الهندي عز الدين

الحزب الشيوعي .. هل يغادر هذه المحطة ؟

ما يزال الحزب الشيوعي السوداني متحجراً ومتعنتاً رافضاً لكل الوساطات والمقترحات للتقريب بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير ، متشبثاً برؤيته المتطرفة والجامدة القائلة بانصراف كل المجلس العسكري ، وتسليم السلطة كاملةً غير منقوصة ، وبكافة مستوياتها ، لمدنيين يرشحهم الحزب الشيوعي وحلفاؤه في قوى التغيير ، ابتداءً من مجلس السيادة مروراً بمجلس الوزراء ثم المجلس التشريعي (البرلمان) ، وكل هذه المجالس وما حولها وتحتها من مفوضيات وهيئات وإدارات ، تتحكم فيها قوى التغيير تعييناً و إقالةً !

باختصار .. الحزب الشيوعي ومجموعة الأحزاب الصغيرة في قوى الإجماع الوطني ، تطالب بأن تحل محل المؤتمر الوطني ، دون حاجة لانتخابات أو قدرة على الانقلابات !

فالمجلس العسكري الذي نفذ انقلاباً عسكرياً فجر (11) أبريل وأطاح بالرئيس السابق “عمر البشير” ، أرسلته العناية الإلهية ليستلم السلطة ثم يسلِّمها فوراً للحزب الشيوعي ومن يختارهم تحت واجهة (مهنيين) من الكوادر السرية وأصدقاء الحزب ، ليحكموا شعب السودان المسكين الذي ما أن تخلص من حكم (الإسلاميين) حتى وقع تحت سنابك (البلشفيين) السودانيين بكل سوءاتهم !!
دعونا نسأل قادة الحزب الشيوعي : كم عدد المنتمين للحزب من بين مليون شخص هم عدد المعتصمين في أكبر حشد شهده محيط القيادة العامة للقوات المسلحة ؟!

اطلعت على استطلاع للرأي خلص إلى أن (85%) من المعتصمين لا ينتمون لأي حزب ، بينما أعلى نسبة لمتحزبين في الاعتصام كانت من نصيب (الاتحاديين) بمختلف تياراتهم، وهي لا تتجاوز (7%) من جملة المعتصمين !

فعلام يكابر الشيوعيون ويمارسون الابتزاز على بقية شركائهم في الثورة ، بينما جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي تمثل الأغلبية في حشد القيادة ، بل إن أول متحدث خرج للعلن باسم تجمع المهنيين هو الطبيب “محمد ناجي الأصم” يتبع للتجمع الاتحادي المعارض .
ينبغي أن يغادر الحزب الشيوعي مربع الغلواء ،

ويبدي مرونةً لازمة وواجبة لكي يمضي القطار إلى محطته النهائية .. محطة الحرية والديمقراطية ، وإن لم يفعل ولم تتحرك بقية القوى السياسية نحو المسار الصحيح بالتعاون مع المجلس العسكري ، فقد يضيع عليهم .. كل ما تحقق من ثورة وتغيير .

الهندي عزالدين
صحيفة المجهر

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى