الطاهر ساتي

كلهم أحمد ..!!

:: ( أخيراُ)، بعد أسابيع من التلكؤ، رفع جهاز الأمن والمخابرات الوطني الحصانة عن منسوبيه المتهمين بقتل الأستاذ أحمد الخير بعد تعذيبه بخشم القربة، ولو لا الثورة لما رفع الجهاز الحصانة عن هؤلاء، أي لمارس نهج حماية القتلة، وما أكثرهم .. و بعد رفع الحصانة، وجه النائب العام الوليد سيد أحمد بإحالة ملف القضية من ولاية كسلا إلى نيابة الخرطوم وسط، ومطالباُ بسرعة التحري والتحقيق في القضية .. له الرحمة والمغفرة، ولأسرته الصبر والسلوان، والقصاص لمن عذبوه وقتلوه ..!!

:: لهم الرحمة بإذن الله، كل ضحايا الانقاذ، ولأسرهم الصبر و السلوان، فالفقد مؤلم .. نعم، ليس فقط الشهيد أحمد الخير، بل كل شهداء النظام المخلوع يجب أن يكونوا في خاطر الناس والإعلام حين تتحدث السلطات عن العدالة، وذلك حتى لا تصبح العدالة (إنتقائية)، بحيث تقتص لشهيد وتتجاهل أمر آلاف الشهداء .. وليس هذا فحسب، بل عند رفع الحصانة عن المتهمين بقتل الشهيد أحمد الخير، فمن العدل أن نسأل السلطات عن مصائر المتهمين بقتل آلاف الشهداء ..!!

:: وفي الخاطر، بعد أحداث سبتمبر الشهيرة، كتبت الصحف عن أغرب ما تم اكتشافه في بلادنا نقلاٌ عمن كانوا يلقبونهم بالمسؤولين .. (هناك عربات بدون لوحات كانت تضرب في الذخيرة)، الفريق أحمد إمام التهامي، رئيس لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر، مُجيباً على السؤال : من قتل شهداء أحداث سبتمبر؟.. والمؤسف، بعد دفن الشهداء، تم تدوين البلاغ ثم إغلاق القضية تحت مادة الوفاة لأسباب مجهولة، ولا تزال الأسر تبكي دماً ودموعاً بحثاُ عن القتلة .. !!

:: تلاميذ الأساس، وناهيك عن أولياء أمورهم، شاهدوا يومئذ عربات بدون لوحات تصول وتقتل الناس في الشوارع، فما الجديد في اكتشاف لجنة التحقيق، بحيث يتم طي الملف بتلك الإفادة الفطيرة و(الحقيرة).؟.. فالناس ليسوا بحاجة لمعرفة إن كانت العربات التي استهدفت الثوار بلوحات أو بدونها، بل هم بحاجة لمعرفة سائقي تلك العربات، ومن كانوا على ظهورها يطلقون الرصاص، ومن أمرهم باطلاق الرصاص، أو هكذا يجب أن تكون مهام لجان التحقيق والتقصي حتى مرحلة القصاص ..ولن تكون مآسي الانقاذ هي آخر الأحزان في حياة الناس ما لم تُظهر السلطات العدلية الحقائق وتحاكم الجناة .. !!

:: وهناك أيضاُ شهداء دارفور و سبتمبر وكجبار و بورتسودان و رمضان و غيرهم .. بكل ولاية رهط من الشهداء .. وكلهم – كما الشهيد أحمد الخير – ماتوا بالتعذيب أو بالرصاص، و سواسية أسرهم – مع أسرة الشهيد أحمد الخير – أمام أبواب العدالة بحثاُ عن القصاص .. ومن الخطأ أن ينام المرء مطمئناً بمظان انها (سقطت) .. لم تسقط حكومة البطش ، ولن تسقط ما لم نرفض نهج (عفا الله عما سلف)، وذلك بأن يُساق المتهمين في جرائم النفس والمال إلى قاعات العدالة .. !!

الطاهر ساتي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى