تحقيقات وتقارير

القوات المسلحة .. وسيناريوهات الواقع

تعرّضت القوات المسلحة مؤخرًا، لهجمات شرسة تكالبت عليها من كل حدب وصوب، محاولة التقليل من شأنها وتثبيط هممها، بل والزج بها في أتون الخراب والفشل، متناسين أن القوات المسلحة ليست  وليدة اللحظة، وإنما ظلت تدافع عن الوطن لعقود من الزمان بتجرد وحيادية وتفانٍ، ولكن القوات المسلحة رفضت الخنوع والصمت فصرخت تدافع عن شرفها الذي يحاول البعض النيل منه، حيث أوضح رئيس الأركان المشتركة من خلال لقاء جمعه بعدد من الصحفيين داخل مباني إذاعة القوات المسلحة التي استضافته حول الحديث عن الأحداث الأخيرة والمحاولة الانتقلابية الفاشلة ودور القوات المسلحة في ظل سيناريوهات الواقع السياسي.

 

واجبات دستورية

حيث أوضح الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر، رئيس  الأركان المشتركة أن القوات المسلحة لديها واجبات دستورية ومهمة وطنية في إطار استراتيجياتها السياسية والعسكرية تتبلور  جميعها في حماية الأمن الوطني، والمحافظة على أركان الوطن وحماية أراضيه، والدفاع عنه.

 

مضيفاً أن القوات المسلحة أثبتت الاحترافية المتراكمة عبر عقولها من منتسبيها التي تعتمد على كل مكونات الدولة السودانية بقوميتها ومكانتها في وجدان الشعب السوداني، وستظل مستمرة بذات المنهج تحت شعارها (جيش واحد شعب واحد)، وأكد عبد المطلب أن القوات المسلحة هي الأكثر حرصاً على تفويت الفرص على  المتربصين، خاصة وأن القوات المسلحة قد اختارت الانحياز للشعب في اختياره التغيير، وهو الأمر الطبيعي لمؤسسة القوات المسلحة، مبيناً أن المجلس العسكري الذي يمضي الآن في ظل العملية السياسية مع كل الأطراف والتي على رأسها قوى إعلان الحرية والتغيير، والقوى السياسية الأخرى في إطار الفترة الانتقالية، سيما تلك الوساطات التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين، والتي نرجو أن تصل أطراف التفاوض لاتفاق حول الخلافات العالقة في وقت قريب، مقراً بأن الشعب السوداني لا يستحق هذا العنت، لأنه صبراً طويلاً مما يدعو أطراف الحوار بالوصول لاتفاق مُرضٍ بين الطرفين.

 

محاولة فاشلة

وشدد عبد المطلب على أن القوات المسلحة تواجه تحديات كبيرة جداً، ولكن تستطيع تجاوزها بالانسجام بين قوات اللجنة الأمنية، كاشفاً أنها هي الضامن الرئيسي للفترة الانتقالية، مقراً بحالة استقطاب حادة تحاول أن تتجاذب المؤسسة العسكرية القومية وتوظيفها لخدمة أجندة معينة، وقطع عبد المطلب بأنها لن تستطيع ذلك، فضلاً عن الحرب الإعلامية الكبيرة التي تعرضت لها القوات المسلحة مؤخراً للتقليل من إنجازها، مبيناً أن كل ذلك التأثير في عملية المشهد السياسي الداخلي وانعكاساته الدولية والأقليمية تجعل من هذا الأمر مُتوقَّعاً يجب التحسّب له.

 

وكرّر عبد المطلب أن ما حدث مؤخراً لم يرتقِ للمحاولة الانقلابية، وأن المجموعة التي قامت بذلك محدودة جداً، وتم التحفّظ عليها، نافياً أن تكون بالحجم أو الرقم الذي أوردته وسائل الإعلام، وقال إن الاتجاهات والأيدلوجيات التي تقف وراء هذه المجموعة فإنه على مر تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان منذ الاستقلال التي نجحت والتي لم تنجح فإن وراءها قوى سياسية سواء كانت محسوبة على اليمين أو اليسار، عليه فإن التحرك الذي تم مؤخراً لم يصل مرحلة الانقلاب العسكري، وتم إحباطه في مهده، مؤكداً أن التحقيقيات جارية، وأن القوات المسلحة ستظل عصية على محاولات الاختراق والاستقطاب، وسيظل همها الأول تأمين الوطن وحراسة خيارات شعبه.

 

حماية الاتفاق

وأضاف عبد المطلب أن المجلس العسكري ينظر لأمر محاكمة رموز النظام السابق باعتبارها واحدة من أهداف التغيير، وأن المجلس العسكري سيعضد وقوفه مع المحاكم المطلوبة بعجلة وشفافية حتي تحقق شعار الحرية والعدالة والسلام، مبيناً أن المجلس العسكري حارس لإرادة الشعب، قبل أن يكون ممثلاً، موضحاً أن الفترة الانتقالية مهمة جداً نعمل على التأسيس لها بمرحلة انتخابية التي يختار فيها الشعب من يحكمه عبر صناديق الاقتراع، وأن القوات المسلحة ستكون ملتزمة بحماية وحراسة ما يتم التوصل إليه من اتفاق بين الطرفين، والأطراف الأخرى.

 

كشف عبد المطلب أن المجلس العسكري ليس لديه نية للاستمرار في السلطة، وهو رأي المؤسسة العسكرية، التي لا تريد أن تحكم، وأن فترة التسعة أشهر لا تفي بمطلوبات الفترة الانتقالية لقصرها، ولكن النظر في ذلك خاضع للتفاوض.

 

تناغم تام

مبيناً أن المنظومة الأمنية التي تضطلع بمهام الدفاع ليست وليدة لحظة التغيير الحالية، وإنما كانت لفترات طويلة من القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن وقوات الدعم السريع، وهي تعمل في تناغم تام وأعظم مظاهر التنسيق الانحياز الذي تم لإرادة الجماهير، وأن قوات الدعم السريع هي قوات نظامية كاملة الدسم لديها قانون ولوائح لأدوارها في حفظ الأمن ومكافحة التهريب وحفظ الحدود، وهي قوات قومية تتكون من جميع الاتجاهات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وقال عبد المطلب إننا في القوات المسلحة والمجلس العسكري، نؤكد أن الأمر صدر لمنطقة كولمبيا فقط، وأن ما حدث جاري التحقيق حوله بواسطة لجنة محايدة، ولا زلنا قيد انتظار ما يسفر عنه التحقيق دون التأثير عليها بالآراء، مؤكداً أن المحاسبة ستطال كل من ثبت تورطه في هذه القضية ولكل من تخطى حدوده، ولم يتلقّ أوامر بفض الاعتصام، موضحاً أن القوات المسلحة لديها شراكات استراتيجية وأنها تدرك التحديات الدولية حول المنطقة، وهي فلسفة ظلت تبني عليها القوات المسلحة علاقات عسكرية مع العديد من دول العالم وانفتاح له الكثير من الإيجابيات.

 

وشدد عبد المطلب على أن القوات المسلحة واللجنة الأمنية لا نية لها لإخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم باعتبارها قوات قومية تتبع لقوات الشعب المسلحة، ويجب تفويت الفرصة على المتربصين وأن العهد بين كل القوات هي حماية الوطن والدفاع عنه كما أقسمنا جميعاً.

 

تقرير : النذير دفع الله

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى