صلاح الدين عووضة

أين هي ؟!

*وسؤالنا هذا لعبد الحي يوسف..
*ثم من خلفه من يسمون أنفسهم (تيار نصرة الشريعة)..
*أين هي هذه الشريعة التي تتباكون عليها إلى حد زرف دموع التماسيح؟..
*ومفردة تماسيح هذه يمكن أن تُقرأ على سبيل المجاز أو الحقيقة..
*أو بالأحرى أين (كانت) طوال سنوات الإنقاذ الثلاثين؟..
*وأين كنتم أنتم؟…إن كنتم تتفقون معنا على أنها ليست بشريعة ولا يحزنون..
*أما إن كنتم ترون أنها الشريعة الحقة فإننا نبرأ منها إلى الله..
*فالله لم يأمرنا بسرقة المال العام…ثم التحلل منه بسهولة سحب شعرة من العجين..
*اللهم إلا إن كان عبد الحي لا يرى بأساً دينياً في هذا المسلك..
*ولم يأمرنا – الله – بالكذب على الناس…إن وُلينا عليهم..
*وعبد الحي شاهدٌ على مثل هذا الكذب…من لدن انقلاب الإنقاذ وإلى آخر لحظاته..
*إلى لحظة إعلان البشير تركه المؤتمر الوطني..
*ثم العودة لترؤس اجتماع مكتبه القيادي…وكل براءة أطفال الدنيا في بعينيه..
*فهل هذا كذبٌ – في نظر عبد الحي – أم لديه تفسيرٌ له؟..
*ولم يأمرنا بقتل الناس في أموالٍ تخصهم ؛ لم يسرقوها…ولم ينهبوها…ولم (يجنبوها)..
*أم كان عبد الحي طفلاً وقتذاك – يا ترى – يلعب في الشوارع؟..
*وقت أن أعدم نظام الشريعة التي يتحسر عليها الآن مجدي…وجرجس…و آخرين..
*فإن كان طفلاً حينها ألم يبلغ الحلم وقت مجازر سبتمبر؟..
*لقد سكت كغيره من علماء السلطان….والساكت عن الحق شيطانٌ أخرس..
*سكت عن قتل نحو مئتي نفسٍ بريئة…في يومين فقط..
*أليس زوال الدنيا أهون عند الله من قتل نفس (واحدة) – بغير حق – يا عبد الحي؟..
*أم إن الدين الذي نعرفه هذا بخلاف الذي تعرفونه أنتم؟..
*ولا تقل لي إنك كنت تعترض…ومعك محمد عبد الكريم…وبقية أخوة (النصرة)..
*فمثل هذا التعدي على شرع الله يقتضي ما هو أكثر من ذلك..
*يقتضي مسيرة هادرة…غاضبة…منددة…متوعدة ؛ مثل التي شهدناها منكم البارحة..
*نفسي – يا عبد الحي – أعرف أين هي هذه الشريعة..
*وأين كانت طيلة ثلاثين عاماً…هي عمر النظام الذي – في نظركم – يحكم بالشريعة..
*وأين كنتم أنتم حين كان كل ما يخالف شريعة الله هو السائد..
*حتى المصارف التي قيل أنهم أسلموها (طلعت) ربوية…باعتراف البشير نفسه..
*نعم لقد اعترف بذلك – أواخر أيامه – في لحظة (صدق) نادرة..
*فلماذا لم نسمع منكم تنديداً بهذا الربا (الرسمي) إلى درجة الخروج في تظاهرة..
*بل لماذا لم نسمع منكم اعتراضاً على ظاهرة الحصانة..
*هل حصانات المسؤولين من الشريعة؟…يا أيها الصارخ في الشوارع بالشريعة؟..
*ما من وجهٍ واحد من أوجه الشريعة تم تطبيقه يا عبد الحي..
*بل الشواهد كافة تثبت أن كل ما يسئ إلى الشريعة هذه كان هو المعمول به..
*حتى الأقوال ؛ بما حوت من طعان…ولعان…وفُحشٍ…وبذاءة..
*أم إن شريعة الإسلام – في فهمك يا عبد الحي – هي محض هتاف بشعاراتها؟..
*فإن هتفت غُفر لك – من ثم – ما تقدم من ذنبك…وما تأخر..
*ولو كان نهباً…وكذباً…وقتلاً…..وتخزيناً لملايين العملات الحرة بخزائن البيوت؟..
*يا عبد الحي : أهذا هو الدين الذي تتباكون عليه؟..
*إذن……..لكم (دينكم) !!.

الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى