محمد عبد الماجد

ثلاثون عاماً من العزلة

> منذ (اذهب الى القصر رئيساً)، وحتى (الوقوف على مسافة واحدة من الجميع) ونحن ندور حول نفس الوجوه التى مازالت تشكل وجوداً في الساحة الآن، حتى بالنسبة للمعارضة.
> الحكومة هي نفسها الحكومة.
> والمعارضة هي نفسها المعارضة.
> اذن اين الثورة من ذلك؟.
> اللعبة السياسية او ربما (المسرحية) جعلت البعض دائماً ما يلعب دور (الحكومة)، ودائماً هو في صفها، بنفس القدر هناك اشخاص ادمنوا ان يلعبوا دور (المعارضة)، فهم معارضون بطبيعة الحال، اذ لا يحسنون شيئاً إلّا ان يكونوا في خانة المعارضة.
> وكل ذلك يدفع ثمنه (الشعب)ز والأمر الآن خلص الى (حكومة ومعارضة) بنفس القياسات السابقة والملامح ذاتها.. الصراع والتنافس والتفاوض يدور كما كان يحدث في السابق على (الكراسي)، اما الثورة فقد خلصت الى مواكب وبرامج ثقافية واحتفالية امام مباني القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وشيءٍ من تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي.

> الصراع او التفاوض الدائر الآن بين المجلس العسكري وقوى التغيير والحرية هو صراع حول (الكراسي)، و (نسب المشاركة)، وهذا هو عين ما كان يحدث في السنوات الماضية بين البشير والمعارضة التى فاوض كل احزابها وحركاتها المسلحة والتى شاركت بتسميات مختلفة في حكومات متعددة للرئيس المخلوع.
> هذه الحسبة بذلك الفهم لن تقود الوطن إلّا للمزيد من الصراعات والفتن… وما الاعتداء على بعض اعضاء المؤتمر الشعبي في قرطبة والدعوة لمسيرة نصرة الدين والشريعة إلّا نزر من ذلك.
(2)
> في (30) سنة ماضية … كان دور الحكومة ودور المعارضة متبادلين بين الطرفين .. يخرج صلاح قوش من السلطة ليدخل للسجن، ثم يخرج من بعد ذلك ليكون في السلطة… ثم يخرج ولا ندري اين موقعه من الاعراب الآن.
> وهكذا دواليك.. يقترب علي عثمان محمد طه عندما يبتعد نافع علي نافع والعكس صحيح.
> والصادق المهدي ينتظر!!
> المؤتمر الوطني في السلطة.. والمؤتمر الشعبي في المعارضة، وقد شهدنا كيف كان الانتقال يتم من القصر الى المنشية وبالعكس في السنوات الماضية في صراع خاص بين الاسلاميين دخل فيه حتى منبر السلام العادل والاصلاح الآن والكثير من احزاب الحركة الاسلامية التى تحدد موقفها بحسب عدد (كراسيها) في السلطة.
> في السنوات الماضية شاهدنا عبد الرحمن الصادق المهدي في السلطة ومريم الصادق المهدي وهي من نفس البيت في الاتجاه المعاكس لعبد الرحمن الصادق المهدي الذي ربما يعكس الصورة الآن فتدخل مريم الصادق في القصر ويذهب هو للمعارضة.

> كل ما يحدث الآن هو عبارة عن تبادل ادوار، فالحكومة على مدى (30) عاماً كانت تدور حول طه (تربيع) بين المشاركة والمعارضة.. يخرج مصطفى عثمان اسماعيل من الحكومة كوزير للخارجية فيصبح سفيراً. وكذا الحال بالنسبة لعلي كرتي (الأسرة العميقة) في الدولة، وما ينطبق على هؤلاء ينطبق على سناء حمد ومعتز موسى الذي كان رئيساً للوزراء ووزيراً للمالية، فأصبح سفيراً بالخارجية، بعد ان كان يجمع بين اكبر منصبين في الدولة.
> ياسر يوسف مرة يكون وزيراً ومرة يكون واليّا.. ومحمد طاهر إيلا ينتقل من ولاة الولايات الى رئيس وزراء.
> احمد بلال ظل يتنقل بين الوزارات في العهد البائد مثل (كرة الطاولة)، وكذا الحال بالنسبة لبشارة جمعة وبحر إدريس أبو قردة الذي لم تسلم منه حتى وزارة الصحة دون ان تكون له أية خلفية علمية بالمنصب الذي كان يشغله او بصيص (ثقافة طبية).
> كم وزارة تنقل بينها بشارة جمعة؟… وما هي خبرات عبد الرحيم محمد حسين ليتنقل مرات ومرات بين وزارة الدفاع والداخلية ثم يصبح بعد ذلك واليّا لولاية الخرطوم.
> إن الأمر يقرب من أن يكون (لعبة كراسي)، وأخشى ما أخشى أن يستمر الوضع بعد الثورة على ما كان عليه.
(3)
> انتصار الثورة ليس في حظر عقارات الرئيس المخلوع وأسرته … ولا في الاعتداء على اعضاء المؤتمر الشعبي في مؤتمرهم الشوري في صالة قرطبة.
> انتصار الثورة ليس في طرد مدير إدارة وقاية النباتات من مكتبه، ولا في استقبال موكب قادم من احدى ولايات السودان، ولا في ملاحقة أخبار وداد.
> كل هذه الأمور أمور هامشية، لن يستفيد منها إلّا الحزب الذي كان يحكم في النظام السابق.

> في الثلاثين سنة الماضية لم يغب من المشهد السلطوي أحمد هارون ومحمد طاهر إيلا وعلي عثمان محمد طه وعلي الحاج ونافع علي نافع وعلي كرتي وعبد الرحيم محمد حسين وغازي صلاح الدين والزبير أحمد الحسن، وكل قيادات الحركة الإسلامية التى ظهرت بعد 89م.
> حتى حسن إسماعيل كان في المشهد يحكي صورة الطالب (المشاغب) الذي يعيِّنه الأستاذ (ألفة) على الفصل عندما يقصد الراحة من (هرجلته).

محمد عبدالماجد
صحيفة الإنتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى