الطاهر ساتي

بالنوافذ ..!!

:: المعاناة تُولد النكات أيضاٌ.. ويحكى أن فضائية سألت أحد من ذوي الخيال الواسع، وبارع في لعب الورق، عن الوضع السياسي الراهن في بلادنا، فرد سريعاً : (المجلس العسكري وزع الورق و داسي الجوكر، تجمع المهنيين ورقه سمح لكن ما بعرف يلعب، الأحزاب كان نزلت ح تعرًج وتكشف ورقها، المؤتمر الوطني راجيها تندكا وتتوزع من جديد.. والشباب قافلين علي أي كرت ينزلو بيهو الشارع تاني )..!!

:: و مايحدث بين المجلس العسكري و تجمع المهنيين و قوى الحرية والتغيير تمرين ديمقراطي افتقدناه طوال الثلاثة عقود الفائتة، ولذلك يبدو كالأزمة وما هي بأزمة، ما لم تكن العقول الشمولية تريدها أن تكون .. فالأزمة التي قد تعيدنا إلى المربع الأول هي أن تختلف أطراف السجال حول (الغايات)، وليس الوسائل .. اختلاف الوسائل المشروعة والحضارية – لتحقيق الغايات المتفق عليها- ديل عافية في بلاد كاد مواطنها لا يفتح فمه حتى لطبيب الأسنان إلا بتصديق من السلطات الشمولية ..!!

:: والمهم .. نعم هناك تحفظ مشروع من قبل الشباب و تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير والشارع السوداني حول بعض أعضاء المجلس العسكري.. والتلويح بالتاريخ السياسي لبعض أعضاء المجلس لم يعد مخفياُ، والمطالبة بإعفاء الفريق الركن عمر زين العابدين والفريق شرطة الطيب بابكر والفريق امن جلال الشيخ لم تعد همساً.. وهذه ليست أزمة ولا يجب أن تكون .. لقد تنحى الفريق أول عوض بن عوف بعد ساعات من قراءة البيان الأول ، فاحترمه الشعب .. !!

:: وإن كان في تنحي زين العابدين – أو ثلاثتهم – سلام البلد واستقرار الشعب، فما الذي يمنعهم عن التضحية؟.. فالشباب ضحوا بأرواحهم من أجل التغيير نحو الأفضل، ومناصب هؤلاء الثلاثة وغيرهم ليست أغلى من أرواح الشباب .. ومع التحفظ على شكل وآداء المجلس العسكري، لا خلاف حتى الآن بين الأطراف حول (الغايات)، والتي أهمها تفكيك دولة الحزب الذي كان حاكماً ثم التحول إلى دولة مؤسسات تقف على مسافة واحدة من كل الأديان والأحزاب والثقافات .. !!

:: رؤية تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير لتشكيل الحكومة الانتقالية (رؤية مهنية)، تستلهم التجارب السابقة وتسعى إلى تجاوز سلبياتها، برؤية تتكئ على تشكيل حكومة كفاءات وليست محاصصات..أما رؤية المجلس العسكري، فهي أن يقدم كل حزب وحركة قائمة بالمرشحين – لمجلس الوزراء والبرلمان – لرئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري، ليشكلوا منها مجلس الوزراء والبرلمان ..وبهذا النهج، قد يأتي أحمد بلال وزيراً للداخلية مرة أخرى ..!!

:: ولذلك، فان فتح باب المشاركة في الحكومة الانتقالية بهذا النهج المٌريب يعني عودة المؤتمر الوطني بالنوافذ، بعد أن تم طرده بالأبواب .. نعم، فالأحزاب والحركات التي تتوافد حالياُ نحو مكتب رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري متأبطة قوائم المرشحين ، هي ذات الأحزاب التي صنعها المؤتمر الوطني في مراحل التمكين المختلفة، وذلك لترسيخ سياسة (فرق تسد).. والعدل يقتضي محاسبة سادتها (أولاُ)، أي قبل تحفيزهم بسلطة أخرى ..!!

:: ثورة الشباب لم تكن ضد المؤتمر الوطني وحده، أو كما يظن رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري، بل كانت – ولاتزال – ضد نظام كان لأحزاب الحوار الوطني فيه نصيب وافر من الفساد والفشل والعجز و غيره من الكوارث التي أهلكت البلاد وأفقر شعبها.. وليس من المنطق والعدل أن يلتف المجلس العسكري على ثورة الشباب – وحلم التغيير نحو الأفضل – باعادة انتاج حكومة الذل والجوع والفقر عبر من ساهموا مع المؤتمر الوطني في تلك موبقات .. !!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى