لوف لا يستبدل نوير كي لا يفقد عمله

أراح انتصار ألمانيا بمعقل إيرلندا الشمالية العديد من أنصار المانشافت لأن عدم الانتصار بذلك اللقاء كان سيعقد ربما من مهمة التأهل لنهائيات أمم أوروبا لكن على صعيد الأداء مازال شكل المانشافت غير مطمئن والفريق يُظهر بكل مباراة مجموعة من المشاكل الجديدة التي يبدو أن بعضها قد يمكن حله مع الوقت بزيادة التأقلم لكن أشياء أخرى تدفع للتساؤل حول ما إذا كانت خيارات لوف صحيحة فعلاً.

اقتنع لوف أمام إيرلندا أخيراً بضرورة التخلي عن طريقة 3-4-3 بعد النتائج الكارثية التي حققتها الخطة دفاعياً أمام هولندا وانتقل للعب بطريقة 4-2-3-1 وهو ما تسبب بتحقيق كثافة أفضل بالوسط وتقليل الأخطاء الدفاعية لكن بالمقابل عانى الفريق من عشوائية كبيرة فرباعي المقدمة بدت معالمه غير واضحة بسبب التغيير المستمر بالمراكز بين اللاعبين وصحيح أن لوف يحب العشوائية بالهجوم لكن الأمر زاد عن حده كثيراً وبالغالب كان اللاعب الذي يستلم الكرة لا يجد من يدعمه بشكل كافٍ بالعمق بسبب استمرار تبديل المراكز وهو ما كان يعني غالباً انتهاء الهجمة بطريقة عشوائية.

وبحسب يوروسبورت بعد أن فهم لوف الرسالة بالشوط الأول عدل أسلوبه بعض الشيء بالثاني فدفع ظهيري لايبزيغ هالستنبيرغ وكلوستيرمان للأمام وحولهما لمفتاحين لصناعة اللعب كي يخلق الزيادة المطلوبة وفعلاً سجل هالستنبيرغ الهدف الأول بعد أن أضاع كلوستيرمان فرصتين سهلتين ورغم إضاعة الأخير للعديد من الكرات سواء بالتمرير الخاطئ أو التسديد إلا أن انطلاقاته الجيدة تبشر بإمكانية تحسنه لاحقاً.

مبدئياً يبدو من الجيد أن لوف بدأ يقتنع بضرورة إقحام براندت أو هافيرتز لتحسين مستوى صناعة اللعب من العمق على أمل أن يستمر بهذا الشيء ولا يعود إلى 3-4-3 التي قتلت الكثافة بعمق الوسط تماماً.

أمام إيرلندا تصدى نوير لتسديدة واحدة على المرمى كانت من انفراد تام بعد كرة خسرها كروس بالثلث الخلفي من الملعب كما أوقف 3 كرات أخرى واحدة منها كانت بالقرب من خط المرمى كل هذه الأشياء ربما كان من الممكن لأي حارس مميز القيام بها لكن ما هو من الصعب القيام به يتمثل بلمس الكرة 62 مرة باللقاء “مقابل 21 لفيرنير و50 لرويس” ولعب نوير 46 تمريرة بنسبة دقة فاقت 90% وبالواقع فإن كل هذه التمريرات كانت تظهر مدى ضعف الفريق بصناعة اللعب فعجز الوسط والدفاع بإرسال الكرة للأمام كان واضحاً.

أحد أهم أسباب فوز ألمانيا على إيرلندا كان استخدامها لصانع لعب خلفي فكلما عادت الكرة لنوير كان يضعها تحت قدمه ويسعى لسحب اللاعبين باتجاهه قبل أن يمررها بالتالي يعطي فرصة أفضل لفريقه للانتشار واستغلال بعض المساحات، هذه تماماً البصمة التي ميزت نوير منذ بداياته وبظل استمرار عجز الفريق بصناعة اللعب لن يكون من الممكن لأحد أن يطلب من لوف تغيير حارس المنتخب فحتى لو كان تيرشتيغن أو أي اسم آخر لن يتمكن أحد من تحمل الضغط الذي يتحمله نوير لبناء اللعب بكل مرة والنتيجة واضحة ألمانيا خسرت معركة الوسط لكنها ربحت معركة الزيادة العددية.

لو خسر المانشافت من إيرلندا كان لوف بالغالب سيجد ورقة إقالته تنتظره لكنه يعرف حالياً أن جزء جيد من بقائه مرتبط بنجاح حارسه الأمين.

مازال منتخب ألمانيا بحاجة لمزيد من التغييرات بشكل واضح فثنائية كروس وكيميش لا تقدم المطلوب بالوسط حتى الآن ولابد من البحث عن حل من اثنين إما الدفع بلاعب آخر مكان كيميش مثل تشان وإعادة لاعب بايرن لمركز الظهير أو الدفع بلاعب يزيد من النزعة الهجومية بالوسط ويعيد تنظيم الفريق مثل كاي هافيرتز الذي أظهر لمسات رائعة بعد مشاركته بديلاً بلقاء إيرلندا.

هناك خيار آخر يبدو قريباً من المنتخب وهو يوليان فايغل الذي استعاد مكانه بدورتموند من جديد وأظهر قدرته على إعادة مستواه القديم ونظراً لثقة لوف الكبيرة به سابقاً قد نجد لاعب دورتموند قريباً ضمن المنتخب.

بعض التغييرات تبدو صعبة للغاية فكل ألمانيا تريد هوميلس بالمنتخب لكن لوف لا يتفق معهم والجميع يرى مشاكل الوسط لكن لوف يرفض الاعتماد على لاعبين مثل هافيرتز بشكل دائم، حتى مستوى غنابري أمام إيرلندا كان أقل بكثير من مستواه مع بايرن بالفترة الأخيرة وذات الأمر ينطبق على فيرنير.

اشتُهر لوف لفترة طويلة بقدرته على رفع مستوى لاعبي المانشافت حين يكونوا معه مقارنة بمستواهم بالأندية لكن من الواضح أن هذا الأمر تغير كثيراً بالزمن الحالي وهو دليل آخر على أن مرحلة لوف لابد من أن تنتهي عن قريب لكن مبدئياً حماية نوير كفيلة بالحفاظ على النتائج.

 

 

الخرطوم (كوش نيوز)

Exit mobile version