محمد عبد الماجد

(الدولة العميقة) في الكهرباء

(1)
• بعد أن أُعلن الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير ، كانت ولاية الخرطوم ومدن مختلفة في السودان كلها بدون (كهرباء)، فقد تعودنا في الثلاثة شهور الاخيرة ان يكون هناك قطع (شامل) في كل مدن السودان بعد أي حراك ثوري او ايجابي في البلاد.
• حدث ذلك في مليونية 30 يونيو ، وكان واضحاً للناس البرمجة (العشوائية) في القطوعات لشركات الكهرباء منذ 11 ابريل وبعد سقوط (البشير) مباشرة.

• في يوم 12 ابريل وعندما اعلن الفريق اول عوض بن عوف تنحيّه ودخلت البلاد في فرحة غير مشهودة ، كان يواجه ذلك قطوعات عامة للتيار الكهربائي في كل الاحياء.
• هكذا هي برمجة قطوعات الكهرباء بعد الثورة… فقد قابلوا (سقطت) بـ (قطعت).
• المؤسف ان القطوعات تتم من غير برمجة او جدولة منتظمة اذ تقطع بعض الاحياء في اليوم مرتين ليلاً ونهاراً، وتنعم اخرى بسريان التيار الكهربائي بدون قطوعات في التوقيت نفسه.
• هناك احياء في ولاية الخرطوم يقطع فيها التيار الكهربائي منذ الثامنة صباحاً ليعود التيار عند الخامسة مساءً ثم يقطع في نفس اليوم عند التاسعة مساءً ليعود عند الواحدة صباحاً.

• شلل تام احدثته تلك (القطوعات) والتعامل الفوضوي وغير المصنف من قبل ادارة الكهرباء والتى يبدو ان تمكّن (الدولة العميقة) يقودنا الى ذلك الخراب والظلام الدامس.
• فما تفعله فينا (الكهرباء) اشد مما تفعله (كتائب الظل) ، فقد ثبت ان (كتائب الظلام) باضافة الاف والميم هي الخطر الحقيقي الذي يهدد الثورة والشعب في الفترة القادمة.
(2)
• برمجة قطوعات الكهرباء العشوائية في الاشهر الاخيرة لا تعرف (جمعة) ولا ترعى حرمة خطبتها اذ تتم القطوعات يوم الجمعة والسبت رغم ضعف الاستهلاك الكهربائي في هذه الايام ، فقد شهدنا استمرار التيار الكهربائي في السنوات الماضية ايام الجمعة والسبت دون التأثر بكل الازمات والاعذار التي كانت تعلن عنها الهيئة القومية للكهرباء وقتها.

• المضحك ان ادارة الكهرباء اعلنت عن استمرار هذه القطوعات حتى فصل الخريف وذلك بسبب شح المياه في خزانات توليد الكهرباء ، رغم ان الخريف الآن يوشك ان ينتهي ، وقد زادت مياه النيل بشكل واضح في الفترة الاخيرة بسبب الامطار في مناطق ترفد النيل بالكثير من المياه.
• مع ذلك ما زال مبرر إدارة الكهرباء في القطوعات هو عدم هطول الامطار.
• الزيادة في مياه النيل لا تحدث بعد هطول الامطار في ولاية الخرطوم ، فكيف تربط الكهرباء استمرار تيارها بهطول الامطار في ولاية الخرطوم وكأن الكهرباء محصول زراعي مثل (السمسم) و (الحشائش) ينتظر الامطار لينبت ويحتاج بعد ذلك لفترة للنمو والحصاد الذي لا يكون إلّا بعد اشهر من فصل الخريف.
(3)
• لقد اصبحت وزارة الكهرباء ادارة للاعذار والمبررات وهي تجتهد في تلك الاعذار اكثر من اجتهادها في استمرار الكهرباء ، لو كانوا يصرفون نصف جهدهم هذا في استمرار التيار الكهربائي لما حدثت كل هذه القطوعات.
• كانوا في فصل الشتاء يتحدثون عن شح المياه وانحسار مياه النيل، الآن يفعلون ذلك ونحن في فصل الخريف ليكون ذلك منهم حول (فصلي) تعاني منه إدارة الكهرباء.

• الغريب اننا لا نسمع مثل هذه الاعذار ولا نشاهد تلك القطوعات في بلاد تنتج الكهرباء من خزانات على نهر النيل مثل جمهورية مصر العربية، او من مياه الامطار مثلما يحدث في اثيوبيا، نحن وحدنا المعنيون بهذه الاعذار التي تكون دائماً اقبح من الذنب نفسه.
• الحكومة القادمة تنتظرها (غربلة) عظيمة في الكثير من المؤسسات والهيئات والمرافق الحكومية.
• من بعد هذا دعونا نسأل ونقول هل قطع الانترنت له علاقة ايضاً بفصل الخريف وانحسار المياه في النيل؟.
• لا استبعد ان يأتوا بهذا العذر لاحقاً في مبرراتهم لقطع الانترنت.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى