ناهد قرناص

غموس الوزارات

كتب زميلي الطبيب البيطري (عبدالقادر فاروق) متحسرا على اخضاع وزارة الثروة الحيوانية لمحاصصة جهوية ..واصرار اصحاب القرار على انتماء وزير الثروة الحيوانية لجهة محددة من السودان ..قال ان وزارة الثروة الحيوانية صارت غموسا لبقية الوزارات ..والغموس وهو تلك (الطبخة) الجانبية التي يتم وضعها بجانب (الشية) او طلب (الكبدة) في المطاعم .. الغموس احيانا عدس ..او فاصوليا ..او حتى ( دمعة مكشنة) ..لا فرق ..المهم هو ان شكل الطبق مرتب ..ولا يسيء لمنظر (الرصة والمنصة).

اردت حقيقة ان (اهضم الفكرة) ..او اجد لها حيثيات من شاكلة ..ان هناك مناطق معينة نالها من التهميش الكثير ..وكان من الواجب ان يتم التركيز عليها ..خير ..و(ما فوكا شئ) ..ولكن الا يطعن هذا في استقلالية قرار الوزير القادم ؟ الا يجعله مائلا الى جانب منطقته ؟..خاصة ان لها الفضل في توليه منصب الوزير؟ ..طيب وان افترضنا غير ذلك ..وان هناك جهة رقابية ستتابع قرارات الوزير وتطالبه بالحياد في كل الامور ..يبقى ماهي الفائدة في الاصرار على الجهوية ؟؟ ..وهل هي فقط لزوم ان يقال ان المنطقة الفلانية عندها وزير؟ ….ماهي الفكرة حقيقة ..اسعفوني بها رجاء لو سمحتم.

الحسرة الحقيقية هي ان تستمر نظرة الجهاز التنفيذي لوزارة الثروة الحيوانية بعين الاستعلاء ..وعدها من وزارت الترضية ..والتي كانت تمنح طوال الحكومات السابقة لضمان حيادية اسماء وشخصيات معينة ..والتي بدورها لايهمها غير ان يتجولوا متفاخرين ان الوزير (قريبنا ومننا)…ولا يفرق مع ذلك الوزير ..ان الماشية السودانية ..تباع بابخس الأثمان لدولة مجاورة ..والتي بدورها تقوم بذبحها وتصدير لحومها تحت اسمها ..والاستفادة من الجلود ومخلفات الذبيح ..لا يهمه ان تقوم (دولة شقيقة ) بتوليد اناث الضأن السوداني وانشاء مزارع والاستكثار منها تمهيدا لامتلاك سوق الصادر ..وغير ذلك كثير من مآسي توجع القلب وتدمع العين .. ..ولا عزاء للشعب السوداني ..صاحب الجلد والرأس

تمنيت حقيقة ان يجتهد تجمع الاطباء البيطريين ..وتجمع اختصاصيي الانتاج الحيواني في كل المناطق الغنية بالثروة الحيوانية ..في تنظيم ورش عمل تبحث في اصول مشاكل الثروة الحيوانية و السمكية .. تقترح حلولا جذرية وتضع روئ جديدة للتنمية المناطقية ..كل جهة حسب ثروتها ونوعيتها ..تمنيت ان يتم رفع مقترحات التنمية مع وضع افكار لالية التنفيذ وتحديد مدة زمنية بناء على دراسات جدوى محايدة ..بدلا من الضغط على ادراج اسم شخص فقط لأنه ينتمي الى جهة محددة…ومن ثم ياتي بعد ذلك معيار الكفاءة الذي تم به معايرة كل وزراء الفترة الانتقالية ولكن الثروة الحيوانية لا بواكي لها.

يبدو انه قد حكم علينا ان نكون (غموسا ) طوال حياتنا ..ولا نامل في غير ان يولي الله من يتقيه فينا ونحمد الله في انهم لا يزالون يبحثون عن (الكفاءة) وان أتت ثانيا في الاهتمام والتقصي ..لذلك اجد من المناسب ان اضم صوتي لزميل المهنة الذي تساءل اسفيريا وكتب (وزارة بتاع غنماية دا ..لسه ما لقو ليهو وزير؟).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى