محمد عبد الماجد

كلام أخوك الكبير يصير يا حسنين!!

(1)
• عبارة شهيرة كان يرددها الممثل المصري الراحل عبد البديع العربي، وهو يخاطب ابنه الأصغر (فاروق الفيشاوي) محذراً له ورافضاً لكل آرائه واقتراحاته (الصحيحة) وهو يوجه سبابته لعينه قائلاً: (كلام أخوك الكبير يصير يا حسنين)!. مرجحاً كفة ابنه الأكبر الفتوى (نبيل الحلفاوي) الذي كان يلجأ الى الحلول (الدموية) في كل صراعاته في المنطقة، وكان عندما يعترض الفيشاوي محتجاً: (ليه يا أبوي؟)، يرد عبد البديع العربي قائلاً: (لأنه أخوك الكبير يا حسنين).
• حدث ذلك في الصراع الدرامي الشهير الذي كان يدور في مسلسل (غوايش) الذي أُنتج في النصف الأول لحقبة الثمانينيات في القرن الماضي، فجسَّد ما يحدث لنا في هذه الفترة.

• تذكرت تلك المقولة، وأنا أجد (المجلس العسكري) الذي يتحدث عن انحيازه للشعب والثورة ثم ينفرد وحده بالسلطة، وهو الذي اكتفى فقط بفضل (الانحياز) فحاز على كل (الكعكة).
• عجباً أن يكون نصيب (الشعب) من الثورة التي انحازت فيها قوات الشعب المسلحة وقوات الدعم السريع للشعب (متاريس) أُزيلت، و(اعتصام) تم فضه بعد أن سالت دماء غزيرة لفض الاعتصام بعد (الانحياز) المزعوم.
(2)
• عبارة (كلام أخوك الكبير يصير يا حسنين)، تتجسد الآن في حديث المجلس العسكري عن (القانون) وعن خوفه من (الفوضى) وتقويض النظام وتعريض البلاد الى ما انتهت له سوريا وليبيا واليمن، مثلما كان يقول النظام السابق تماماً.
• عندما تتوحد اللغة والفكرة لا تتنظر نتيجة مغايرة للنتيجة السابقة.
• إنهم يتحدثون بنفس اللغة.
• المجلس العسكري للأسف يتعامل بفقه (كلام أخوك الكبير يصير يا حسنين)، ليه يا البرهان؟ – لأن المجلس العسكري (انحاز) للشعب.
• انحياز جعلهم يرفضون مشكورين فض الاعتصام بعد 6 أبريل عندما كان البشير رئيساً ..ليفضوه في 3 يونيو بعد أن أصبح المجلس العسكري حاكماً وإن كان نتاج ذلك قتل عشرات الأفراد من الشعب السوداني وجرح المئات!!.

• لأول مرة، أجد أن المنحاز يقدم على المنحاز إليه، في ثورة يقول المجلس العسكري نفسه إنها ثورة الشعب السوداني.
(3)
• أذكركم أخيراً أن المجلس العسكري وإعلامه الذي يتحدث عن فوضى لا وجود لها، جعل الشعب السوداني يدفع ثمن ذلك الخوف (المصطنع) عشرات او المئات من أرواح أبناء هذا الوطن.
• وأذكركم أن المجلس العسكري يحسب على قوى إعلان الحرية والتغيير إقامة (المتاريس) وإيقاف الحركة، وينسى عن نفسه وفات أكثر من مائة شخص.
• المجلس العسكري يعطل خدمة الإنترنت ويعرض البلاد للكثير من الخسائر.. يتحدث في نفس الوقت عن جريمة إقامة (المتاريس)، متناسياً مقتل أكثر من (100) فرد في الليلة التي سبقت عيد الفطر المبارك.
• بسبب المجلس العسكري جمد الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في الاتحاد ليغيب السودان المؤسس للاتحاد الإفريقي لأول مرة في التاريخ عن أنشطة واجتماعات الاتحاد الإفريقي.
• المجلس العسكري جعل أمريكا والاتحاد الأوروبي يهددان السودان ويبقيان على اسمه في ملفات محظورة كان يمكن أن تحدث للسودان نهضة كبرى لو رفع اسم السودان من تلك الملفات.
• مع ذلك يختزل المجلس العسكري الأزمة كلها في (المتاريس) و(الاعتصام)، غير مبالٍ بالخسائر التي يمكن أن تلحق بالسودان لو بقي الأمر على ما هو عليه دون الوصول لحكومة مدنية تدعو لها كل المنظمات الدولية والقانونية في العالم.
• أمن السودان القومي هل يهدده (الإنترنت)، أم بقاء اسم السودان ضمن القائمة الدولية لرعاية الإرهاب؟.
• تحرر الاقتصاد ونمو البلاد وانتعاش العملة السودانية – كل هذه الأشياء مرتبطة بحلول (الحكومة المدنية). فلماذا لا تنظرون إلّا للمتاريس وخدمة الإنترنت؟.
• إن كنتم تريدون الاستقرار والنظام والأمن حقيقة وتبحثون عن النمو والقانون، فإن ذلك تجدونه في (الحكومة المدنية).
• لقد أزيلت (المتاريس) من الشوارع والأحياء بواسطة قوى إعلان الحرية والتغيير، فمتى تزال (متاريس) المجلس العسكري التي تسد منافذ (التفاوض) وتمنع قدوم (الحكومة المدنية)؟!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى