الطاهر ساتي

الطرف الثالث ..!!

:: الآن يتم سحب قوات الدعم السريع -تدريجياُ – من الخرطوم، وأن وجودها بالخرطوم أملته ظروف أمنية، وإذا استقرت الأوضاع فلا داعي لوجودها، وأن قوات الدعم السريع تعمل بتنسيق محكم مع القوات المسلحة والنظامية الأخرى، و(هناك أعداد كبيرة واختفاء بعض الارتكازات)، إذ بدأ التخطيط لرجوع القوات التي كانت في الخرطوم لثكناتها، وما كان موجوداً في الولايات سيتم إرجاعهم إلى الولايات.. هكذا تحدث الناطق الرسمي باسم الدعم السريع، العميد جمال جمعة، لوكالة السودان للأنباء..!!

:: ولكن أهم ما في تصريحات الناطق باسم الدعم السريع : (هناك جهات كانت تسعى لخلق فتنة ما بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري ونجحوا لحد ما في إشعال الفتنة، كما كان هناك تخطيط لإشعال الفتنة بين الدعم السريع والقوات المسلحة ولكن لحكمة قيادتيهما لم تنجح)، وقد صدق.. نعم، فمنذ الاجتماع الأول، وحتى قرار تعليق المفاوضات عقب انتشار المتاريس خارج ساحة الاعتصام، فالعلاقة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير كانت (ممتازة)..!!

:: ولتوفر الثقة العالية بينهما، قدم المجلس العسكري الكثير من المكاسب والحقوق لقوى الحرية والتغيير خلال أسبوع فقط لا غير، وبدون أي ضوضاء.. إذ وافق بأن تكون قوى الحرية والتغيير الممثل الوحيد للشعب وثورته، ثم وافق بأن يحتكر لقوى الحرية والتغيير كامل الجهاز التنفيذي (مجلس الوزراء)، وكذلك الأغلبية في الجهاز التشريعي (67%)، ثم التمثيل في المجلس السيادي، ثم وافق على إبعاد ثلاثة من عضويته بقبول استقالاتهم.. و.. و..!!

:: ولكن (فجأة)، حدث شيء -غير مفهوم – ما بين الطرفين، ثم كان التصعيد وتعليق المفاوضات، وقلب كل طرف للآخر ظهر المجن، لتتحول العلاقة من (شريكين) إلى (خصمين).. ما الذي حدث؟ ولماذا؟ ومن المستفيد؟ وهناك الكثير من الأسئلة التي يجب طرحها، وخاصة أنهما كانا قاب قوسين أو أدنى من الاحتفال بالاتفاقية، لحد توجيه التلفزيون القومي بتغطية الاحتفال.. لماذا نستبعد تدخل طرف ثالث، غير راض عن الثورة والتغيير، لتحويل الشراكة إلى (خصومة).؟

:: أما حديث العميد جمعة بأن هناك من سعى لخلق الفتنة بين الجيش والدعم السريع و(لم ينجح)، قد يكون صحيحا، إذ كان من نهج الرئيس – والنظام -المخلوع العمل بسياسة (فرق تسد) في كل مناحى الحياة العامة .. ولكن بوعي القيادات، انحازت كل القوات العسكرية – بما فيها الدعم السريع – للثورة، ليجنبنا الله (حرب المدن).. ثم في الخاطر، قبل ثورة ديسمبر بأسابيع، عندما اتهموها، أعلنت قوات الدعم السريع عن ضبط خلايا إجرامية تنتحل صفتها وترتكب ممارسات منافية للقانون، أو هكذا تبرأت من عمليات إذلال الشباب التي شهدتها بعض المدن، بما فيها الخرطوم..!!

:: نعم، كان البعض، من ذوي الزي العسكري، يلاحقون الشباب في المقاهي والشوارع، ثم يحلقون رؤوسهم بالإكراه، هكذا كان الإذلال .. ويوم النفي، تساءلت عن الخلايا الإجرامية المنتحلة لصفة الدعم السريع، والتي تضرب بالقانون عرض الحائط وتذل الشباب، ومن أين للخلايا كل هذه العدة والعتاد، بحيث يمتطي أفرادها العربات، ويتسلحون بالأسلحة النارية؟.. هكذا تساءلت، ولم أجد الإجابة، لأن الأستاذ علي عثمان محمد طه لم يكن قد تحدث عن (كتائب الظل)..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى