تحقيقات وتقارير

المجلس العسكري ..تحديات تواجه القيادة

لم يتجاوز عمر المجلس العسكري أصابع اليدين بيد أن البعض توقع أن تظهر بشاراته خلال هذه الفترة الوجيزة على أرض الواقع الذي امتطته سفينة الإنقاذ لمدة 30 عاماً فعلت به ما فعلت ومن ثم فإن تحديات جمة تواجه ذلك المجلس الذي كان رئيس لجنته السياسية الفريق أول عمر زين العابدين شفافاً حين قال أنهم لا يملكون حلولاً لمشاكل السودان لأنهم ليسوا طلاب سلطة ولا ينوون البقاء بعد انتهاء الفترة الانتقالية. وكان ذلك في المؤتمر الصحفي عقب بيان المجلس الأول المخيب لآمال الثوار والذي كان نتيجته أن تنحى رئيس المجلس عن منصبه بسببه .

 

أن كان أكبر تحدًّ يواجه المجلس في هذه اللحظة هو إقناع قوى التغيير برئيس المجلس الجديد الجنرال عبد الفتاح البرهان بعد أن برزت أصوات أخرى تدعي أن البرهان (لا يمثلها) رغم التعهدات التي تعهد بها والإجراءات التي اتخذها ومن ضمنها إلغاء قانون الطوارئ وحظر التجوال ودعوته لكافة ألوان الطيف السياسي للجلوس مع المجلس والتفاكر حول تشكيل حكومة مدنية متفق عليها حيث أنه ليس للمجلس مطامع في السلطة.

 

 

التوافق على ميثاق وطني

وحسب الخبير العسكري الفريق محمد محمود جامع فكل سوداني يطمح أن يسير المجلس على صراط مستقيم لكن المجموعات المعارضة لا تستطيع أن تتفق ولو على القدر البسيط بينما يجب أن يتفقوا  على توافق ممكن، فتنخفض الأسعار ويصاغ الدستور فإذا اتفقوا على ميثاق وطني ستسير عليه الدولة كلها وتوضع الأشياء الخلافية والمعتقدات الدينية  والسياسية المختلفة خارج اللعبة .

 

الوفاء بالعهد

أما أستاذ العلوم السياسية، الدكتور صلاح الدومة، فيرى أن هناك تحدياً واحداً سيواجه المجلس العسكري والبقية تعتبر تفاصيل ويتمثل في  الوفاء بتعهداته لقوى نداء السودان وقوى الإجماع الوطني فإذا أوفى بها ستفتح له أبواب السماء وإذا نكص فسيواجه نفس المشاكل التي واجهها البشير وابن عوف وأمام المجلس أحد خيارين إما أن يستخدم أساليب الإنقاذ أو يستعمل أسلوباً جديداً  ولا يظن الدومة أن الإنقاذ تركت أسلوباً من أساليب( اللف والدوران) لم تستخدمه حسب حديثه .

 

مازال وليداً

ويلتمس الخبير الاقتصادي بروفيسور عصام الدين بوب للمجلس العسكري العذر لحداثة فترته ، مشيراً إلى أن المجلس يقابل تحديات سياسية كبيرة تتمثل في تشكيل حكومة لتصريف الأمور، فالقيادات السياسية والتنظيمات مازالت غير متفقة على شكل  الحكومة القادمة وهذا أحدث بلبلة للرأي العام وانعدام للرؤية بالنسبة للشباب في ساحات الاعتصام ، كما لم يتخذ المجلس العسكري بعد إجراءات كان من الضروري وبسرعة قصوى أن يفعلها ومنها المحافظة وحراسة بنك السودان وهذا أمر ضروري لإعادة القطاع النقدي إلى العمل بصورة طبيعية، أيضاً هناك مشاكل في إدارات الوزارات إذ يوجد شكل من الإضراب غير المعلن وتوقف العمل بصورة جزئية أو كلية في العديد من مؤسسات الدولة، كل تلك تحديات سياسية ترتبط بالجانب الاقتصادي وفي هذا الجانب لا يمكن إنكار أن هناك زيادة في معدلات التضخم وهناك إضطراب في أسواق المال والسلع أي أنه لم يحدث تحسن بعد في مجريات الشأن الاقتصادي وأنه من الضروري أن يكون هناك بشائر لمواطن الشارع في مشاهدة تحسن ولو طفيف يعطيه الأمل بعد طول معاناة.

 

وقال إن نظام الإنقاذ استمر 30 عاماً ولا يمكن أن نتوقع أن يحدث التغيير في يومين فقط ولكن هناك إجراءات احترازية من الضرورة أن يقوم بها المجلس العسكري ويتحرك سواء تحت مسمى انقلاب أو ثورة في المحافظة على الثروات الوطنية وإعطاء الأمل للمواطن السوداني أن يكون عنده مستقبل حقيقي وهذا يتعلق بقدرة المجلس وحكمته ومعرفته بأساليب الإدارة الضرورية لكي يصير السودان إلى مستقبل مشرق .

 

قوانين مخالفة

هناك 66 قانوناً مخالفاً  للدستور حسب خبير القانون الدولي، الدكتور شيخ الدين شدو،  الذي طالب بإلغائها وإن كانت الـ30 سنة مكنت الدولة العميقة من كل مفاصل الدولة واقتصادها وقانونها ونياباتها فإن المجلس مواجه بضرورة اجتثاث تلك الدولة  من الجذور وهذه المسألة محتاجة لصبر وليس هناك استعجال ليحدث ذلك في يوم واحد .

 

اجتثاث الدولة العميقة

ويصف شدو قانون الثراء الحرام بأنه ممتاز من حيث النصوص ولكن نظام الإنقاذ عطل القانون بالتحلل وقد أفتى فقهاء المسلمين بعدم جواز ما يسمى بالتحلل أو التسوية  وأن ذاك مال حرام يجب إعادته لكن هم بالتمكين عطلوا تلك القوانين وضرب مثلاً بقضية الأقطان والتاكسي التعاوني حيث استولى المتهمون على أكتر من117 مليار ،أعادوا منها  17ملياراً و(ضربوا الباقي)  فهل هذا تحلل ؟و أكد أن ذلك لن يحدث في الفترة الانتقالية فالعساكر مرتبون وقال :(لا نريد شرعية ثورية وهي تعني غياب القانون مثلما فعل البشير بقانون الطوارئ، ويجب أن يحاسب كل فاسد ومن لم يفعل شيئاً طوال ال30 عاماً سنرفع له القبعة ) .

 

تقرير: هويدا حمزة
(صحيفة الصيحة) .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى