الطاهر ساتي

انتهاكات الخلاوي ..!!

:: فاجعة أخرى بالفتح .. والفتح – بأمدرمان – من المناطق المعزولة (تماماٌ).. وكثيراً ما كتبت عن الأحياء والمناطق المعزولة بالخرطوم وغيرها، أي كتبت لحد الملل، ومع ذلك لا تبالي السلطات المسؤولة بمايحدث فيها من (كوارث) .. وكثيرة هي المناطق المعزولة في بلادنا رغم أنها تجاور عواصم الولايات ومدنها.. والعزل ليس بالجدار ولا بالأسلاك، ولكن بالتهميش وعدم التخطيط – جغرافياً وتنموياً – ثم بتجفيفها من الخدمات، مع غياب الرقابة .. !!

:: وبعد فاجعة وفاة ثمانية أطفال أثر انفجار عبوة ناسفة في منطقة الفتح بأمدرمان، كانت فاجعة التي نقلتها وسائل الاعلام هي تعرض طفلين للتعذيب ضرباً وتجويعاً باحدى خلاوي منطقة الفتح أيضاُ.. تعذبا على أيدي شيوخ الخلوة لحد الجرح والكسر، وتم إسعافهما بحوادث مستشفى أم رمان، بعد فتح بلاغ جنائي .. وليست بالشرطة وحدها تكافح الأنظمة الحوادث والجرائم مثل هذه المناطق، بل بالتنمية البشرية التي تتكئ على قواعد (التخطيط الجيد) و( التنفيذ الأجود)..!!

:: مطلوب دراسات يا والي الخرطوم، وكل ولاة ولايات السودان، عن الأحياء المعزولة و ما أكثرها .. كيف حال مساكن الناس، وكيف يجب أن يكون؟.. وكيف حالتهم الصحية، وكيف يجب أن تكون؟..و كيف وضعهم الإقتصادي، وكيف يمكن تحسينه؟..وكم نسبة تسرب تلاميذهم من مدارس الأساس (إن وجدت)، وكيف يجب تقزيم النسبة بحيث لايرث الأبناء شقاء الأباء والأمهات؟.. و..و.. بقليل جهد تبذله في الأحياء الفقيرة، وبقليل مال تنفقه في تنمية سكانها وتحسين أحوالهم، تقي الأنظمة الراشدة المجتمعات من المخاطر..!!

:: أسعفت الشرطة الطفلين في حوادث أم درمان، وهرب شيوخ الخلوة، وتم فتح البلاغ في الشيوخ الهاربين.. ولا جديد في الحدث .. أي من جهل المجتمع، لجلد الأطفال والصبيان أنصار ومريدين ، وهم الذين يؤمنون بقول الشاعر : (لا تحزن على الصبيان إن ضــُربوا فالضرب يفنى ويبقى العلم والأدب / الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم، ولولا المخافة ما قرأوا وما كتبوا).. وبمثل هذا الجهل، إتخذوا الأطفال والصبيان نياقاً وحميراً لحد إستخدام السياط والخراطيش في الترويض والتعليم..!!

:: ومؤسف للغاية بأن نقدم أطفالنا لشيوخ الخلاوي مرفقاً بنصيحة : ( ليك اللحم ولينا العضم)، أي مزق جلده بسياطك وخراطيشك وعده لنا عظماً فقط لاغير، وهكذا ما يحدث بالأحياء والمناطق المعزولة .. وماتشهدها الخلاوى من إنتهاك لحقوق الأطفال وتعذيب الصبيان – يبلغ مداه ربطهم بالسلاسل والحبال على أوتاد الغرف المهجورة أو تحت لظى الشمس، أوجلدهم وتعذيبهم – يجب أن تثير إنتباهة الجميع ..!!

:: وليس بالفتح وحدها، بل كثيرة هي انتهاكات الخلاوي المخفية عن ( عيون الاعلام)، ولا يعلم القانون ما يحدث فيها من تعذيب وتحرش واغتصاب للأطفال.. نعم، لقد إرتفع حد العقاب إلى (الإعدام والمؤبد)، ومع ذلك لم – تختفي جرائم التحرش والإغتصاب والتعذيب من الخلاوي، ولن تختفي ما لم يتم إغلاق هذه الخلاوي المعزولة .. ومن الأفضل لأطفالنا أن يتعلموا أمور دينهم ودنياهم بمؤسسات تعليمية خاضعة للسلطات الرقابية، وليس بالأوكار المعزلة عن الرقابتين ( الرسمية والأسرية)..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى