الفاتح جبرا

لعب ساكت

قلناها (مراراً وتكراراً) منذ البدء أن هذا المجلس العسكري الإنتقالي بنسختيه هو مجلس (كيزاني) لم يأت للقيام بمطلوبات الثورة المتمثلة في (كنس) رموز النظام الظالم الفاسد وتفكيك مؤسساته الشيطانية ومن ثم إلتمهيد لإقامة نظام حر ديموقراطي عبر حكومة إنتقالية مدنية .

إن تشبث أعضاء المجلس بأن تكون مقاليد السلطة بأيديهم هو شيئ طبيعي للغاية بل هو الهدف الأساس الذي جاؤوا من أجله زاعمين أنحيازهم للثورة حتى يضمنون هبوطاً آمناً لرموز النظام المخلوع وتمويهاً لجرائمة التي إمتدت لثلاثين عاماً .

أنظروا بالله عليكم لهذا الغموض الذي يكتنف تواجد رأس النظام المخلوع ورموز النظام الهالك لتعلموا بأن هذا المجلس (يخون) عن قصد وسوء نية شعارات الثورة بل أنظروا إلى كمية (الكذب) التي يطلقها بشانهم والتي لا تلبث إلا تنكشف بالدليل القاطع .

هل رأيتم (سمعتم) ثورة في العالم أطاحت بحكم دكتاتوري باطش إستخدم فيه قوى أمنه كافة أنواع القوة من سحل وضرب وقتل ودهس وترويع وإنتهاك لحرمات المنازل ثم لم يتم إعتقال (رئيس أمن النظام؟) والمسؤول عن كل تلك الإنتهاكات التي كانت تتم بأوامر مباشرة منه؟

ظل المجلس العسكري يراوغ في الإجابة عن هذا التساؤل طويلاً ويكتفي بالإجابة (الرمادية) التي تقول بأن مدير أمن النظام (قيد الإقامة الجبرية) على الرغم من انها إجابة (نص كم) لا توضح لنا لماذا تم اللجوء (للإحتجاز المنزلي) عوضاً عن السجن لمتهم يواجه كل هذا الكم من الجرائم الفظيعة .

ولأن حبل (الكضب) قصير كما يقولون ما لبثت الأسافير بما تبث من (فضائيات) وصحف ومواقع أن أشارت (بالبرهان) إلى (تدليس) المجلس و(كذبه) فها هي صحيفة (مصادر) السودانية (كمثال) تضع لعددها بتاريخ 19 مايو الحالي عنوانا يقول (مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني السابق صلاح قوش في جولة خارجية ستمتد لفترة طويلة) وتفيد الصحيفة بأنه قد التقى مسؤولين نافذين في المخابرات المصرية وسياسيين مصريين معنيين بالشأن السوداني ، كما تفيد الصحيفة بأنه قد سجل زيارة اجتماعية للسيد محمد عثمان الميرغني بمصر الجديدة وأنه سيبقى خارج السودان لفترة قد تطول..!

إنتهى الخبر ولم ينته (إستغراشنا) من مجلس (عسكري) يتوخى الكذب (والعياذ بالله) .. مجلس وهو يمارس هذه الصفة (الذميمة) يشترط بل يطالب أن تكون له (الكلمة العليا) في إدارة شأن البلاد والعباد في المرحلة القادمة !

للأسف لم يقتصر الأمر على هذا فحسب بل أن المجلس ذاته سبق وأن أشار إلى وجود (العباس) شقيق الرئيس المخلوع داخل السجن لكن سرعان ما إتضح أنه (مرطب) في (تركيا) يتمتع بما (لهطه) من ثروات هذا الشعب الصابر ، حيث نفى مدير عام السجون في السودان إطلاق سراح (العباس)لأنه لم يكن موقوفا أصلا لديهم بل قال بالحرف“لم نُطلق سراح العباس شقيق الرئيس المخلوع لأنه لم يأتِ إلينا أصلاً” !

للأسف الأسيف فإن هذه الحالة من الكذب و(الغموض) التي وضع أعضاء المجلس أنفسهم فيها لا تتناسب والإرث الأخلاقي التاريخي لهذه المؤسسة الباذخة التي عرفت بالشرف والبسالة والتي وضعها الشعب على مر الأزمان في أعلى المراتب عنواناً للصدق والأمانة .

ولعل ثالثة الأثافي والتي توضح تماما وقوف المجلس (لسبب يعلمه) عاجزاً عن بسط هيبة الدولة إزاء فلول النظام البائد ما جاء في البيان الذي أصدرته النيابة العامة مؤخراً والذي جاء فيه : “إثر دعوى جنائية رفعت أمام نيابة الثراء الحرام والمشبوه ضد المتهم صلاح عبدالله قوش، تحركت قوة من الشرطة يرأسها ضابط برتبة عميد، وتحت إشراف وكيل أول النيابة ووكيل النيابة المختصة، لتنفيذ أمر القبض”.

وأضاف: “لكن قوة الحراسة المكلفة بحراسة المتهم التابعة للأمن والمخابرات السودانية، رفضت تنفيذ الأمر”.
وتابع أن “قوة الأمن قاومت تنفيذ الأمر بالقوة، وهددت قوة الشرطة المنفذة للأمر باستخدام السلاح الناري.”.
إنتهى بيان (النيابة) … بالله ده إسمو كلام ؟ !

كسرة :
قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله … ده والله (لعب ساكت) !

كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص

كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى