ناهد قرناص

جبل الكحل

(جبل الكحل ..كملنو المراويد) ..مثل قديم في الذاكرة السودانية ..ربما يحتاج الى تفكيك للجيل الجديد ..الكحل معروف ..وهو تلك المادة السوداء التي يتم وضعها على العين لكي تحدد محيطها وتصير اكثر جمالا ..اما المرواد فهو اله معدنية صغيرة يتم اخذ الكحل بها من المكحلة في كميات ضئيلة جدا تكاد تقارب اجزاء صغيرة من الجرام ..(المكحلة والمرواد) في طريقهما للانقراض بعد ان كانت شئ اساسي في جهاز العروس وفوق كل تسريحة داخل غرف الزوجية ..هذا قبل ظهور قلم الدلال ..وقبل ان تصير له الوان وانواع واشكال وماركات …وحاجات وشنو ..(جبل الكحل كملنوا المراويد) يقال عندما تؤثر اشياء صغيرة على اخرى ضخمة فتجعلها تختلف عن حالتها الاولى ..اخوانا المصاروة لهم مثل يصب في ذات اتجاه المعنى ..يقولون (خد من التل ..يختل ) ..ذلك ان القبضة الصغيرة من تراب التل ..ربما تعتقد انها لن تؤثر في كتلته ..لكن تكرار الفعل ..يجعل التل ينهار ذات فجأة ..فقد كثرت عليه القبضات ..كما تكاثرت المراويد على جبل الكحل ..حتى جعلته نسيا منسيا.

استمعت للمؤتمر الصحفي الخاص بحصر الشركات الحكومية ..(استمعت واتمغست) ..لكنني وجدت اجابة للسؤال الذي طالما أرقني ..كيف (لجبل الكحل) ..اقصد السوادن ان ينهار اقتصاديا ؟ كيف يمكن لبلاد كان العالم يظن بها خيرا ويضعونها مع كندا واستراليا في ذات الدرجة من حيث انها بلاد تتمتع باراض خصبة صالحة للزراعة وانهار تجري فيها طوال العام وامطار غزيرة ..وثروة حيوانية ومعدنية هائلة ومورد بشري لا يستهان به ..كيف لبلاد كهذه ان تتزيل الدول ..وتصبح دولة (نايمة )؟؟ ..الاجابة كانت واضحة.. .(المراويد )..اقصد الفساد الذي من اهم معالمه .الشركات الحكومية .. 431 شركة حكومية ..كانت تمتص دماءنا بشراهة ..وكلما قيل لها هل اكتفيت ؟ قالت هل من مزيد !

السيد محمد الغالي قال متحسرا على بيع اصول حكومية ..بتراب الفلوس ..اذ كان يتم تقييم المرفق العام بأقل من قيمته ويتم بيعه دون اجراء مناقصة عامة ..وفوق كل هذا وذاك يستلمه (ذوي الحظوة) ومعاهو (كيكة) ..حافز رئاسي يخفض السعر بحوالي (10%)….على سبيل المثال ..الفلل الرئاسية بيعت لصالح بنك بخمسين مليون دولار ..هذا البنك خرج من صالة البيع بي هنا ..

وقام بايجار ذات الفلل بخمسين مليون دولار لاحدى السفارات ..شفتوا كيف ؟؟ اما فندق الهيلتون فقد تم تقييمه باكثر من مئة مليون دولار وتم بيعه فقط ب48 ..ولا عزاء للشعب السوداني (اصحاب الجلد والرأس) …الامثلة كثيرة ..والحسرة اكبر ..لكني لم اكتب لاجل هذا ..كتبت لاني اردت معرفة اهداف تلك الشركات التي فاقت الاربعمائة !!…والتي لم تكن تخضع للمراجع العام ولم تكن تورد شيئا للخزينة العامة ..(كدي اولا بالتبادي ) ..عملوها لي شنو ؟ وهل كانت هذه الشركات تمارس نشاطها الذي انشئت من اجله ؟و(لا عملن للدرب كليوات)؟ ..ذلك ان هناك شركات قد انشئت لاستيراد الدواء ..فعاثت فسادا في سوق العملة وتاجرت بالدولارالذي كان يمنح لها بسعر مخفض ..فلا دواء احضرت ولا مريضا عالجت ..يبقى المحاسبة تبدأ من الاول ..فيما كانت تفعله هذه الشركات ؟ ومن ثم بعد ذلك يتم جرد اصولها والتحفظ على ارصدتها ويتم تصفيتها بشفافية ..يعني مزاد علني عديل تتم تغطيته في اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة.

ثانيا ..الاصول التي اخذت منا بليل ؟ (هل من عودة ليا ؟ ) ..احد شعارات الثورة هو (الحل في البل ) ..وانا بدوري اقول (الحل في التاميم ) ..افعلوا كما فعل عبد الناصر عندما اصدر امره بعودة قناة السويس للشعب المصري ….اصلا عندما تم بيع المرافق العامة لم تتم استشارتنا كسودانيين .. كيف تم بيع الناقل الوطني (سودانير؟ ) واين ذهبت اصوله ؟ واين هي الجهة البائعة و تلك التي اشترت ؟ الامر ينطبق على ..النقل النهري ؟ الفلل الرئاسية ..سودان لاين ..كلها مؤسسات عامة ملك للشعب السوادني ..الذي لم يتم اخذ اذنه في بيع ممتلكاته ..اذن فالبيعة غير صحيحة و(ما بني على باطل فهو باطل) ..كل عقودات البيع يتم الغاؤها والتراجع عنها لعدم اكتمال اركان مصداقيتها…ولا اعتقد ان هذا الامرسيكون عصيا على اهل القانون من ابناء الوطن البررة .

كان الشباب يهتفون في المواكب
انا ما راجع ..انا لي مطالب
جيبوا حكومة الحكم المدني
ودم الكوز القتل الطالب
وفي رواية اخرى
انا ماراجع انا لي مظالم
جيبوا حكومة الحكم المدني
ودم الكوز القتل الصايم
كذلك نهتف
..انا ما راجع انا لي مطالب
جيبوا حكومة الحكم المدني
ورجعوا مال الشعب السايب

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى