أبرز العناوينمنوعات وفنون

بالفيديو : الراحل الترابي في حوار مع بي بي سي يتوقع ثورة شعبية في السودان

تتداول منصات التواصل الاجتماعي هذه الأيام لقاءً َ للشيخ الدكتور حسن الترابي سَجَّله له تلڤزيون (البي بي سي) قبل سبع سنواتٍ من الآن، وربما بعد ما يقارب السنتين من تسجيلات شاهد علي العصر، وحتماً بُعيد إختيار الجنوب الإنفصالَ عن السودان في إستفتاء يناير عام ٢٠١١م.

 

• كأنَّ مقابلةَ (البي بي سي) تلخِّصُ آراء الشيخ الحاسمة، وتنبؤاته القاطعة عن الإنقاذ، وعن مستقبل السودان حالَ استمرت الإنقاذ تحكُمه بطريقتها (الملوكية القابضة)، وهيَ ذات الآراء التي قال بها متفرِّقاتٍ في حلقاته في شاهد علي العصر!! وأعتقد أنه بإمكان حزب المؤتمر الشعبي، وقيادته، والذي ظل متردداً، (متجاوطاً) طوال الأزمة الحالية، ومتذبذباً، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بإمكانه أن يجتر آراء شيخه تلك-إذا كان ما يزال يحترم آراءه- عساها تضئُ له الدرب، وتجلو عن عينيه شيئاً من الغَبَـش الذي إعتراه في أزمة الوطن الراهنة !

 

وبحسب موقع النيلين قال الشيخ في مقابلة (البي بي سي) وبشكلٍ قاطع، إن البلاد مقبلةٌ، وبلا شك، على ثورةٍ قوية مثل ثورتي أكتوبر وأبريل، وقال إن تلك الثورة ستأتي بغتةً، وبصورةٍ مفاجئة لتقتلع النظام إذا استمر النظامُ على ذات المنوال العضوض، وإذا لم يُحدِث تغييراتٍ في طريقة إدارة البلاد من تلقاء نفسِه!! وعندما سأله المذيع عن البديل عندئذٍ، قال له الشيخ بثبات إنَّ مثل هذه الثورات لا تنشغل بالبحث عن البديل، بل هيَ تنفجرُ بغتةً، وبصورةٍ مفاجئة، ويكون الناس وقتذاك قد بلغ بهم الضيق مبلغاً عظيماً لا يبالون معه لو كان البديل هو الشيطان نفسُه، قالها هكذا قولاً واحداً!! ويقول: تحدُثُ الثورة لتقتلعَ النظام أولاً، ثم يأتي البديل بعد ذلك؛ ودلَّلَ علي كلامه بثورتي أكتوبر ١٩٦٤م وأبريل ١٩٨٥م السودانيتين، وبالثورتين المصرية والتونسية..وقال إنه سأل المصريين والتونسيين، حينها، عن بديلهم حين فجّروا ثورتيهما فقالوا له إنَّه لم يكن لديهم أيُّ بديلٍ جاهزٍ لإحلال النظامين الزائلين!!

 

• في حلقات شاهد على العصر، وفي لقاء (البي بي سي) معاً، لم يكِن الشيخ يعلِّقُ أيةَ آمال على إنصلاح نظام الإنقاذ، وقال إنه نادمٌ أنه جاء بهم، وأنه قد تبيَّن له أن العساكر أصلاً، وتربيةً لا يميلون إلى الديموقراطية، ولا يختارونها، ولا يريدونها في الغالب..وقال إنه تاب منهم توبةً نصوحةً، وكذلك تاب منهم الشيوعيون، وحزبُ الأمة مثله، وهو هنا يشير إلى دعم الشيوعيين لإنقلاب جعفر النميري في مايو ١٩٦٩م الذي فتك بهم لاحقاً، وإلى إستلام عبود للحكم من حكومة حزب الأمة برئاسة عبد الله خليل في نوڤمبر عام ١٩٥٨م وكيف تحوَّل إلى دكتاتوريةٍ قابضة بعد ذلك!!

• نبوءاتٌ واضحة، أو لعلها إستقراءاتٌ ذكيةٌ، ولمَّاحة، ليست للحَكِي والونسة ،وإنما متحقِّقةٌ على الأرض، ويراها الناسُ الآن رأيَ العين وهي تسعي بينهم على أقدامها !!

• وكما قلتُ آنفاً، فربما يكونُ من المفيد لإخوتنا في حزب المؤتمر الشعبي-وقد شاركوا الترابي في المجئ بالإنقاذ- أن يرجِعوا إلى تلك الحلقات، وإلى ذلك اللقاء، وسيكونون أكثرَ ثقةً بآراء ونبوءات الشيخ، وسيجدون أنها لم تَزَل أكثرَ رجاحةً، وهو في قبره، ومنقطعٌ عنه نورُ الإلهام، من آراء شيخيهما الحيَّـيْن (السنوسي وعلي الحاج) وهما ما يزالان يتنفسان، وتنبضُ عروقُـهما بنبضِ حياةٍ غيرِ مُلهَمة ولا مستبصِرة !!

 

 

 

الخرطوم (كوش نيوز) .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى