اسحق فضل الله

وأم الصبي يا سليمان ترفض قطعه إلى نصفين..

والثلاثاء الأسبق الشيوعي يعلن لقاءً مع المجلس نهار الجمعة..
والخميس ليلاً الشيوعي في اجتماعه يتذكر أن الجمعة هي ١٩ يوليو.
و( ١٩) يوليو هو اليوم الاسوأ في تاريخ الشيوعي.
والشيوعي يؤجل اللقاء وكأنه يشعر بأن الفأل هذا ضده..
والشيوعي أول ليل الخميس حين يجرد حسابات الربح والخسارة قبل اللقاء.. يجد أشياءً مخيفة..

والأحداث التي تصبح هي ما يرسم الشيوعي الآن.. تقول ان
مظاهرة الخميس حين تدخل الساحة الخضراء وقادتها يتصلون بقادة الحزب العجوز ليقترحوا اقامة اعتصام جديد في الساحة..
الإجابة من الحزب العجوز كانت تقول للراقصين..
والمال الذي يسكب للاعتصام الجديد هذا.. من اين..؟
والاجابة تعني ان الجهة التي كانت تصنع اعتصاماً خمسة نجوم… قد تحولت..
الدعم يتحول..
والحركات المسلحة تتحول..
والحركات المسلحة (التي تقيم في اديس ابابا) تشرع الآن في اطعام الشيوعي وليمة الحنظل.
و (فالح من الحركات المسلحة يطرد أمس من أديس).
ووفد الاحزاب الذي يتفاوض مع الحركات.. يعود فجر الجمعة يائساً من شيء هناك..
ومريم الصادق تلقى الصادق المهدي..
والصادق المهدي يرجع الجمعة من المطار…
والدقير يطير وحده..
والحركات تقول للمطية الشيوعية..
شكراً.. لقد وصلنا الى الباب..
والحركات.. تحدث العسكري في الخرطوم.. وتحدث التجمع في أديس.
وفي أديس.. الحركات تقول للتجمع..
يتم تعيين رئيس وزراء فقط.. دون وزير واحد..
رئيس الوزراء يؤدي اليمين أمام برهان…(بكل ما يعنيه هذا).
بعدها.. وحين يشرع رئيس الوزراء في تعيين حكومته.. الحركات تتعامل معه مباشرة.. مما يعني إبعاد الشيوعي والتجمع..

ومساء السبت حين كان هاتف التجمع يتصل بالمجلس العسكري.. ليحدثه سراً… يجد ان الهاتف يرد عليه بأن صاحب الرقم هذا مشغول.. (صاحب الرقم الذي هو المجلس العسكري) كان منهمكاً في الحديث السري.. مع التجمع بعيداً عن الشيوعي..
وهاتف الشيوعي حين يتصل بالعسكري بعيداً عن التجمع.. يجد أن هاتف المجلس العسكري.. مشغولاً بالحديث سراً مع الحركات المسلحة.
وهاتف الحركات المسلحة حين يتصل بالخرطوم ليحدثها سراً.. يجد ان هاتف الثورية منهمك في حديث سري جداً مع بعض الجهات التي تدير الحركات المسلحة..
والتجمع الآن عشرون جهة.
والحركات المسلحة عشرون جهة.
والشيوعي عشرون جهة.
وفي القرى القديمة الشاة التائهة عند المغيب تتبع كل عابر في الطريق.. ثم تتركه لتتبع غيره..
(٢)
وهنا وعلى امتداد أسبوع.. نظل نرسم صورة كل جهة دون رأي منا.
وهناك نحدث عن انه ..
ليس كل شيوعي هو شيء مسعور. ومدهش جداً ان يوم ٢٠ يوليو .. يوم مذبحة الضيافة.. نقدم شهادة لهذا .. ونقدم حكاية اكثر غرابة من مذبحة الضيافة.
حكاية عن الشيوعي الحزب..
وحكاية عن شيوعي قائد..
وانقلاب هاشم العطا كان يعتقل مجموعة من الضباط في بيت الضيافة.
والعدد الكبير من المعتقلين يجعل الشيوعي يرسل اكثر من نصف المعتقلين الى عمارة جهاز الأمن.

وهناك الضابط الذي يقود حراسة المعتقلين (حسن) كان صارماً من كبار قادة الشيوعيين.
( والرجل نسكت هنا عن تعريفه كاملاً). حتى نحصل على إذن منه.
لكن ما يحدث هو أنه لما كان حسن هناك.. كان يتلقى اتصالاً يأمره بإعدام المعتقلين.
وحسن لا يفعل.
وهاتف يسأله؟
ثم هاتف ثالث.
ثم… ثم….
والنميري يعود.. عندها يقع أغرب مشهد..
حسن يدخل على المعتقلين ليقول بقوة:
من منكم هو الرتبة الأعلى..
الرتبة الأعلى يتقدم.. للإعدام…
والمعتقلون كانوا يوقنون أن الإعدام قد بدأ وانه يبدأ من الرتبة العليا.
والضابط/ الرتبة العليا الذي يتقدم/ يصعق وهو يرى شيئاً ثم يصعق وهو يسمع شيئاً.
الضابط الذي يتقدم للإعدام يفاجأ بالضابط حسن يدق الأرض في تحية عسكرية صارمة.
والضابط يفاجأ بحسن وهو يقول له:
سعادتك.. إنتو كم معتقل..؟
لعل الضابط قال..
ستة وخمسون..
قال حسن: سعادتك مافيش هنا الا معتقل واحد.. هو أنا…
وتحت اعتقالكم انتو..
ويحدثه بأن النميري رجع الى السلطة..
والحكاية نقصها مع بقية التفاصيل..
(٣)
وأطراف الحديث هذه كلها.. ما نريده منها.. هو شهادة تقول إن الخراب يجب أن يتوقف.
وأن يتوقف السودانيون عن تمزيق بعضهم بعضاً.
وأن نبدأ الحياة.
وأن نشرع في الإجابة عن السؤال الذي نطلقه منذ شهور والذي هو:
لماذا نحن تحت أقدام العالم…
وهل.. نقص ما قاله صديق يوسف لحميدتي خارج قاعة الاجتماعات بعد لقاء الأحد..
والذي هو علم أبيض.. أصفر.. أخضر.. زي شفق المغارب..

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى