تحقيقات وتقارير

(الوطني) و (الشيوعي) .. تحالف منتظر بالمعارضة

بات الحزب الشيوعي الأقرب للخروج من قوى إعلان الحرية والتغيير بعد رفضه الإعلان الدستوري والتمسك بأغلبية مدنية في السيادي مع إعلان التعبئة الجماهيرية للاستمرار في المقاومة وإسقاط الحكومة الانتقالية، لذا ربما يكون الشيوعي هو الحزب الثاني في معارضة الحكومة بعد أن حجز المؤتمر الوطني المقعد الأول في المعارضة.

تحالف منتظر

يقطع خبراء بإمكانية تواجد المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي في تحالف واحد وذلك عقب نفض الشيوعي يده من الإعلان الدستوري، وصار الأقرب للمعارضة في المرحلة الانتقالية، بالمقابل أعلن الوطني رفضه للإعلان الدستوري ووصفه بالثنائي وقالت الحركة الإسلامية الذراع التنظيمي للوطني في تعميم صحافي تلقته “الإنتباهة”، إنهم سيقفون ضد الإعلان الدستوري لأنه تجاوز ثوابت الشريعة وخلا من مصادر التشريع، وبالتالي أصبح الوطني في ضفة واحدة مع الشيوعي مما يسهل إمكانية تحالفهم مستقبلاً، وكان الحزب الشيوعي قد تحالف مع المؤتمر الشعبي المنشق من المؤتمر الوطني في سنوات ما بعد مفاصلة الإسلاميين1999م وقادا المعارضة ضد النظام السابق، لذا يعتبر البعض أن تحالف الحزبين في المرحلة القادمة ليس مستحيلاً رغم التناقض الآيديولوجي.

خطوة مستحيلة

عملية اندماج الوطني والشيوعي في تحالف سياسي واحد خلال المرحلة الانتقالية تبدو مستحيلة لدى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، إذ يرى أن المؤتمر الوطني تلاشى ولم يعد هنالك حزب بهذا الاسم. وأضاف (للإنتباهة)، في الفترة الانتقالية لا مساحة لوجود الوطني، بالتالي من العيسر القول إن الشيوعي سيتحالف معه.

اسم جديد ولا تحالف

في السياق ذاته، يبدو أن المؤتمر الوطني في طريقه للانخساف وتكوين كائن آخر يحمل أفكاراً ومبادئ المؤتمر الوطني، وهذه الفرضية ذهب إليها قيادي بالوطني عزز -حجب اسمه- وقال في الفترة القادمة لن يكون الوطني بالاسم القديم وستشهد الساحة السياسية ميلاد تيار حزبي جديد بأفكار ورؤية جديدة. وحال إعلان الحزب الجديد، فلن نتحالف مع الحزب الشيوعي لأسباب كثيرة منها تناقض المواقف بيننا. وأضاف الساحة السياسية مليئة بالتحالفات والتكتلات السياسية ويمكن أن نكون ضمن أي تحالف سياسي مثل تحالف تنسيقية القوى الوطنية أو تيار دولة الشريعة والقانون.

لا توجد نقاط تلاقي

الكاتب الصحافي والمحلل السياسي أسامة عبدالماجد، يرى أن الشيوعي والوطني لن يتحالفا سوياً. وقال إن الأهداف مختلفة والخطط مختلفة والأفكار كذلك. وقال الشيوعي رغم إعلانه أنه سيعارض الحكومة الانتقالية، إلا أنه سيكون موجوداً بداخلها من خلال عدة وجهات مثل تجمع المهنيين وتحالف المزارعين وعدد من الوجهات الأخرى. وأضاف (للانتباهة)، لا توجد نقاط تلاقي بين الحزبين والوطني سيعمل في المعارضة بطريقة مختلفة عن الشيوعي وسيكون هدفه مختلفاً.

مرحلة مختلفة

في أواخر تسعينيات القرن الماضي وضع المؤتمر الشعبي المنشق من المؤتمر الوطني يده مع الشيوعي وعارضوا الحكومة التي كان يقودها الرئيس السابق عمر البشير، لذا يبدو طبيعاً أمر تحالف الوطني والشيوعي، وهو ليس عسيراً، غير أن مراقبين يروا أن عملية تحالف الوطني والشيوعي في المرحلة الحالية، أمر مستحيل، سيما أنهما كانوا في حالة تضداد أكثر من 30عاماً، وأن مرحلة تحالف الشعبي والشيوعي في السنوات السابقه، جاءت في ظروف مختلفة وموضوعية، سيما وأن السودان كان ينعم بالحريات عقب توقيع اتفاقية نيفاشا، بينما جرت مياه كثيرة تحت الجسر في السنوات الماضية، وستصعب من أي تقارب بين الشيوعي والوطني مستقبلاً .

تحالفات يمين ويسار

في الصدد ربما تشهد المرحلة الانتقالية اصطفاف سياسي، حيث تنخرط أحزاب اليسار بقيادة الشيوعي في تنظيم سياسي رافض لعمل مع المجلس العسكري في تحالف واحد، بينما يتوقع البعض أن يصطف الإسلاميون بكل أحزابهم وقياداتهم في تحالف واحد لقيادة المعارضة ضد الحكومة الانتقالية، وهنا يقول المحلل السياسي محمد حامد جمعة، أتوقع تحالف في تشابه المواقف، لكن سيتم التسامح مع الشيوعي الذي سيلعب على مستويين، الاتفاقات رسمياً ومؤسسياً، والمناورة بالشارع، لكنه سيحتفظ لعناصره في الواجهات التابعة له او القريبة داخل كتل الحرية. وأضاف (للإنتباهة)، أما الوطني سيدفع ثمن نظرية (دق القراف) لإخافة الجمل، وكلما صعد الشيوعي سيلطم الوطني الذي لن يتحالف لكنه سيوظف مواقف الشيوعي ضمن تكتيكات الضغط

تقرير : عبد الرؤوف طه

الخرطوم (صحيفة الانتباهة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى