تحقيقات وتقارير

“بعد تصريحات وزير الإرشاد” عودة اليهود للسودان … العودة الى أرض الميعاد

فتحت تصريحات وزير الإرشاد، نصرالدين مفرح التي دعا فيها الأقليات اليهودية السودانية، التي غادرت السودان العودة للبلاد، في ظل الدولة المدنية فتحت النار عليه، وصب عدد من الاسلاميين جام غضبهم على الوزير بينما أكد آخرون أن اليهود مازالوا مواطنين سودانيين لاحتفاظهم بالأوراق الثبوتية التي تثبت ذلك وتجديدها وتسجيل مواليدهم وتوثيق عقوداتها بسفارات السودان باستراليا وأمريكا ،وبقية الدول الغربية، وأرجع الأمين العام لهيئة علماء السودان السابق حيدر التوم احتفاظ اليهود بجنسياتهم لإيمانهم بأن السودان هو أرض الميعاد .

 

وكان مفرح قد قال في مقابلة مع قناة “العربية” إنه بحكم الجنسية، ندعوهم للعودة للسودان، لجهة أن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات .

 

وأشار مفرح لحرصهم على حماية التعدد الديني والمذهبي في السودان، وأكد في حديثه أن هناك مؤشرات لإحلال السلام .

 

وقطع بأن فترة الستة أشهر كافية لتحقيق السلام، وقال إن قضية التسامح والتصافح هي القضية المهمة لبناء الدولة الجديدة على أساس الحرية والمساواة.

 

وأوضح نائب الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار وخطيب مسجد الأنصار آدم يوسف إن الهيئة لديها ثلاثة ملفات تختص بالوضع الديني في السودان تتضمن ملف المهتديين، نداء الإيمانيين وهم المسيحيين واليهود، والملف الثالث ملف نداء الحضارات وقال للجريدة ( إن الأولوية لتحقيق توحيد أهل القبلة) و في تعليقه على حديث وزير الإرشاد حول عودة اليهود قال يوسف (اليهود خرجوا منذ فترة طويلة من السودان وبرغبتهم ولم يكونوا مضطهدين و إنما خرجوا تلبية لنداء دولة اسرائيل ) وشدد على إن الأولوية الآن لقضايا المسلمين لوجود خلافات بينهم أدت إلى ارتكاب جرائم قتل في المساجد كماحدث بمسجد الحتانة .

من جهته انتقد القيادي بجماعة الأخوان المسلمين أمية يوسف أبو فداية تصريحات وزير الإرشاد باعتبارها ليست أولوية ولفت إلى إن اليهود في الوقت الراهن رعايا لدول أجنبية أخرى وقال أبوفداية للجريدة ( النازحين والمهاجرين هم أولى بدعوتهم للعودة للبلاد لاستمرار ارتباطهم بها ) وشدد على أن دعوة المهاجرين سواء كانوا من اليهود أو المواطنين السودانيين ليست من مهام وزير الإرشاد وإنما وزيري الداخلية والخارجية وأردف: وزير الإرشاد تدخل في مهام غير مهامه وأشياء لا تمثل أولويات للحكومة) وسخر أبوفداية من تصريحات وزير الإرشاد وقال (فوجئ بالإعلام ووقع في مزايدة غير مطلوبة .

 

وفي رده على سؤال حول وجهة النظر الدينية لتصريحات وزير الإرشاد قال القيادي بجماعة الأخوان (وثيقة المدينة سبقت كل العقود واعترفت بحقوق الآخر وتضمنت حقوق اليهود والنصارى والمسلمين ونوه إلى إن وثيقة المدينة أرثت دعائم التعايش في إطار جغرافي واحد لأن الإسلام جاء رسالة خاتمة للأديان ومصطحبة كل الرسالات وزاد: اليهودية واحدة من الأديان السماوية بغض النظر عن الموجودة حالياً، وأشار إلى أن الإسلام سمح للمسلمين بالزواج من اليهودية، وبالتالي يترتب على ذلك حقوق وواجبات للزوجة اليهودية ، واعتبر إن الإسلام سابق لأوانه قابل للمزايدات وأوضح أن اختلافهم مع وزير الارشاد يتمثل في التوقيت المكاني والزماني والشخص الذي وجه الدعوة لليهود للعودة للسودان.

وأكد مساعد الأمين العام لهيئة علماء السودان السابق حيدر التوم أن اليهود الذين هاجروا من السودان خاصة لدول الغرب واستراليا وأمريكا لم يتخلوا عن جنسياتهم السودانية بل ظلوا يستخرجون شهادات الميلاد لكل مواليدهم ويقومون بتوثيق عقودات زواجهم في سفارات السودان في تلك الدول مما يعني قانوناً إنهم مازالوا مواطنون سودانيون بحكم امتلاكهم للأوراق الثبوتية الدالة على ذلك، وأكد أن معظمهم قد صرح بأنه لن يفرط في إنتمائه لجنسيتهم السودانية، ونوه الى أن الدافع الأساسي دافع لاهوتي ديني وإقتصادي يتمثل في اعتقادهم وايمانهم خاصة حاخام اتهم بأن أرض السودان هي أرض الميعاد والأجداد والتي انطلق منها (سيدنا موسى ) ومن ناحية إقتصادية السودان هو الأرض الاستثمارية المستقبلية .

 

واعتبر التوم إن حديث وزير الارشاد ليس أكثر من دعوة مواطن للعودة لوطنه بحكم الواقع لامتلاكهم للوثائق الثبوتية وكشف عن إن امتلاك العديد من اليهود للمستندات الرسمية التي تؤكد امتلاكهم عقارات ومنازل في الخرطوم ومدن السودان الأخرى واستدرك قائلاً: على الرغم من أن النظام السابق قد قام بالتصرف في معظمها إبان تولي جلال علي لطفي لرئاسة القضاء ، وأشار إلى أن وزارة الخارجية الاسرائيلية سبق أن أثارت قضية أملاك اليهود في السودان وتصدوا لها بحكم أنهم لم يتخلوا عن جنسياتهم السودانية ونوه إلى أن الخارجية الاسرائيلية كانت ترغب بموجب قانون جاثا في المطالبة بمصادرة أملاك السودانيين بالخارج والحجز عليها لصالح اليهود السودانيين .

 

وقالت الكاتبة سهام صالح إن البنيامين هو الاسم الذي يطلق على اليهود في السودان؛ حيث جاءوا لاجئين في أكبر موجة هجرة يهودية في نهايات القرن التاسع عشر، واستوطنوا مدينة أم درمان، إحدى مدن العاصمة السودانية، تحديدًا في حي المسالمة، وقاموا ببناء أول معبد يهودي في السودان عام 1889م، وجرى تكوين رابطة للجالية اليهودية حينها برئاسة «بن كوستي» ابن حاخام يهودي تعود أصوله إلى إسبانيا.

 

وذكرت أن عدد أفراد الجالية اليهودية في ذلك الوقت بلغ نحو ألف نسمة موزعين ما بين مدن العاصمة المثلثة الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان، لكن بعضهم فضل أن يعيش في مدن سودانية أخرى مثل: نوري، ومروي، والدبة، وبورتسودان، وود مدني.

ونوهت صالح الى إن قيام العقيد جعفر نميري آنذاك بدق آخرُ مسمار في نعش الوجود اليهودي في السودان، بحركةِ تأميمٍ ومصادرة واسعة لممتلكات اليهود، وبخاصة شركات الحاخام اليهودي «سلمون ملكا» التي كانت باسم «جلاتلي هانكي». ولم يقتصر التأميم على الشركات فقط بل على مستوى بيت العائلة، الذي أصبح في العهد المايوي مقرًّا للاتحاد الاشتراكي، فمقرًّا لوزارة الخارجية السودانية. وفي عام 1987م هُدم المعبد اليهودي في الخرطوم، وبيعت الأرض لمصلحة أحد البنوك السودانية.
ولفتت إلى أن مصادرة ممتلكات اليهود لم تشمل مقابر اليهود الموجودة الآن في وسط منطقة تجارية في منطقة السوق العربي؛ حيث لا تزال أرضًا فضاءً، وكثيرون من السودانيين لا يعرفون أنها مقابر اليهود.

 

ممتلكات اليهود في السودان

وذكرت الكاتبة (أن اليهود لم ينسوا أموالهم الموجودة التي إما أُمِّمت، أو تركوها وهربوا خوفًا على أرواحهم إثر تنامي وتصاعد الصراع العربي–الإسرائيلي؛ لذلك تقود الآن إدارة الأملاك بوزارة الخارجية الإسرائيلية حملة دبلوماسية لاستعادة ممتلكات اليهود البالغ عددهم 850 ألف يهودي كانوا يعيشون في السودان، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، وتونس، وليبيا، والجزائر، وسوريا، والعراق، ولبنان، والأردن، والبحرين. وقَدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية حجم التعويضات بــ«300» مليار دولار أميركي حسب تقريرها الذي قُدم للكنيست الإسرائيلي.

 

تقرير : سعاد الخضر

الخرطوم (صحيفة الجريدة) 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى