منوعات وفنون

شاهد بالصور :بعد إسدال الستار على مسرحية (الترابي البشير) .. الدراميون السودانيون يحتلون مسرح الاعتصام بالقيادة العامة

ثلاثون عاماً على العرض التمثيلي السياسي (الترابي البشير) الذي لخصته العبارة (أنت للقصر رئيساً و أنا للسجن حبيساً) هذا العرض الذي وصفه الكثيرون بأنه عرض ينتمي إلى مسرح العبث غير الإبداعي أخذ ملامح من تجارب المأساة الواقعية – بعد ثلاثين عاماً من استمرار العرض تم إسدال ستار الختام وتعميم الإظلام الكامل على خشبة المسرح التي امتدت على طول مساحة الوطن ,هذا العرض الختامي برزت فيه وجوه تمثيلية ناقضت جوهر التكوين الفني للشخصية المبدعة المشبعة بالصدق والجمال والقيم ليحتل مسرحها السياسي صناع القبح و مدمروا القيم الجمالية ومجففي منابع الخير و الإبداع .

ومشاهد المسرحية تمضي إلى نقطة التوقف والختام تحت هدير جماهير الشعب السوداني كان الفنانون المسرحيون الحقيقيون يقدمون نصيبهم الجوهري ومساهمتهم الملموسة في إخراج لحظات إسدال الستار عبر اقتحامهم الميادين والشوارع المنتفضة مع المتظاهرين جنباً إلى جنب ليدفعوا ضريبتهم الحتمية التي وضعت على دواخلهم ووجدانهم ختم الثورة بعد دخولهم المعتقلات بجانب التشريد والتهجير القسري الذي قذف ببعضهم خارج الوطن والديار كأكبر ضريبة قاسوا  وقاسموا تجربتها المريرة كل الجماهير .

اعتقالات الممثلين

سجل التاريخ النضالي للفنانين المسرحيين و الذي وثقته المواقع خلال الحراك فظهر في لوحته كثير من الدراميين بالداخل والخارج فكانت الاعتقالات التي طالت المبدعين صالحين وغدير ميرغني وعوض بعباش وغيرهم بجانب التهجير الذي طال الممثلين محمد ترويس بهولندا وآدم شمو بجانب تواجد أفراد فريق مسرحية (ملف سري) بأمريكا وهم يشاركون ثوار السودان بولاياته والالتحام بهم في صورة كشفت الكثير للأمريكيين جوانب مضيئة داخل وجدان ووعي الشعب السوداني.

مسرحيون على مسرح الاعتصام

مسرح الاعتصام بالقيادة العامة يتحول لمسرح واقعي جمالي  لا عبثي لتتغير مفرداته ومشاهده المسرحية وشخوصه لتأكيد عمق انتماء المسرح والمسرحيين لجوهر الثورة التي تمثل أكسير حياتهم الفنية التي قتلتها تجربة الثلاثين عاماً حيث تلاقت شعارات الثورة مع الجوهر الحقيقي للفن عموماً والفن المسرحي على وجه الخصوص وهو شعار (حرية سلام وعدالة) .. وبالطبع لا يمكن لأي فن أن يتنفس بدون قيمة الحرية لذلك لا غرابة أن يحتل المسرحيون شباباً و رواد خشبة مسرح القيادة العامة ليشاركوا الشعب السوداني أداء أعظم الأدوار الابداعية في ملحمة الاعتصام التي أسدلت الستار على العرض الختامي لأطول مأساة إنسانية.

الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت بجلاء الوجود المكثف للمبدعين الدراميين والمسرحيين من ممثلين مخرجين وهم يعبرون عن لحظات انتظرتها دواخلهم كثيراً فكانت هذه اللوحات والصور من قلب الاعتصام بين الجماهير إضافة للمساهمات التي سطرها الكبار على منصات التواصل تضيف أبعاداً كبيرة للحلم الذي تحقق وتحاول تبصير الأجيال الجديدة والمستقبلية بروح الثورة وضمان الحفاظ على مكتسباتها مثل المنشور الذي سطره المسرحي الكبير محمد عبد الله قرني على صفحته حيث يقول:( علي كل مبدع يدعي أنه فنان مسرحي و مثقف داخل هذا الوطن الممتد في التاريخ و الجغرافيا ، و ينتمي إليه ثقافياً و روحياً و معرفياً فليثري هذا الجسد بالحوار عبر المسرح و نصوصه ليقترح المساهمة من خلال العمل ، الفعل ، و الثبات القيمي و عدم التنازل عن شرطي الحرية و الديمقراطية لنا و للآخرين و لشعوبنا .. إنما هي مسيرة ، قاصدة ، يومية ، متأملة ، لذاتها ، مجابهة و مغامرة ترتكن لمبادئ و مُثُل .. سقفها الحرية و الديمقراطية و اُسها الإنسان
تذكرة لمن يهمه الأمر : ( على الفنان المسرحي أن يختار أن يكون ثائراً أو يكون مطية للطبقة الصاعدة ) ” ايريك بينتلي.

محي الدين سعد الدين

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى