محمد وداعة

حميدتي … تغيير قواعد اللعبة!

اكد المبعوث الامريكي الخاص للسودان دونالد بوث ، انه من المهم للأطراف السودانية محاولة الوصول الي اتفاق وقال ان الفراغ الناجم عن غياب الحكومة يؤدي لخاطر تجعله عرضة لملئه من قوي غير مرغوب في وجودها،واعتبر أن المسارعة في انجاز اتفاق صارت اولوية مطلقة حتى لا تنزلق البلاد إلى الفوضى وشدد بوث في حوار نشرته صحيفة (البيان) امس الاول على أن كل شيء يحتاج لوجود الحكومة وممارساتها لواجباتها بشكل يومي، ونبه إلى أن جهود الولايات المتحدة، كان لها تأثيرها في دعم وساطة الاتحاد الافريقي، واعتبر بوث الاجتماع بادرة جيدة لإعادة الامور إلى نصابها ،

ورأى أن هناك فرصة جية لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، وقال (هذا هو الطريق الذي يلبي مصالح الجميع)، وأقر بوث بأن قوات (الدعم السريع) تنتشر في شوارع الخرطوم ، واتها تعتبر القوات الأكثر تسليحا وجاهزية عسكرية ولا يمكنك إبعادهم عن المشهد بطريقة أحادية، وقال( لكن علينا تحديد الطريقة المناسبة للتعامل معها ) ، و هكذا تتغير قواعد اللعبة بعد ان اصبحت لقوات الدعم السريع قيمة اقليمة ، فى ظل تصاعد ارهاصات بتوقع اندلاع حرب بين امريكا و حلفائها من جهة و ايران و حلفائها من الجهة الاخرى ، و بالطبع فان الحوثيين ربائب الايرانيين سبق وهددوا بقصف الموانئ السودانية ، و عليه واذا كانت هذه الفرضيات صحيحة يمكن فهم حديث المبعوث الامريكى دونالد بوث حول عدم امكانية ابعاد الدعم السريع من المشهد بطريقة احادية،

من جهة اخري فقد تداولت وكالات الأنباء ان المجلس العسكري حسب (BBC) انفق ملايين الدولارات لشركة كندية بهدف تحسين صورته التي تضررت كثيراً بعد احداث فض الاعتصام وسقوط مئات القتلي والجرحي واعلان الغاء الاتفاق الذي تم الوصول اليه مع قوى اعلان الحرية والتغيير وايقاف التفاوض من طرف واحد .

قائد الدعم السريع حميدتي ومن خلال عضويته في اللجنة الأمنية على عهد البشير كان طرفاً في نجاح التغيير وربما من الناحية الفنية كان دوره من اسباب نجاح التغيير العسكري مما اكسبه قبولاً في اوساط المواطنين رغم تحفظات سابقة عديدة علي دوره في حروب دارفور .. كمجموعات قتالية متهمة بارتكاب فظائع وانتهاكات … تناسي السشودانيون هذه الاحزان وكان ذلك جلياً في ترحيب الحركات المسلحة بدور الدعم السريع في انجاح الثورة ومضي الامر اكثر من ذلك بلقاءات بين قائد الدعم السريع حميدتي وقيادات هذه الحركات ، و كانت الامور تسير قدمآ فى طريق القبول بالاخر على الاقل لضرورات وطنية يتفهم حتميتها الجميع ،

لذلك كان غريبآ ان تتصرف قوات الدعم السريع بطريقة تقلل من شانها بعد ان ارتفع ، معيدة الى الاذهان ذكريات اليمة ، ليتآكل رصيدها بسبب افعال لم تكن ضرورية لتقع بالشكل الذى وقعت به ، من مصلحة البلاد و لاعادة ترتيبات الاوضاع الداخلية بالتراضى يجب على حميدتى الا ينسى انه ولج باب التغيير من باب اللجنة الامنية وبالطبع هو لا ينسى انه الوحيد المتبقى من الاربعة و تفاصيل و اسرار الساعات الاخيرة لنظام البشير ، و عليه ان يستصحب تعاهدات اللجنة الامنية عندما قررت الانقلاب على البشير،

وان لا ينفرد بالقرار ويهمش عضوية المجلس العسكرى( المجدد) ، بحكم اقدميته فى صناعة الانقلاب ، وان قواعد اللعبة الداخلية تحتم عليه الرجوع الى اصل قرار اللجنة الامنية ، وهو الاطاحة بالبشير و تسليم السلطة لقوى الحرية و التغيير ، و حماية الثورة و مكتسباتها فى محاسبة الفاسدين ، و حظر النشاط السياسى للمءتمر الوطنى و الواجهات التابعة له خلال الفترة الانتقالية ، بقليل من بث الطمانينة و تبادل الثقة يمكن لقوات الدعم السريع ان تكون اضافة ايجابية خاصة فى مواجهة قوى الثورة المضادة ، بدلآ من الانزلاق الى هاوية العداء للشعب و كسب كراهيته و سخطه ، حسب القانون فان قوات الدعم الريع تعمل تحت قيادة القائد الاعلى للقوات المسلحة ، و عليه لا يمكن قلب الطاولة على القائد الاعلى للقوات المسلحة ، و الطمع ودر ما جمع .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى