محمد عبد الماجد

حتى لا تشغلكم الـ(انفينيتي) عن (واجباتكم)

(1) • برلمان النظام السابق تصارع أعضاؤه ورؤساء لجانه حول (المخصصات) التي قدمت لهم ، فتركوا هم البلد وقضاياها واتجهوا نحو تلك (المخصصات) ، واصبحت كل نقاشاتهم واجتهاداتهم تذهب نحو الحصول على (سيارة) بالاقساط ،او (قطعة ارض) من الدرجة الاولى باعتبارهم اعضاء في اعلى جهة تشريعية في البلاد. •

وكان مع كل الكوارث التي تحيط بالبلاد وتحلق عليها ، ومع كل المهددات والأمراض التي وصلت لمرحلة ان تكون (وباء) ، كان نقاشهم هناك تحت القبة التشريعية حول الكيفية الميسرة التي يتم بها سداد اقساط (السيارة) التي منحت لهم. • أعضاء البرلمان مع كل الازمات التي تعرضت لها البلاد في الخبز والمحروقات ، ومع الصفوف الممتدة امام الصرافات والبنوك كانوا حينما يستدعون وزير المالية للبرلمان يحدثونه عن الاعفاء الجمركي لسياراتهم والبرمجة (المريحة) لأقساط تلك السيارات.

• لهذا كان انصرافهم الكلي نحو (مخصصاتهم) وكان صراعهم حول (النثريات) ، وهمهم كان في (حوافزهم) ،وشغلهم الشاغل كان في الحصول على (تذاكر) الاجازة السنوية، اذ لم تنتج لنا برلمانات النظام البائد غير (الصفقة) لكل القرارات الاقتصادية التى تذهب نحو التضييق على المواطن او التوغل على حقوقه وحرياته. • نافس برلمانكم بسبب (صفقة) الاعضاء دار الغناء الشعبي ودار فلاح معاً.. فقد كنتم اعضاء عبارة عن (شيالين). • عندما كانت (لا) هي الدواء لم نجد منكم غير (نعم) ، فانتم اعضاء جبلتم على (الصفقة) ، ولبيك سيدي البشير.(2) • الآن اخشى ان ينصرف اعضاء مجلس السيادة نحو (مخصصاتهم) ، فينسوا (الثورة) التي صنعت لهم ذلك (المجلس) ، والشعب الذي منحهم تلك (السيادة) ، فاوصلهم لتلك المناصب السيادية وهم من غمار الناس.

• نخشى ان تنسيكم حصاناتكم الدستورية ،وبرتوكولاتكم السيادية ما يحدث في الشارع وما يمتد فيه من صفوف وما يعاني منه الشعب ويهلك فيه الوطن. • لا نريدكم ان تحتموا بتلك (السيادة) التي لم تعط لكم لنبوغ منكم او عبقريات ، ولم تكن لكم بارادة شعبية حقيقية ، حتى تنعموا بنعيم (القصر) ، وتنسوا ما كان يحدث في ميدان الاعتصام ، وما حدث في بري والعباسية وعطبرة والقضارف والابيض. • وما يحدث الآن في صف الرغيف والبنزين ، وفي كتلة الانتظار الطويل لغسيل الكلى او لاجراء عمليات القلب. • للسلطة عالم خاص ، قادر ان يفصلكم عن احلام الحفاة ، وامال الجوعى ، وتطلعات شعب يحلم بالحرية والسلام والعدالة.

• لا نريد لكم ان تبدأوا من حيث انتهى النظام السابق ، ويكون الصراع بينكم حول (غنائم) الثورة ، التي قدم لنصرتها الشعب الدم والعرق، ولم يبخل عليها بالانفس والاموال. • لا ننتظر منكم ونحن في تلك اللحظات الحرجة لتصريحات (تطمينية) ، فان أسوأ ما قدم لنا النظام السابق وسط التراجع والكوارث والازمات التي كانت تمر البلاد تصريحاتهم (العنترية) ، وتطميناتهم الخاوية التي لم تكن تحمل من الواقع مقدار ذرة من (الضمان). • لن نتعامل بالتصريحات، ولن نصرفها منكم (كلمات) ومؤتمرات صحفية ، ننتظر منكم اعمالاً حيّة ، وشواهد مجسدة ، فما اسهل (التصريحات) لمن لا يملك من مادياتها (حبة خردل).

• الزبد يذهب جفاء ، وكذلك القصور والاموال والمناصب والـ(انفينيتي).(3) • نعرف ان هذه الثورة محروسة بارادة شعبية لا تلين ، ونثق ان اعين الاعلام مفتوحة للاخر ، لهذا ليس هناك فرصة للتكسب من الثورة او الاغتناء من المناصب. • اعلموا هذا – كل تحركاتكم ، وكل تصرفاتكم مرصودة ، فلا تقعوا فيما يجعلكم تعيدون سيرة النظام البائد. • الازمة التي اظهرتها الـ(انفينيتي) ، اثبتت ان كل اعضاء مجلس السيادة تحت المجهر.. نعرف ان الـ(انفينيتي) بعض من مخصصات اعضاء مجلس السيادة وهي حق دستوري وطبيعي لهم ، ولكن ظهورها في هذا التوقيت امر غير محبب، لأن (البلد) ما زالت عالقة ، تهددها المخاطر والمهالك من كل جنب.

• أحداث بورتسودان. • فيضانات ود رملي. • سيول الجيلي. • كل هذه الاشياء قبل الـ(انفينيتي). • لذلك لا تتعجلوا على (مخصصاتكم) ولا تتهفاتوا عليها ، ولا تجعلوا كل همكم وجهدكم منصرف نحو الـ(انفينيتي) ، قرباً منها او ابتعاداً. • الاجتهاد والحراك الذي كان في ردة فعل بعض اعضاء مجلس السيادة لاثبات التنكر لها او الزهد منها ، ينذر بالكثير من المخاطر – فليس مطلوب منكم كل ذلك الجهد في (النفي) ان كنتم في الموقف السليم. • شعب واع وحصيف واعلام ذكي ومتمكن ومعارضة تترصد بالحكومة الجديدة الدوائر– ان لم تكونوا في الموقف الصحيح لن تصمدوا لبضع لحظات في القصر او في مجلس الوزراء.

• ولن تنفعكم (حصانة) او (انفينيتي). • لن يرحمكم احد وانتم اتيتم بعد اكثر من 8 اشهر ثورة- قدم فيها الغالي والنفيس .. ولم يبخل عليها الشعب بشيء فقدم الشهداء لها شهيداً تلو الاخر. • ترفعون شعار الحرية والعدالة والسلام ، وسوف تكونوا اول ضحايا هذا الشعار ان كان فيكم من يحيد عن الطريق القويم.(4) • بِغم / • عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان قال ان (انفينيتي) اوصلته مرتين فقط لمنزله.. ونسي الرجل انه دخل القصر منذ يومين لا اكثر. • اذا استمر ود الفكي على هذه الطريقة فان كل ما تبقى له في الـ(انفينيتي) سوف يكون (4) مشاوير.. ثلاثة للبيت ، وواحد لتسليم العهدة.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى