الطاهر ساتي

أوكار ..!!

:: تحرير النملة من قيود الإنتاج يؤرق أوكار الفساد.. ويحكى أن نملة كانت مجتهدة وتنتج بهدوء في غابة.. ولكن قرر الحزب الحاكم للغابة تنظيم عمل النملة، وذلك بتعيين الصرصور مشرفاً عليها..وبعد أداء القسم، أصدر الصرصور قراراً بوضع نظام الحضور والانصراف للنملة، ثم اختار العنكبوت رقيباً والناموس لإعداد التقرير الأسبوعي .. وقبلهما كان قد اختار الذبابة سكرتيرة لمكتبه الخاص .. وبعد استلام الحزب الحاكم تقارير الصرصور، طالبه بتطوير آداء النملة و رفع مستوى التقارير، وذلك بإدراج رسوم بيانية وتحليل، ثم تأسيس قسم الأرشفة ..!!

:: نفذوا أمر الحزب الحاكم، واختاروا الحمار مديراً لقسم الأرشفة.. واشتروا الأثاث والأدوات المكتبية، ثم اختاروا الغُراب أميناً للمخازن، وبعض الفئران لأعمال النظافة و التأمين.. و صار الصرصور يجتمع بهذا الجيش يومياً، ويحرص أن تكون النملة من الحاضرين .. فاستاءت النملة من النظام الإداري العقيم واجتماعاته المرهقة، ولم تعد تنتج وتنجز كما السابق برشاقة وجدية .. و شعر الحزب الحاكم بضعف أداء النملة وقلة إنتاجها، فأصدر قراراً بتعيين الفيل (خبيراً وطنياً) ..!!

:: فاستلم الفيل منصبه، وأصدر حزمة قرارات، منها تعيين الزرافة مديرة لمكتبه، والجمل مستشاراً لشؤون التأصيل، و الخروف مشرفاً برئاسة الغابة وبعض الغربان كمساعدين .. وبعد ثلاثة أشهر، رفع الفيل تقريراً صادما يعكس ضُعف أداء النملة وكسلها وقلة إنتاجها، مع ارتفاع تكاليف تشغيلها، وأن الإصلاح بحاجة إلى تخفيض العمالة بدولة الغابة .. فاجتمعوا، وجلبوا ما لذُ وطاب على مائدتهم، لمناقشة تقرير الخبير الوطني ( الفيل) .. ثم طرحوا قضيتي ضعف الإنتاج وترهل العمالة، ثم قرروا – بالاجماع – تخفيض العمالة بفصل (النملة)..!!

:: وهكذا حال أجهزة الدولة في بلادنا، ترهل لحد القبح ..وعندما يفكرون في هيكلة جهاز حكومي مترهل ومكدس بالخمول، بحيث يكون رشيقاً وفاعلاً في الانتاج أوالخدمات، فإنهم يتخلصون من الكفاءة المنتجة (النملة)، ويبقون على الخلايا السرطانية المحيطة بها، كالتي شرع الدكتور محمد طاهر إيلا رئيس الوزراء في التخلص منها، وما المؤسسة العامة للنفط إلا محض نموذج.. وما أكثر قيود الإنتاج – وأوكار الفساد – التي يجب أن يقصها مقص طاهر إيلا، لترتاح البلاد من الخلايا السرطانية.. فالمؤسسية هي التي تنهض بالشعوب والأوطان، وليست أوكار التمكين والأجسام الموازية لأجهزة الدولة.. !!

:: وكما ذكرت في زاوية سابقة، ما لم توضع المؤسسات محل الخلايا السرطانية الموازية لها، فلن تصلح حكومة طاهر إيلا ما أفسدته الحكومات السابقة.. و ليمض طاهر إيلا على خطى إصلاح الجهاز التنفيذي بذات القوة التي حل بها المؤسسة العامة للنفط.. وكما يجد دعماً شعبياٌ، فيجب أن يحظى بدعم رئاسي يمكنه من التخلص من كل كيانات التمكين التي ظلت تعربد خارج إطار مؤسسية الدولة، وما أكثرها..هيئات، مجالس، صناديق، مؤسسات والكثير من مهدرات المال العام بواسطة فاقدي التأهيل وعاطلي الموهبة و.. شذاذ الآفاق ..!!

:: ومن يتباكون على حافة قبر المؤسسة العامة للنفط، ويدبجون على شاهدها المراثي الكذوبة، يعلمون بأن هذه المؤسسة كانت موازية لوزارة النفط، ويعلمون بأن الدول المتحضرة تُدار فيها مناحي الحياة بواسطة حكومات صغيرة وذات كفاءة، ثم بأجهزة تحمل ذات مواصفات الحكومات من حيث الحجم والكفاءة.. ولذلك تقزمت هناك – في دول العالم الأول – سلطات الحكومة وأجهزتها الرسمية لحد الاكتفاء بالتشريع والرقابة، وتمددت سلطات المجتمع – بواسطة شركاته – على كل مواقع الإنتاج والخدمات ..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى