الطيب مصطفى

محمد أحمد الشيخ رئيساً للوزراء

> جمعتني جلسة نقاش مع بعض النخب السياسية، حيث تطرقوا إلى الجهاز التنفيذي الجدير بحكم الفترة الانتقالية، والذي اتفقوا على أن يضم حكومة تكنوقراط بعيدة عن الانتماءات الحزبية، وذلك لأسباب كثيرة من أهمها ضرورة أن يحدث التناغم بين الجهازين السيادي والتنفيذي حتى ينجزا مهام المرحلة الانتقالية بتوافق تام بدلاً من التشاكس والصدام الذي من شأنه أن يهدد بانفجار وتأزم الأوضاع خلال تلك الفترة المفصلية الأخطر في تاريخ السودان، ومن شأن اختيار شخصيات مستقلة وذات كفاءة لمجلس الوزراء الانتقالي أن يعصمها من لجاجة الانحياز لأطماع أحزابها، سيما أن تعدد الوزراء المتشاكسين والمتنازعين بين توجهات وأطماع أحزابهم سيجر خلفه كثيراً من الخلافات مع مجلس السيادة حول الكيفية التي تُدار بها الفترة الانتقالية.
> تطرق اللقاء لرئيس الوزراء، فذكر أحدهم رجلاً من خارج صندوق الترشيحات التي تضج بها الساحة السياسية، بالرغم من أنه يحمل من المؤهلات ما كان حرياً بالشعب السوداني أن يحمله فوق الأعناق قبل أن تلهج به الألسن وتمتد الأيدي بالترحيب.

> إنه البروف محمد أحمد علي الشيخ، المدير الأسبق لجامعة الخرطوم، وقبل ذلك المدير السابق لجامعة جوبا، ثم أنه أول الشهادة السودانية أيام عزها ومجدها، وأستاذ الطب في جامعة الخرطوم والجامعات المحلية والخارجية وصاحب الخلق الرفيع.
> هذا قليل من كثير تمتلئ به أضابير سيرته الشخصية، ثم أنه حسب علمي مستقل عن الانتماءات الحزبية والسياسية، ومعلوم عنه قدرته الفائقة على إعمال قيمة التسامح والتصافي في عمله الإداري والتنفيذي، وهي صفة مهمة لجمع الفرقاء والخصوم وإزالة المشاكسات، ثم أنه من دارفور وما أدراك ما دارفور التي علا صوتها وارتفع سلاحها طوال السنوات الماضية طلباً للإنصاف.
> قبل أن اكتب مقالي هذا سألت عنه عبر الهاتف بروف مصطفى إدريس المدير الأسبق لجامعة الخرطوم، فذكر لي وقائع حدثت بينه وبين بروف محمد أحمد علي الشيخ ــ دعنا نسميه ود الشيخ تجنباً لاسمه الطويل ــ فقد قال مصطفى إنه عندما كان عميداً لكلية الطب بجامعة الخرطوم احتد عدة مرات مع ود الشيخ، مدير الجامعة وقتها، فقد كان بروف مصطفى يطلب زيادة مخصصات وموازنة كلية الطب بغرض تطويرها، وذلك لأن معظم الموارد للجامعة تأتي عبر القبول الخاص بتلك الكلية الجاذبة، بينما كان بروف ود الشيخ منحازاً لمهام موقعه كمدير عام لكل الجامعة رغم أنه أستاذ للطب في نفس الجامعة، وأضاف مصطفى أنه كان يتوقع في كل مرة أن يقوم ود الشيخ بفصله من إدارة الكلية ولكنه لم يفعل، فذلك وغيره كثير مما يدلل على سعة صدر ود الشيخ وحلمه وتقبله للرأي الآخر، وعندما طرحت على مصطفى إدريس فكرة أن يتولى ود الشيخ إدارة الفترة الانتقالية كرئيس للوزراء، رحب بشدة وأضاف مزيداً من الحجج دعماً للمقترح.

> ذكر بعضهم خلال تلك الجلسة د. التيجاني السيسي أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم والذي يتمتع بخلق عال، وهو بالقطع مؤهل تماماً للمنصب من خلال خبرته السياسية الفخيمة وشخصيته الوفاقية الفريدة، وهو أيضاً من دارفور.
> أذكر أننا في منبر السلام العادل كنا قد اتخذنا، منذ سنوات، قراراً بأنه إذا توافقت القوى والأحزاب السياسية على شخصية دارفورية لرئاسة الجمهورية سنكون من المبادرين بالتأييد بعيداً عن ترشيح أحد غيره حتى ولو كان منتمياً لمنبر السلام العادل، وذلك حتى ننهي الجدل البيزنطي حول صراع المركز والهامش، وحتى نقضي على أهم الأسلحة الاحتجاجية للحركات الدارفورية التي ظلت تشكو من التهميش.
> قرارنا انبنى على إعلاء قيم الإيثار وإعلاء الانتماءات الكبرى على الانتماءات الصغيرة، ولكي نسحب البساط من تحت أرجل الحركات المسلحة الرافضة للسلام، وننهي حجتها تماماً، فإذا كانت تبحث عن سلطة فقد احتلت دارفور قمتها العليا من خلال تقلد أحد أبناء دارفور منصب رئيس الجمهورية.
> لذلك ليت القوى السياسية تمنح مباركتها لرجل لا ينتهك عنزان حول استقامته وعلمه وخبرته الإدارية.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى