محمد وداعة

توقيع الإعلان الدستوري .. مرحلة جديدة !!

جاء توقيع الاتفاق حول الوثيقة الدستورية ما بين قوى اعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي ليدشن مرحلة جديدة من العلاقة بين الطرفين و التي لا شك ان الطرفين يدركان جيدا ان العبور بالاتفاق و تجاوز العراقيل والمطبات و المؤامرات يتطلب صبرا و جهدا اكثر مما مضى، رغم العثرات والدماء التي سالت والارواح التي صعدت الى بارئها، شهداء اكرم منا جميعا ، يأتي هذا الاتفاق ليكون محطة في طريق النضال من اجل تحقيق شعارات الثورة و تنفيذ مطالبها، و لا يمكن بحال ان يكون كاملا، فهو فرصة لتهيئة الاجواء من اجل بناء سودان ديمقراطي وموحد وفاعل في محيطه العربي والافريقي، وهي فرصة تاريخية لبناء دولة المؤسسات وحقوق الانسان و العدالة الاجتماعية.

بعض القوى في اقصى اليمين و اقصى اليسار رفضت هذا الاتفاق وحاولت التقليل من شأنه قبل ان تتطلع عليه ، فقط لانه لا يتفق مع رؤاها، ناسية او متناسية ان هذا الاتفاق مثل رؤى قوى عديدة عالية الكعب في مناهضة ا لنظام المباد ، وقدمت تضحيات جسام مهرا لهذا اليوم، وهي بالطبع تغافلت عن كون اعلان الحرية والتغيير يمثل اتفاق الحد الادنى الذى تم التوافق عليه من اجل توسيع جبهة المعارضة و تأكيد وحدة موقفها قبل اسقاط النظام، لا جدال في ان هذا المسلك يجافي تقاليد و اسس العمل التحالفي المشترك، و يمكن وصفه بانه يمثل حالة من الدكتاتورية ، وهو ينم عن كسل فكري وخيال منعدم ، فما ان بدت بوادر الاتفاق حتى انطلقت تهديدات معلنة بمناهضة الاتفاق و اسقاطه ، و عليه لا بد من القول لكافة من يريدون مناهضة الاتفاق ان استطعتم فافعلوا ، و لن تفعلوا، لان شعار ( حرية سلام و عدالة ) يتحقق من خلال تطوير هذا الاتفاق من خلال التشريعات ومن خلال يقظة القوى السياسية التي نافحت من اجله ، ومن خلال تقديم شخصيات مسؤولة و محترمة لشغل المناصب الدستورية ، وفقآ للكفاءة و النزاهة و دون محاصصة ، و من خلال التصدي بمسؤولية لبناء اجهزة الدولة و محاربة الفساد و اصلاح الخدمة المدنية و العسكرية والاصلاح الاقتصادي ومحاربة الفقر.

ليس اكثر ايلاما لرفقة النضال من الموقف الذي اتخذه الحزب الشيوعي السوداني من الاعلان الدستوري ، فبدلا من ابتهال الفرصة لتصحيح موقفه السابق ، اسرف في نعت الاتفاق بصفات يعلم هو انها ليست فيه ، و لا يخشى انه بهذا الموقف يشق وحدة الصف ويلعن الثورة ، و كأن تحقيق اهداف الثورة السلمية يمر عبر اراقة مزيد من الدماء ، وفي نهاية المطاف لا احد ينكر على الحزب الشيوعي رأيه فيما يرى من نواقص ربما نشاركه بعضها ، ليتم التعامل معها بمزيد من النضال و الاصرار على تحقيق اهداف الثورة ، استنادا على اليات السلطة الانتقالية.

هذا الاتفاق كان انتصارا حقيقيا للثورة وستشكل هذه الوثيقة الدستورية عند تنفيذها نقلا حقيقيا للسلطة الي سلطة مدنية في كل مستويات السلطة سياديا و تنفيذيا وتشريعيا فى الحكومة الاتحادية و الولايات ، بمجلس وزراء كامل الصلاحيات.

شكرا للوسيط الافريقي، شكرا للوسيط الاثيوبي، شكرا للاتحاد الافريقى، والامين العام للجامعة العربية ، والشكر لكل من عمل خلف الكواليس ليصبح هذا الاتفاق ممكنا، شكرا للاشقاء فى مصر والامارات والمملكة العربية السعودية، و لكل اصدقاء السودان من الاتحاد الاوروبي و امريكا وبريطانيا ، والتحية للشعب السوداني الصامد.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى