الطيب مصطفى

لماذ يكذب الشيوعيون ويخادعون؟!

آخر ما تفتقت عنه عبقرية الشيوعيين ان يصدر كبيرهم صديق يوسف بيانا يقول فيه انهم مسلمون موحدون يريدون ان يخرجوا السودان من قبضة (الكيزان) من خلال النظام الاقتصادي الشيوعي وانهم يؤمنون بوحدانية الله ، يصلون ويصومون ويحجون البيت الحرام ويحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال (اننا لسنا كفارا ونعوذ بالله من كفر لينين وغيره ومن كل الحاد وزندقة وكفر وفجور)!

صديق يوسف يقول ذلك مما تم تداوله بكثافة في الاسافير في محاولة لتبرئة ساحة الشيوعيين من تهمة العداء للدين بما في ذلك الاسلام لكن صديق يوسف لم يفصح لنا لماذا لا يضمن ما قاله الان في دستور الحزب الشيوعي او في نظامه الاساسي كمرجعية يخاطب بها المجتمع السوداني والعالم بدلا من كلام هزيل يعلم هو قبل غيره انه مجرد اكاذيب لن تنطلي الا على الاغبياء؟!
ما لم يوثق ما قاله في دستوره فانني اعتبره مجرد كذب صراح يحاول ان يخادع به الشعب السوداني الذي ظل يعاقب ذلك الحزب العجوز ويسقطه في الانتخابات المرة تلو المرة منذ نشأته في اربعينيات القرن الماضي جراء موقفه المبغض للدين.

ثم إن صديق يوسف لم يشرح لنا لماذا ياخذ بالنظرية الاقتصادية الشيوعية ويقدمها على الاسلام الذي اعلن التزامه به تدينا شعائريا ولماذا يركل ما قال الله تعالى اذا ما تعارض قوله سبحانه في الشأن الاقتصادي مع قول زعيمه الملحد ماركس؟!

دعونا نتناول مسالة اقتصادية واحدة كمثال لنطرح على صديق سؤالا حولها واعني بها الاقتصاد الربوي الذي تاخذ به النظرية الماركسية .. هل تراه سيحرم في دولته الشيوعية الربا الذي توعد الله تعالى الاخذين به بالحرب من الله ورسوله في الدنيا والاخرة وكذلك الحال بالنسبة لبقية المحرمات الاسلامية مثل الخمر وغيرها من الموارد الاقتصادية في الدول الليبرالية العلمانية؟!

اعلم يقينا انه يحاول ان يسوق النظرية الماركسية بزعم واه أنها في شقها الاقتصادي لا تتعارض مع الاسلام واتحداه مجددا ان يدخل كلامه هذا الذي يريد ان (يشتت به الكرة).عن دينه الالحادي في دستور وادبيات الحزب الشيوعي الذي قدم ماركس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ازدراء لقران ربنا الذي لم يقبل من مشركي مكة ايمانهم بالله مع اشراكهم اصنامهم في عبادته فقد كان والد محمد رسول الله يسمى (عبدالله) ونزل القرآن الكريم مبينا حجة قريش الشبيهة بحجة صديق يوسف وهم يدافعون عن اتخاذهم الاصنام الهة بقولهم : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.. ) فقال الله تعالى لمشركي قريش ولصديق يوسف وغيره :(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

لكن هل نسي صديق يوسف ان ما يقوله الان قاله اسلافه من المنافقين في العهد النبوي من الذين كانوا يظهرون غير ما يبطنون فتراهم يدعون الاسلام ويصلون خلف الرسول بل وينشيء كبيرهم
عبدالله بن ابي مسجدا (ضرارا) بينما هو في الحقيقة اعدى اعداء الله إذ يقول الله فيهم :(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) وبذات الاسلوب يقول صديق يوسف لنا انه مسلم موحد يؤدي الشعائر ثم تراه عندما يخلو الى شياطينه يكتب في دستوره ونظامه الاساسي وفي مواثيقه مع حلفائه من واجهات تجمع المهنيين وقوى الاجماع والحركات المسلحة العلمانية الرافضة للدين والمنادية بمشروع (السودان الجديد) كفرا بواحا وعلمانية متطرفة!

إن اكبر ما نأخذه على كلام صديق يوسف ونتحداه به قضية الايمان ببعض الدين والكفر ببعضه الآخر او ما يسمى ب(الشرك السياسي والاقتصادي ) إذ فشل صديق يوسف في تبرير تبعيضه للدين من حيث ايمانه بالشق الشعائري من صلاة وصوم وحج وكفره بالجانب العقائدي المتمثل في الشأن الاقتصادي والسياسي او في قيادة الاسلام للدولة ولذلك عجز عن الرد عن السؤال القراني :أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) .. فقد توعد الله من يؤمن ببعض الدين ويكفر ببعضه بالخزي في الحياة الدنيا وباشد العذاب في الاخرة.

ثم ان صديق يوسف لم يشرح لنا مقولات قياداته الشيوعية التي ناقضت كلامه تماما ولذلك ما الذي يجعلنا نصدقه ونكذب الاخرين الذين ظلوا ينهشون الدين سبا وشتما واستخفافا وكفرا ولذلك نكرر السؤال : ما الذي ينبغي ان نعتمده كلاما نهائيا ؟ اهو قوله هو ام قول الاخرين المبغضين للاسلام ولحاكمية الدين؟ أترانا نصدقه ام نصدق الشيوعي محمد يوسف احمد المصطفى القيادي بتجمع المهنيين والحركة الشعبية قطاع الشمال حين طالب بتحرير الدولة من الدين وكأن الدين وحش شيطاني او مستعمر لئيم يمسك بخناق الدولة لا سبيل الى خلاصها منه الا بتحريرها من قبضته المؤذية ..ام نصدق قول الشيوعي (الفرنسي) الذي اعلن كفره بالنظام الاسلامي وبالحرب عليه؟!

ومضى صديق يوسف في فش غبينته ضد الكيزان فقال انه سيطبقون عليهم العقوبات الاسلامية جراء اعتدائهم على المال العام وسيقومون بقطع ايدي السارقين بل وبتطبيق حد القطع من خلاف عليهم بل وبحد اللرجم للزناة!

ليتني اصدقك يا صديق فوالله ان ما تضمرون للاسلام سارت به الركبان وهرف به سفهاؤكم في الاسافير وفي ميادين الاعتصام بشتى العبارات والاساليب
لكن والله وتالله لن نمكنكم من دبننا ومن رقاب اهلينا ووطننا وفينا عين تطرف.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى