدين، والاستفادة من الفرص الفنية المتاحة من دولة فرنسا، بما يساعد السودان في النهوض بإمكانياته وثرواته المرغوبة في السوق العالمية.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي على أهمية دور المجتمع المدني في مواجهة تحديات الفترة الانتقالية وتعزيز عملية التحول الديمقراطي، مشيرا لتخصيص موارد جديدة لتلبية الاحتياجات العاجلة للحكومة الانتقالية لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة لعبور الفترة الانتقالية مضيفا: “سبق زيارتي للخرطوم وصول وفد اقتصادي فرنسي لتحديد الاحتياجات الانسانية والتنموية”. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي تخصيص مليون ونصف المليون يورو لتلبية احتياجات المجتمع المدني.
في الأثناء، قال القيادي في قوى الحرية والتغيير خالد عمر، إنهم يتطلعون للدعم الفرنسي فيما يلي أولويات الفترة الانتقالية بالسودان خاصة عملية السلام وتجاوز الأزمة الاقتصادية وتعزيز عملية التحول الديمقراطي وإصلاح المؤسسات، فضلا عن المساعدة في إعفاء الديون الخارجية ورفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية.
ووصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إلى الخرطوم في وقت سابق في زيارة لساعات لبحث وسائل دعم الحكومة الانتقالية بعد فترة من العزلة الدولية على السودان جراء سياسات الرئيس المخلوع البشير.

تقرير: محمد عبدالعزيز

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى