الهندي عز الدين

قوى الحرية .. عودوا للتفاوض من حيث انتهى .. و ألعنوا الشيطان

عودة المجلس العسكري إلى الحوار والتفاوض مع قوى الحرية والتغيير ، واجبة ولازمة ، ولا طريق غير هذا الطريق ، إلاّ بإعلان واضح من هذه القوى برفض التفاوض بصورة قاطعة .

لابد أن تُحكِّم قوى الحرية صوت العقل ، وتترك اللغة العدائية ، وتغادر مربع الضغوط والابتزاز، فيكفي ما حدث خلال الأسابيع الماضية ، من إزهاق لأرواح طاهرة بريئة ، ذهبت إلى الله وكانت تنتظر إعلان حكومة الثورة ، والاحتفال بها ثم الانفضاض من ساحة الاعتصام بسلام.
أصحاب الوعي السياسي والخطاب الهادئ المُهذّب هم الذين ينبغي أن يتحدثوا هذه الأيام باسم تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير ، وقد استمعتُ قبل أيام للأخ الأستاذ “بابكر فيصل” وهو يتحدث للإعلام باسم قوى الحرية عقب لقائهم الأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد أبوالغيط” في الخرطوم، كان “بابكر” هادئاً ورصيناً وموضوعياً ، لم يركب موجة المتوترين والهُتافيين الذين فخخوا المفاوضات ، وأفسدوا مناخ البلد السياسي والاجتماعي.

كان “بابكر” وهو يمثل أحزاب التجمع الاتحادي المعارض ، وهي الكتلة التي تضم (أكثرية) شباب الثورة من الأحزاب السياسية ، يردد في خطابه (أخواننا في المجلس العسكري) ، بينما لم يتنازل عن مكتسبات قوى الثورة من خلال الاتفاق السابق مع المجلس العسكري ، بالمقابل ظل متحدثون كثر باسم قوى التغيير يكررون مفردات الحرب والتفجير والتحدي كل ساعة على شاشات فضائيات (العربية) ،

(الحدث) و(الجزيرة) !! هددوا المجلس العسكري بالمحاكمات الداخلية والخارجية ، وصفوه بالمجلس الانقلابي الملطخة أيادي قادته بالدماء ، توعدوه بالإسقاط كما سقط “البشير” ، ناسين أو متناسين حقيقةً ساطعة ، وهي أن المجلس هو الذي فتح لهم ساحة القيادة للاعتصام وحماهم ، فلم تُطلق عليهم طلقة (بمبان) واحدة من يوم 6 أبريل ، وفتح لهم الكباري لعبور الآلاف بالأرجل ومنع السيارات ، المجلس هو الذي أسقط “البشير” ، وهو الذي اعتقله وقيادات المؤتمر الوطني ، وليس كوادر تجمع المهنيين !! فعلام المكابرة والمغالطة ؟!

إننا ندعو الطرفين لتوقيع اتفاق نهائي عاجلاً ، لا يحتاج لكثير تفاوض ، فيمرِّر المجلس العسكري الاتفاق السابق حول تشكيل الحكومة بترشيحات قوى الحرية ، ومنحهم ثلثي المجلس التشريعي ، دون أن يكون لهم سلطة على الثُلث الثالث ، على أن يكون مجلس السيادة مناصفةً بين العسكريين والمدنيين (5+ 5) ، على أن تكون الرئاسة للفريق أول “عبدالفتاح البرهان” ، ولا مجال لرئاسة (دورية) .. إطلاقاً ، لأنها تُضعف سلطة السيادة في السودان ، فيكون لدولتنا رئيس كل ستة أشهر ، ما يفقدنا ميزة التعامل المتوازن المستقر مع القوى الدولية ، بل حتى مع القوى السياسية في الداخل !!

فلتوقِف قوى الحرية جداول التصعيد الثوري فوراً ، وتلعن الشيطان ، وتعلن على لسان متحدثها الأفضل “بابكر فيصل” عودتها للتفاوض بوفد جديد ومختلف ، استجابةً لدعوة الفريق “البرهان” أمس ، وإلاّ سنشهد المزيد من المواجهة ، والمزيد من الموت ، والمحصلة ابتعاد هذه القوى نهائياً عن الحكم خلال الفترة الانتقالية.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى