اسحق فضل الله

أفقياً.. ورأسياً..

أستاذ ..

صلة كل شيء بكل شيء في المكان هي..
الحرب الأهلية الأمريكية.. تضرب السودان..
فالحرب الأهلية… الشمال فيها يقاطع قطن الجنوب الأمريكي
وأسعار القطن زادت..
ومحمد علي حاكم مصر.. استفاد من الزيادة وجمع الأرباح من بيع قطنه ثم …؟
ثم … قام بغزو السودان.. مستخدماً الأرباح..
والحكايات مليون .. عن صلة الأشياء في المكان ..
وعن صلة الأشياء في الزمان.. الآن وقديماً .. هاك..
فالحرب الآن هي ..(شيعة / سنة)
حرب بالسلاح في الميدان..
حرب بتخريب المناهج في المدارس
وتخريب البيوت بالتلفزيون..
والشبكة..
وقبل ستين سنة التخريب بالمناهج في حرب سنة وشيعة.. كان فيه
(حج معاوية../ وكتاب المطالعة الذي يكرعه التلاميذ.. هو من يحكي الحكاية../ .. فلما انقضى الحج.. طلب معاوية أن يؤتى بامرأة من بني كنانة تسمى دارمية الحجونية وكانت امرأة برزة فصيحة حازمة وضخمة الجسم جداً
وفي اللقاء.. معاوية يسألها ..
كيف كان مسيرك إلينا.. يا أم فلان ..؟
قالت : خير مسير.. كأنني ربيبة معشر أو طفل ممهد ..
قال : أوتعلمين لم أرسلت إليك.. أرسلت إليك لأسألك.. علام أحببت علياً ابن أبي طالب وابغضتني .. وواليتيه وعاديتيني ..
قالت : أوتعفيني
قال : لا أعفيك ..
قالت : أما إذ أبيت .. فإني أحببت علياً لفصله في القضية.. وقسمته بالسوية.. وعدله في الرعية.. وعاديتك لحكمك بالهوى.. وجورك في القضاء.. وقتال من هو أولى بالأمر منك..
ومعاوية غاضب يقول: ألهذا انتفخ بطنك.. وربت عجيزتك.. وعظم ثدياك..
قالت: يا هذا بهند والـله كان يضرب المثل في هذا.. لا بي
( وهند هي أم معاوية ) ومعاوية يرجع ويقول
يا هذي أربعي .. فإنا لم نقل إلا خيراً.. فإنه إذا انتفخ بطن المرأة.. تم خلق وليدها.. وإذا عظم ثدياها.. تم رضاع وليدها.. وإذا ربت عجيزتها.. رزن مجلسها..
لما رجعت وسكنت.. قال معاوية
: مازلت والـله أذكرك.. يوم صفين.. وسط الناس.. راكبة على جمل أورق تحضين الناس.. بقول أشد من السهام.. كلام والـله ما زلت أحفظه..
قالت: وأنا والـله أحفظه وإن شئت أعدته عليك
قال: فإني أشاء..
أستاذ .. والمرأة انطلقت في خطبة لو سمعتها أنت الآن.. لحملت سيفك..
فلما سكتت وهي تلهث.. قال معاوية ..
لـله أبوك.. أما والـله.. فقد أشركت علياً في كل دم سفكه..
فضحكت وقالت
بشرك الـله بخير يا أمير المؤمنين.. مثلك من بشر بخير وسر جليسه..
قال: أوسرك ذلك.. ؟
قالت: إي والـله .. فوالـله ماعلمته سفك دماً حراماً قط..
والحكاية الممتعة يا أستاذ.. لها بقية تغري بسردها كاملة..
والحكاية نسردها لأنها شجرة من حدائق الحنظل التي تطلق من زمان.. تطلق في بذور الحرب بين الشيعة والسنة.. الحرب ذاتها التي تجري الآن..
ومخابرات الإنجليز.. التي تضع منهج المدارس في الثلاثينات كانت عينها على هذا
وصلة كل شيء بكل شيء في الزمان.. بعضها هو هذا..
( والحكاية بارعة والمخابرات.. مخابرات الخراب تعرف كيف تتسلل إلى النفوس.. وكيف تجعل حكاية مثل هذه تبقى في ذاكرتنا لستين سنة..)
المخابرات الآن.. سخرة وخم تراب.. حتى الظرف.. ليس فيها
(٢)
..
وأمس نشير إلى حديث عبدالـله علي إبراهيم مفكر الشيوعيين عن ( إغلاق الشيوعيين الجامعة الإسلامية عام ١٩٦٩ لما جاءوا مع النميري.. ومفكر الشيوعيين يلمح إلى مثلها الآن)
والشيوعيون يومها كانوا يقدمون المهر إلى الاتحاد السوفييتي يطلبون الدعم
وأيام وذكرى حادثة الحادي عشر من سبتمبر تصل.. وتصبح مناسبة جيدة لحفل خطوبة كاربة ولعل الشيوعيين.. يجعلون مناسبة الحادي عشر من سبتمبر مناسبة.. لخاتم خطوبة.. يقدمونه لأمريكا بدعوى محاربة الإرهاب
وفي المناسبة هذه يذبحون الجامعات الإسلامية في السودان حتى لا تنبت الإرهاب..
ولعل من تشيلهم الهاشمية عندهم.. يشطبون الدين كله من منهج المدارس كلها
في خطوة لتغيير المجتمع من عروقه ..
ولعل.. من شالتهم الهاشمية.. هم الذين دعوا الأسبوع الماضي لمراقبة المنابر في المساجد
والشيوعي ينكر.. أن بعض من أهله قالوا هذا..
لكن الشيوعي يجد أن هذا القول الذي ينكره يصلح خطوة للأسلوب القديم عندهم
فالأسلوب القديم للتسلل هو
( إعلان للشيء الذي لا يقبله الناس.. والذي يقابله الناس برفض عنيف)
ثم إعلان للشيء ذاته يلقاه الناس.. عادة برفض أقل عنفاً
ثم إعلان للشيء ذاته يقابله الناس بالصمت
ثم تمرير للمشروع دون عوائق
ومشاريع كثيرة سوف تتدفق في السودان الجديد بالأسلوب هذا…

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى