الطيب مصطفى

أخي البرهان .. لا فض فوك

وقطع رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان قول كل خطيب بعد ان وضع النقاط فوق حروف الازمة السودانية المتطاولة واكد على قراره السابق القاضي بالغاء ذلك الاتفاق الاقصائي المعيب بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير والذي تم ابرامه ذات غفلة كارثية كادت ان تدمر حاضر ومستقبل السودان وتغرقه في الاضطراب والفوضى.

نفتأ نذكر بأن ذلك الاتفاق الملغى منح قوى الحرية والتغيير (قحت) 67 % من مقاعد البرلمان بما يعني ان قحت من خلال البرلمان لوحده كان بمقدورها ان تتحكم في السلطتين الأخريين السيادية والتنفيذية ناهيك عن ان ذلك الاتفاق مدد الفترة الانتقالية الى ثلاث سنوات فضلا عن منح قحت السلطة التنفيذية والمشاركة في السلطة السيادية فالحمد لله الذي اذهب عنا الاذى وعافانا !

فقد قال البرهان خلال لقائه بالعاملين بالمهن الطبية والصحية بالامس معلقا على ذلك الاتفاق الثنائي الذي ابرم في ليلة كالحة السواد قبل ان يتراجع المجلس العسكري عنه بعد أن تبين له انه خاطى وظالم ، قال (لا يمكن ان نستبدل حكما شموليا بحكم شمولي اخر) بما يعني ان قحت التي لطالما شكت من استبداد ودكتاتورية النظام السابق مارست استبدادا اكبر من خلال انفرادها بسلطة مطلقة لم تتوافر حتى للنظام السابق!

وهكذا اجتمع قائدا المجلس العسكري البرهان وحميدتي واكدا على قرارهما السابق الذي اتخذاه معا وباجماع المجلس العسكري قبل نحو اسبوعين حين ركلا ذلك الاتفاق السيء والظالم ثم ها هما يؤكدان اليوم ما تواثقا عليه ويعلنان انه لا رجوع عن قرار الغاء الاتفاق المعيب مهما تكاثرت الضغوط الخارجية وتكثفت فوالـله الذي لا اله غيره ان القوى الاقليمية والدولية التي تكأكأت مؤخرا وتجمعت وكثفت زياراتها للخرطوم للضغط على المجلس العسكري ما فعلت ذلك لانها تبغي الخير للسودان ، فما حك جلدك مثل ظفرك ،

وانما لتحقيق اجندتها الخبيثة ومصالح دولها الخاصة سيما وانها لن تتأذى بما يصيب السودان من احتراب وخراب وموت زؤام انما سيتأذى السودان وشعبه وسيتحمل المجلس العسكري ، وخاصة كبيراه البرهان وحميدتي ، المسؤولية التاريخية عن انصياعه ورضوخه لاولئك الاشرار الذين لطالما لدغنا من جحور تآمرهم وكيدهم.

اعجبني قول البرهان خلال لقاء الامس انهم يرفضون التدخلات الخارجية وان الحل ياتي من ارادة السودانيين وانه سيشمل جميع القوى السياسية السودانية بدون تمييز لاية جهة وذلك ما يتسق مع قرار الغاء ذلك الاتفاق الاقصائي الظالم.

عجبت للسفير البريطاني عرفان صديقي الذي نسي ما عاناه اباؤه واجداده من الاستعمار البريطاني الذي جثم على صدر بلادهم وبدلا من ان يمثل ذلك التاريخ البغيض ترياقا مضادا وبلسما شافيا يحصنه ويعصمه من الانخراط في نهج مستعمري اهله وقبيله تقمص شخصية اولئك المستعمرين وتجاوز كل الاعراف الدبلوماسية ليحشر انفه في ما لا يعنيه دعما لاحبابه في قحت بالرغم من اقتناعه بانهم نالوا اكثر من نصيب الأسد من السلطة الانتقالية وعزلوا القوى السياسية الاخرى الاكثر عدة وعددا.

شبيهه مساعد وزير الخارجية الامريكي تيبور ناجي زار الخرطوم قبل ايام ليدعم قحت وليضغط المجلس العسكري حتى يمضي في ذلك الاتفاق الظالم وقبله اعلن الوسيط الاثيوبي ، الذي توهم انه عين حاكما عاما على السودان ، اعلن عن ان عودة التفاوض بين المجلس العسكري وقحت باتت وشيكة وانه (لا رجوع عن ما اتفق عليه)! ..يقول ذلك الدبلوماسي الاخرق ما قال بالرغم من ان المجلس العسكري (الحاكم في السودان) الغى ذلك الاتفاق!

مبعوث الاتحاد الافريقي مضى في ذات الاتجاه الغريب بل ان الاتحاد الافريقي اعلن عن فرض بعض العقوبات متناسيا ان وجود السودان داخل ذلك الاتحاد يفيد منه الاتحاد الافريقي باكثر مما يفيد السودان وهل تضررت اريتريا والمغرب وجنوب افريقيا (قديما) من اتحاد كسيح ياتمر بامر مستعمريه السابقين الخواجات وسيدته امريكا باكثر مما ياتمر بامر شعوبه؟!

اكثر ما اسعدني ان تصريحات البرهان تاتي قبيل انعقاد مؤتمر برلين الذي سينعقد غدا الجمعة وليت البرهان وحميدتي يستبقان ذلك المؤتمر باالاعلان عن اسم رئيس وزراء الفترة الانتقالية اذا تعذر الاعلان عن مجلس الوزراء.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى