محمد وداعة

الاستقالة .. أو التنحى !

فى خطبة الجمعة بمسجد السيد عبد الرحمن بود نوباوى دعا الامام الصادق رئيس حزب الامة و رئيس نداء السودان انصاره للخروج غدآ فى المواكب التى اعلنت عنها المعارضة ، وحث القوات المسلحة على الالتزام بقوميتها نحو المواطنين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم الدستورية ، و قال ( على الرئيس التخلى عن السلطة بمحض ارادته ، و يحل المؤسسات الدستورية (المضروبة) ،

و اطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ ، و دعا المهدى الرئيس و خاطبه ( اخى رئيس الجمهورية) لدعوة (25) شخصآ يتم ترشيحهم لتكوين جمعية تأسيسة لاقامة النظام المنشود ، و قال ( انت تعلم ان هناك عوامل منعتك من ممارسة كافة صلاحيات الرئاسة ، و ستكون لك محمدة وطنية )، و طالب المهدى القوات المسلحة السودانية بالا تبطش بالمواطنين العزل ، و دعا المجتمع الدولى للاتفاق على المنافع التى يمكن ان يجنيها السودان اذا حقق السلام و التحول الديمقراطى ) ،

جاء رد الرئيس مساء نفس اليوم من خلال مخاطبة لجنة الحوار بعيدآ عن الواقع ، و بدلآ من ان يكون مناسبة لفتح مسار سياسى لحل الازمة ، جاء مخيبآ للامال ، و ربما مستفزآ فى الحديث عن الانتخابات و توسيع الحوار ، و قدم عرضآ هزيلآ بتعديل قانون الانتخابات و وضع الدستور ، والدعوة لتوسيع الحوار ، وهى دعوات ليست جديدة ، و لم تحرز نتائج لصالح الشعب فيما مضى و لن تزيد الازمة الا تفاقمآ ، بينما مسؤلية الرئيس كانت تقتضى تقديم تنازلات ملموسة تفتح الباب الى حل الازمة ،

جاءت خطبة الامام الصادق اكثر وضوحآ فى تحديد خارطة طريق لحل الازمة تبدأ من اعلان الرئيس اعتزامه الاستقالة ، او نقل صلاحياته الرئاسية على ذات نسق نقل صلاحياته الحزبية الى احمد هارون ، هذا الاجراء كان يمكن ان يرسل رسالة بزهد الرئيس فى الاستمرار فى السلطة و يؤكد حديث سابق ( ان الرئيس سيترك المؤتمر الوطنى ، و لن يترشح مرة اخرى ) ،

و نقول بوضوح ان ما يواجه بلادنا ويهدد سلامتها وينذر بتدخل دولى ، جراء احتمال استشراء العنف ، لا يمكن ان يحل بالوسائل الدستورية ، فالامر يتطلب حلآ سياسيآ سريعآ يفضى الى اوضاع انتقالية تعيد ترتيب المشهد المتأزم لانتقال سلمى للسلطة ، يصون دماء ابناء السودان و يجنب بلادنا المزيد من الخسائر الاقتصادية التى تهدد بانهيار تام ، لا سيما تعطل العملية التعليمية نتيجة لاغلاق الجامعات ، و ضياع سنة تعليمية بلادنا فى امس الحاجة لها ، فضلآ عن عدم بروز اى مؤشرات لحل الضائقة الاقتصادية و توفر الوقود و الخبز و السيولة ،

الاوضاع فى حالة انسداد كامل اقتصادى و سياسى و مجتمعى ، ومرشحة للاسوأ ، و حالة التعايش بين المحتجين و الاجهزة الامنية ربما تنفرط بقوة لأتفه الاسباب ، و لا شك ان كتائب الظل التى هدد بها على عثمان ربما ترتكب جرائم تسيل منها الدماء ، المؤكد ان شعار ( سلمية .. سلمية ) ، و عدم اظهار اى رغبة فى المواجهة مع الاجهزة الامنية قد حفظ الى حد ما ارواحآ كثيرة ،

امس كان يومآ استثنائيآ كشف الى حد كبير عن قوة ارادة الشعب السودانى ، و كشف ايضآ ان سنى الحكم المتطاولة بفسادها و جبروتها لم توفر للنظام اى مساحة للمناورة و كسب الوقت ، فى كل الاحوال فان الجماهير الغاضبة لن ترجع دون نيل حقوقها ، و ان كان النظام جادآ فى تجنب مصير سوريا و ليبيا و اليمن فقد اصبح التنحى او الاستقالة امرآ واجبآ ، و كثيرون من العقلاء يرون ما يراه الامام الصادق المهدى من انها ستكون ( محمدة وطنية ) .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى