الطاهر ساتي

مع الإدانة ..!!

:: الاعتداء على إجتماع المؤتمر الشعبي، وإصابة بعض عضويته، حدث (قبيح للغاية).. وللأسف، هذا ما حدث ظهر أمس باحدى الصالات بجنوب الخرطوم (حى الصحافة).. و يجب أن يُدان هذا الإعتداء من قبل الشعب بكل مكوناته السياسية، ثم يجب التحري ومعرفة الجناة، ثم محاسبتهم أمام الرأي العام، لتطمئن الناس بأنهم إنتقلوا من دولة الظلم والبطش التي غرسها وسقاها شيوخ المؤتمر الشعبي إلى دولة الحرية والسلام والعدالة التي تغرسها ثورة الشباب حالياً ..!!

:: ومن الخطأ نسب هذا الإعتداء إلى ثورة الشباب، أو كما يصرًح البعض ويلمح البعض الآخر .. فالوقائع تعكس بأن ثورة الشباب ترياق لكل مظاهر العنف، وقد هتفوا بها مدوياُ : ( سلمية سلمية، ضد الحرامية)، ثم نفذوها في الطرقات والميادين، حتى حصدوا ثمارها انتصاراُ .. و لو لم تكن (سلمية)، لما انتصرت ثورة الشباب على حكومة العنف التي كان مساعدها إبراهيم السنوسي .. ولو لم تكن ثورة الوعي مقدمة على ثورة تغيير النظام، لقارع الشباب الرصاص بالرصاص والتاتشر بالتاتشر والدم بالدم، حتى آخر مواطن سوداني ..!!

:: وحتى يومنا هذا، من يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ويتوسدون الآمال السامية أمام عرين جيشهم، لا يقدسون إراقة الدماء، ولا يهتفون كما يفعل الناجي عبد الله – وآخرين في المساجد – خوفاُ من المحاسبة والتنافس ( فلترق منهم دماء أو ترق منا الدماء أو ترق كل الدماء).. ولو كانوا دعاة عنف لأغرقوا الخرطوم في شلالات الدماء، ولما وجد شيوخ الشعبي قوة نظامية تنقذهم من المعتدين .. فالثوار يعرفون بأن التغيير على خطى الثورة السلمية هو العامل الأساسي لصناعة دولة الوعي و الحرية والسلام والعدالة..!!

:: ﻭﻗﺪﻳﻤﺎً ﻗﻴﻞ : ‏( ﻃﺒَّﺎﺥ ﺍﻟﺴِﻢ ﺑﻀﻮﻗﻮ).. أي مع إدانة الإعتداء، يجب تذكير الشعبي بأن ما حدث للشيوخ هو بعض (حصاد زرعهم)، وأن تلك الفئة المعتدية جزء من ضحايا (عقود العنف) التي ساهم في تمكينها حزبهم الملقب بالأب الشرعي للمؤتمر الوطني .. وقبل نهج الأب والإبن، كان مجتمعنا نموذجاً في التسامح والعفو عند المقدرة، و مثالاُ في الرقي الذي يطرق أبواب المحاكم بحثاً عن العدالة والحقوق، ولكن – تحت حكمهما – تلوث بعض أفراد هذا المجتمع المثالي بلوث لحد أخذ الحقوق بالأيدي المسلحة في وضح النهار..!!

:: ثم ما حدث لاجتماع الشعبي يجب أن يكون تنبيها للمجلس العسكري وتجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، بحيث يستدركوا حاجة البلاد – عاجلاُ – إلى حكومة مدنية تؤسس دولة القانون التي تقف على مسافة واحدة من كل الأديان والأحزاب والأعراق والثقافات.. كفى عنفاً.. ( 30 عاماُ)، ونحن نُزهق أرواح بعضنا، مشاعر بعضنا، آراء بعضنا، أفكار بعضنا، أحلام بعضنا، بكل أنواع العنف، الجسدي منه واللفظي، لأن حكومة البطش كانت هي الراعية الرسمية لكل أنواع العنف ..!!

:: وعليه، يجب الانتقال بسلاسة إلى مرحلة إصلاح ما أفسده (نظام العنف)، وذلك ببناء دولة القانون التي لا تظلم حزباً أو فرداً.. ثم أن حاجة بلادنا ماسة إلى رصف مضمار المنافسة والتداول السلمي للسلطة بمناخ ديمقراطي يوفر للآخر (حق التعبير)، مع مشاركة الجميع في صناعة حاضر ومستقبل بلادهم بلا إقصاء أو قهر.. وكما يعلم السادة بالمجلس العسكري فأن الديمقراطية والحريات العامة والمنافسة الحرة بالأفكار واالبرامج صارت كما المياه والهواء في حياة الشعب، أي لايمكن الإستغناء عنها أو الإلتفاف عليها ..!!

الطاهر ساتي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى