الطيب مصطفى

لمصلحة من شيطنة الدعم السريع؟!

> ما كنت لاكتب هذا المقال لولا حملة عنصرية شنها بعض السفهاء عبر الوسائط وبعض القنوات الخليجية (خاصة قناة الجزيرة) ضد قوات الدعم السريع وبلغ الكيد والخبث درجة المناداة بتنظيم مليونية لاخراج من سمتهم بالجنجويد والذين قصدت بهم قوات الدعم السريع في تجاهل تام لما ينطوي عليه ذلك التوجه العنصري البغيض من فتنة لا تبقي ولا تذر !

> حتى وقت قريب كان حميدتي هو الفارس المغوار والبطل المحبوب الذي لطالما تغنوا به وملؤوا ميدان الاعتصام بشعارات ضخمة تمجد (الراجل الضكران الخوف الكيزان) واخرى تهتف باسمه وترفعه فوق الثريا :(حميدتي معانا ما همانا) فكيف بالـله عليكم اصبح ذلك الملاك الطاهر بين عشية وضحاها شيطانا رجيما؟!

> هم يعلمون علم اليقين الدور الحاسم الذي لعبته القوات النظامية بصورة عامة والدعم السريع بصورة خاصة في انجاح الثورة بل يعلمون انه ما من قوات كانت منتشرة في كل ارجاء العاصمة بما في ذلك القيادة العامة غير الدعم السريع كما يعلمون انه لو انضم حميدتي بقواته للرئيس السابق عمر البشير لما حدث التغيير الذي كان يحتاج الى اتفاق كل القوات النظامية خاصة الجيش والدعم السريع اللذين لا غنى عن اي منهما لتحقيق ذلك الهدف الكبير .

> هذه مشكلة الساسة السودانيين الذين كثيرا ما ينسون كل ما قدمت في لحظة واحدة لمجرد شائعة تنال من شخصك او جرم اقترفه احد افراد اسرتك وهو منهج معتل في التعامل مع الوقائع والاحداث لا يقره دين ولا خلق كريم وشواهدنا من السيرة النبوية لا تعد ولا تحصى ولكن متى كان مثيرو الفتنة واصحاب الاجندة الشريرة بوجدانهم المعتل يخضعون لتلك المعايير الربانية؟!

> ماذا يأخذون على حميدتي وعلى الدعم السريع ..فض الاعتصام واستشهاد بعض المعتصمين؟ وهل تبرا حميدتي او غيره من قيادات المجلس العسكري من ذلك ام احالوا الامر الى التحقيق واعلنوا التزامهم بالقانون والعدالة التي ستطبق على كل المدانين والمذنبين بلا حماية او حصانة؟!

> ماذا ياخذون عليه وعلى الدعم السريع؟ ايحاسبونه على الضربات الموجعة التي الحقها بالتمرد في شتى ساحات القتال بما في ذلك تلك الملاحم البطولية التي حقق بها نصرا مؤزرا في معارك قوز دنقو ووادي هور وغيرهما؟ اياخذون عليه رفده بنك السودان باكثر من مليار دولار اسهمت كثيرا في تخفيف آثار الازمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد؟

> لا اتحدث البتة عن مدى نجاعة قيام قوات الدعم السريع بمهام قوات الشرطة والاجهزة الامنية في العاصمة ولن ادافع عن ذلك البتة وارجو ان يعجل بتصحيح الاوضاع بما يخرج تلك القوات من العاصمة بدون ان يحدث اي خلل امني نتيجة لذلك الانسحاب بحيث تعود الشرطة لاداء مهامها ولكن من بربكم تسبب في ذلك الواقع ؟!

> هل قامت قوات الدعم السريع بدخول العاصمة ام انها استدعيت من السلطة المختصة لتقوم بتلك المهمة التي لو لم تحدث لما حدث التغيير ولما نجحت الثورة التي يحتفي بها من يقودون حملات الشيطنة الحالية عبر الاسافير .

> لن انسى كيف كان جنود الدعم السريع يزيلون المتاريس التي نصبها السفهاء والصبية في الشوارع والكباري كما لا انسى انه لولا الدعم السريع لفقدنا الامن ولسيطر المتفلتون على العاصمة فقد راينا كيف كانوا يعترضون المارة في الشوارع ويعتدون على الرجال والنساء ويقتحمون الاجتماعات والمكاتب وينهبون الدور والمؤسسات ويسلبون الناس اموالهم وممتلكاتهم فهل ننسى كل ذلك ونضخم الاخطاء او قل الجرائم التي ارتكبها بعض افراد قوات الدعم السريع الذين نطالب بان يخضعوا للتحقيق الصارم والعقاب الرادع؟!

> في احدى لقاءاتنا السياسية مع القائد البرهان تحدث احدهم عن المدنية وضرورة انسحاب القوات المسلحة تماما من المشهد السياسي فاجاب البرهان بسؤال قال فيه : هل يمكن ان تتخيلوا ما يمكن ان يحدث من خلل امني لو انسحبت القوات النظامية بصورة فجائية من المشهد؟! فاسقط في ايدينا جميعا!

> اقول مرة اخرى إنني ما كنت لاكتب هذا المقال لولا حملة عنصرية وشيطانية انتشرت عبر الوسائط بشعارات مخيفة وما احزنني انني قرات بعض المقالات في احدى الصحف الشيوعية تربط بين الجنجويد والدعم السريع وتتهكم وتسخر في اطار تلك الحملة التي تشارك فيها سفارات ومنظمات ودول.

> لا ازعم انه لم تحدث تجاوزات من بعض افراد الدعم السريع بل قد يكشف التحقيق ارتكاب جرائم قتل وذلك ما لا يمكن تبريره وينبغي ان تسود العدالة ويسري القانون على جميع من ارتكب جرما ولكن من تراه يستطيع ان يحكم بان الدعم السريع لم يسهم بصورة ايجابية في مشهدنا السياسي والاجتماعي؟

> نصيحتي لحميدتي ان يصبر فهو شخصية عامة وما يلحق به من اذى عبارة عن ضريبة يتطلبها تقلد المنصب العام وليحتسب وليتق الـله في اعماله جميعا ويحرص على تحقيق العدالة فالـله لا يحب الظالمين وليبتغ الاجر من رب رحيم الذي لا تخفى عليه خافية..

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى