الهندي عز الدين

“التوم هجو” .. صوت آخر قوي !!

حديث القيادي بالجبهة الثورية وقوى نداء السودان الأستاذ “التوم هجو” في مؤتمر صحفي بالخرطوم قبل أيام ، يؤكد أن هناك أصواتاً قوية وناقدة من داخل المعارضة لسلوك قوى الحرية والتغيير خلال الفترة الماضية ، خاصةً أن المتحدث يعتبر أحد قادة هذا التحالف ، بوجوده في المكتب التنفيذي للجبهة الثورية ورئاسة تحالف نداء السودان .

“التوم هجو” من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) حتى خروجه الثاني للمعارضة بعد العام 2011 ، إثر تمرد صديقه رئيس الحركة الشعبية – شمال “مالك عقار” الذي عيِّنه بعد فوزه بولاية النيل الأزرق مستشاراً للوالي للشؤون الدينية .

لكن “هجو” اختلف مع قيادة الحركة الشعبية عند إصرارها على الانفراد برئاسة الجبهة الثورية ، مخالفةً الاتفاق الذي أقر نظام الرئاسة الدورية ، فكسب قادة حركات دارفور بموقفه المبدئي ، واستمر مؤثراً وفريداً داخل هياكل الجبهة التي اتخذت السلاح وسيلةً للتغيير ، وظلت علاقته متوازنة مع الحركة الشعبية وحركات دارفور في ذات الوقت ، كما ظل متواصلاً مع رموز الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) بمَنْ في ذلك مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” .

ترشح ” التوم هجو” لمنصب الوالي بولاية سنار في انتخابات العام 2010 باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) ، فهو من بيت ديني وصوفي كبير، فكان منافساً شرساً للوالي “أحمد عباس” ، بل تفوق عليه في العديد من مراكز مدينة سنار ، ليفوز الوالي بأصوات مراكز أخرى .

هجوم “التوم” على قوى الحرية والتغيير شجاعة وفراسة في زمن صعب ، وفيه الكثير من المنطق والوجاهة ، فقد ألقى عليهم باللائمة وحمّلهم قدراً من مسؤولية فشل التفاوض مع المجلس العسكري ، وأشار إلى أنهم لم يسموا كبير مفاوضين ، ولم يتشاوروا مع الحركات قبل التفاوض .

نقد “التوم” يأتي تعبيراً عن قوة شخصية الرجل ، وقدرته على المواجهة والنقد الذاتي لحلفائه ، وقد ذكرتُ آنفاً اختلافه مع صديقه “عقار” الذي أراد هو و”عرمان” الاحتفاظ برئاسة الجبهة الثورية دون تداولها بين الحركات !!

لماذا لا يكون “التوم هجو” أحد الخيارات لرئاسة وزراء الفترة الانتقالية ، جنباً إلى جنب مرشحين قوميين من التكنوقراط مثل البروف “مدثر التنقاري” والبروف “كرار العبادي” ؟!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى