صلاح الدين عووضة

الدليل همبر !!

*وهو عنوان مركب..
*الأول قد يكون سمع به الكثيرون، بخلاف أهله.. وصحابه.. ومعارفه.. و زملائه..
*والثاني قد يكون سمع به القليلون.. بخلاف جيل الستينيات..

*ثم إن الاسمين هذين يصلحان لتكوين عنوان واحد، هو (عز طلب) كلمتنا هذه..
*وذلك بإبدال الأول من اسم إلى مبتدأ.. بعين ظاهر المعنى..
*وهو أحد الذين أتشرف بقراءتهم لزاويتي هذه.. لما يتمتع به من سعة أفق سياسي..
*واسمه عماد الدليل.. وهو صديق لصفحتنا الإلكترونية أيضاً..
*ولكنه ينتقد-هذه الأيام- نقدي لمسار الثورة.. بحسبان أننا (في بداية طريقنا)..
*ونسي أن البدايات تؤشر لما ستؤول إليه النهايات..
*ونسي-كذلك- أننا أضعنا ثورتين من قبل، جراء بدايات خاطئة.. مع الفارق..
*ونسي بالطبع-على ذكر الفارق هذا- حكاية الهمبر..
*والهمبر هذه-لمن لا يعلم- سيارة بريطانية.. لم تكن من بين الأفخم في الستينيات..
*وهو العقد الذي شهد ميلاد ثورتنا الأولى.. ونهايتها..

*وكان جنيهنا السوداني حينها- لمن لا يعلم أيضاً- يساوي ثلاثة دولارات..
*بمعنى أن اقتصادنا ما كان يُقارن بالذي نعايشه الآن..
*ورغم ذلك فإن حسين الهندي- وزير المالية آنذاك- دعا إلى تقشف حكومي..
*وفي سياق التقشف هذا أمر بعربة واحدة لكل سيادي.. ودستوري..
*لا ثانية للمدام.. وثالثة للمدارس.. ورابعة للسفريات..
*ولم تكن العربة هذه سوى ماركة همبر، ولم يحتج الوزراء.. ولا أعضاء السيادة..
*الآن نحن- يا الدليل- نرى أحد عشر كوكباً.. سيادياً..
*وكل واحد منهم مُنح- يا فتاح يا عليم- فارهة اسمها انفينيتي.. آخر موديل..
*وستتبعها (توابع البيت) بالطبع.. فالبدايات غير مبشرة..
*ومن قبل-وفي بدايات أحدث.. أو أقدم- تم العبث بمادة في الوثيقة الدستورية..
*وهي الخاصة بتعيين رئيس القضاء.. والنائب العام..
*ثم-ومن قبل ذلك أيضاً- جرى تنكرٌ لمبدأ البعد عن المحاصصة في السيادي..
*كل هذا يحدث والثورة لا تزال دماء شهدائها (حارة)..
*فكيف إذا أوغلنا في هذا الطريق الذي لا يؤدي إلا إلى نهاية حتمية.. شهوة السلطة؟..
*ومن ثم إلى النهاية التي هي أكثر حتميةً.. نهاية الثورة؟..
*ومن أجل هذا-وغيره- فنحن نُكثر من النقد منذ البدايات.. تجنباً للنهايات..
*النهايات التي حرمتنا من دوام أيٍّ من ثورتينا السابقتين..
*رغم أن تينك الثورتين لم تكن بداياتهما ذات نذر مثل التي نراها في ثورتنا هذه..
*ويكفي أن الثورة الأولى كانت بدايتها بتقشف.. ثم همبر..
*وثورة ديسمبر-الحالية- جاءت بدايتها بمحاصصة.. ثم تنكُّر.. ثم انفينيتي..
*فهل ثمة دليل-يبرر نقدنا- أكبر من هذا؟..
*يا.. الدليل؟!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى