قوانين حميدتي !!

*وهنالك قوانين حمورابي..
*وهي اشتهرت بتحري العدل…وفقاً لأخلاق ذاك الزمان..
*كما أن هنالك قوانين قراقوش…وقد كان يصيغها وفقاً لمزاجه هو الخاص..
*أما قوانين حميدتي – هذه الأيام – فنترك لكم حرية توصيفها..
*ولا تسألوني عن رأيي الشخصي فيها ؛ فقد عجزت تماماً عن فهم (كنهها)..
*ولم أدر وفقاً لأي (مرجعية) تصدر عنه..
*فلا هي الدين…ولا هي العرف…ولا هي القيم…ولا هي حتى مرجعيات الجيوش..
*ورغم ذلك ما من يوم يتكلم فيه حميدتي إلا وقال (بالقانون)..
*ثم نرى كيف فعلت بعض قواته في بنك السودان – وموظفيه – وفقاً لقانونه هذا..
*مع أن إضراب منسوبي البنك كان عملاً قانونياً خالصاً..
*فالإضراب حق قانوني محلي…مستمد من قوانين عالمية…صادق عليها السودان..
*فهل قوانين حميدتي (الخاصة) تتعارض مع القوانين (العامة)؟..
*ربما ؛ وفي هذه الحالة فليطلب من الشعب ما طلبه الشاعر من محبوبته قائلاً:
ما بنختلف…
درسني بس قانون هواك…
بحفظ حروفه حرف حرف…
*سيما وأن هنالك من أدخلوا في روعه أنه (محبوب) الشعب..
*وهم أتباع النظام السابق…ومن يشايعهم – هذه الأيام – من جماعات التشدد الديني..
*أما بالنسبة لبقية جموع الشعب فقد كان محبوبهم فعلاً..
*وبالذات ثوار قوى الحرية والتغيير الذين أحبوه – جداً – جراء موقفه إبان الثورة..
*فقد كان موقفاً منحازاً للحق…والأخلاق…و(القانون)..
*ولكنه بعد ذلك انطبق عليه حال محبوبة شاعر آخر معه حين قال مخاطباً إياها:
ده ما سلامك…
ولا الكلام الكان زمان هسه كلامك…
ولا يعني نويت تسيبنا…
في (الخريف) تحرم غمامك…
*فقد افترع قوانين خاصة به ؛ لا أحد يفهما سواه..
*لا الثوار…ولا أهل القانون…ولا حتى زملاؤه بالمجلس العسكري الانتقالي..
*والأمثلة على مثل يوم البنك المركزي عديدة..
*بل هناك ما هو أسوأ منها بكثير ؛ ونعني القتل بالرصاص الحي…و (بالقانون)..
*فأي قانون هذا الذي يبيح حسم الفوضى بالرصاص؟..
*أفلا يردد حميدتي كل يوم أنه لن يسمح بالفوضى؟…وسيتعامل معها بالقانون؟..
*فهل قانونه هذا لا يعرف خيارات إزاء الفوضى سوى الذخيرة؟..
*وذلك بافتراض – طبعاً – صحة ما يُنسب إلى قواته من (استسهال) لهذا الفعل..
*اللهم إلا أن يكون (القتلة) هؤلاء متفلتون ؛ لا علاقة لهم به..
*وفي هذه الحالة فإن هذه هي (الفوضى الحقة)…ومن المفترض حسمها (بالقانون)..
*يا أخي حميدتي : لقد نصحناك كثيرا…وبدافعٍ من (محبة)..
*وهي ليست محبة لسواد عيونك…ولا من أجل (أموالك)…ولا – أيضاً – لله..
*وإنما بسبب رفضك (إزهاق أرواح) مواطنين عزل..
*وبعد أن سقط (مُزهق الأرواح) البشير بتنا نرى (إزهاقاً للأرواح) كل يوم..
*وهو إزهاقٌ يكاد الناس يجمعون على أنه من تلقاء تابعيك..
*فلماذا الثورة على البشير – إذن – إن كان كل ما كرهناه فيه سيستمر من بعده؟..
*الظلم…والبطش…والفرعنة…والتهديد…و(القتل)..
*نصحناك – يا حميدتي – ولكنك آثرت الركون إلى نصائح جماعة (انحسرت)..
*نصائح الذين كانوا ينصحون البشير من قبلك…فأهلكوه..
*في حين كنا نحذره – نحن – دوماً من مصيرٍ نراه قريباً….ويراه هو بعيداً..
*وهو مصيرٌ محتوم ؛ وفقاً (للقانون السماوي)..
*وسوف يُحاكم (بالقانون) !!.

Exit mobile version