الطاهر ساتي

المدارس ..!!

:: يوم الأحد، سرت شائعة تجميد العام الدراسي بوسائل التواصل، ونفتها سلطات التعليم سريعاُ .. يوم الشائعة قلت لمن حولي : ( ليتهم جمدًوه)، ليبدأ صغارنا عامهم الدراسي بعزم جديد و ( تقويم جديد) و ( زي جديد) و ( سلم جديد) و (منهج جديد) .. لقد تم التخريب والتدمير بلا رحمة .. ولكي تعود للتعليم العام سيرته الأولى، فان كل ما يتكئ عليه اليوم – من تقويم وسلم ومنهج – يجب أن يذهب إلى مزبلة التاريخ، وغير مأسوفاً عليه .. !!

:: ولكن إصلاح ما أفسده النظام المخلوع لن يتم ليلة وضحاها، ولا بين عام و آخر، بل بحاجة إلى كثير (جهد و صبر) .. واليوم، بعد تشكيل الحكومة المدنية، نأمل أن ينعم صغارنا بمناخ تعليم الذي لا يعكر صفوه أي اضطراب سياسي .. وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، فإن المخاطر التي تواجه العام الدراسي ليست سياسية وأمنية، بل هناك مخاطر طبيعية لم تكن تتحسب لها سلطات النظام المخلوع، رغم المناشدة ( السنوية).. !!

:: وفي ذاكرة الناس، قبل عام ، دعت إدارة للدفاع المدني بالخرطوم سلطات التعليم العام إلى مراجعة (التقويم الدراسي).. ولكي لا ننسى، قال نائب المدير العام لإدارة الدفاع المدني بأن بداية العام الدراسي في فصل الخريف (غير مناسب)، موضحاً أن المدارس من أكثر الأماكن التي تتجمع فيها مياه الأمطار بكميات كبيرة، وأن تجفيف هذه المياه يستغرق الوقت والجهد .. ويبدو أن هذا الطلب لم يجد الآذان الصاغية.. !!

:: فالمياه تتجمع في حيشان وفصول المدارس لحد تحويل المدارس إلى بؤر مخاطر.. ومن فواجع خريف العام الفائت، بعد وفاة طالبات تحت أنقاض جدار مدرسة أساس بأمدرمان، نجا تلاميذ إحدى مدارس الخرطوم بحري إثر انهيار عرش فصلهم على رؤوسهم، حيث نجحت إحدى المعلمات في إجلاء الصغار من تحت الركام .. وبولاية كسلا، بعد أسابيع من المغامرات، تقرر إغلاق المدارس.. وعندما انهارت الفصول- ليلاً – بالنهود والفاشر و كردفان ودارفور، فإن التلاميذ كانوا في بيوتهم، وإلا لكانوا في عداد الموتى.. !!

:: هكذا عاشت مدارس بلادنا مخاطر الخريف، وسوف تتكرر المآسي في خريف هذا العام.. فالبنيات التحتية لمدن وقرى بلادنا ( صفر)، ومع ذلك يعلنون – بكل ثقة – عن بداية العام الدراسي مع بداية مخاطر الخريف .. نعم، من غرائب بلادنا أن بداية العام الدراسي في بلادنا تتزامن مع بداية الخريف.. والمدهش، سنوياً يتحدثون عن تغيير عن هذا التوقيت بحيث يجنبوا العام الدراسي متاعب الخريف والتلاميذ مخاطر الأمطار والسيول والفيضان ..!!

:: ولكنهم يتناسوا حديثهم بالاعلان عن بداية العام مع بداية الخريف .. وعلى سبيل المثال، في خريف العام قبل الماضي، بعد أن قررت وزارة التعليم بالخرطوم عطلات الخريف، قالت (تأجيل العام الدراسي بسبب الأمطار ليس بالأمر المُزعج) .. نُقصان العام الدراسي يؤثر في مستوى التحصيل.. فالعام 12 شهراً، وأشهر الخريف لا تتجاوز (ثلاثة أشهر)، فلماذا لا نعجز عن تخطي أشهر الخريف لحين إصلاح البنيات التحتية و أحوال المدارس الآيلة للانهيار.. ؟؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى