الطاهر ساتي

تسع سنوات ..!!

:: اليوم افتتاح مستشفى جبرة للحوادث والطوارئ .. وعُمر هذا المشروع لا يقل كثيراُ عن عُمر مطار الخرطوم الجديد ( الموؤود).. ولمشروع مستشفى جبرة قصة تضج بالمحن .. في العام 2007، عندما كان الدكتور كمال عبد القادر وكيلاً، قدمت وزارة الصحة الإتحادية خارطة صحية لوزارة المالية، وكان بها بعض المشاريع .. ومنها مشروع مستشفى حوداث جديد بمنطقة جبرة، جنوب الخرطوم .. وأجازت المالية المشروع فوراُ.. !!

:: لم تكن حوداث الخرطوم تسع كثافة آلام وإصابات مرضى الخرطوم، إذ كانت تستقبل فقط حوالي ( 1500 حالة يوميا)، وسعة عنابرها لم تكن تتجاوز( 40 سريرا).. ولذلك، وافقت المالية على تنفيذ مشروع مستشفى حوادث جبرة، وتحمست لتخفف الضغط على حوادث الخرطوم، و لتخدم سكان أحياء جنوب الخرطوم من الصحافة الي جبل أولياء، وبعض مناطق النيل الأبيض أيضاً..!!

:: بعد موافقة المالية، شكلت وزارة الصحة لجنة برئاسة الدكتورة هالة أبوزيد، وكانت مديرة قسم الحوادث بمستشفى الخرطوم، وحالياً مديرة أقسام العناية الحرجة بأكبر مشافي أبوظبي ( المفرق).. وتفرعت من لجنتها لجان طبية وأخرى هندسية .. وسافرت اللجان الي الإمارات وماليزيا و روسيا، ثم عادت بتجارب تلك الدول، وإجتمعت بالأسابيع والأشهر، حتى توصلوا الي خارطة المشروع، كما بشكلها الراهن ..!!

:: تتكون المباني من (5 طوابق)، على مساحة (3.500 م)، وتسع (160 سريرا).. ولأول مرة في تاريخ مشافي السودان، هناك قسم خاص لإصابات حوداث المرور، وكذلك قسم خاص لحالات التسمم .. ثم أربع غرف للعناية و (8 عنابر)..أي هي الأكبر والأحدث في السودان من حيث المواصفة الفنية والطبية، لأنها جمعت تجارب مشافي حوادث تلك الدول التي زارتها اللجان .. ثم قدمت اللجنة خارطتها وميزانيتها لوزارة الصحة، فوافقت المالية على التمويل بنظام الصكوك..!!

:: ( 7 مليار جنيه) هي تكلفة المرحلة الأولى التي إنتهت في العام ( 2010)، وهي مرحلة المباني ..(7 مليار جنيه )، عندما كان سعر الدولار (2.5 جنيه)..وبعد إكتمال مرحلة المباني، شرعت وزارة المالية في التعاقد مع الشركات لتنفيذ المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة استيراد وتركيب الأجهزة والمعدات الطبية بتكلفة قدرها (8 مليارات جنيه)، وكان سعر الدولار (2.5 جنيه)، وكان قد تم تحديد موعد الإفتتاح والتشغيل (نوفمبر 2011) ..!!

:: أكرر، كان قد تم تحديد موعد تشغيل هذا المرفق الحيوي، بحيث يكون في فبراير العام 2011.. ولكن قبل موعد الإفتتاح بأشهر، وبجرة قلم لم تتكي على دراسة، أصدر الصادق قسم الله وزير الصحة الأسبق قراراُ ساذجاً بتحويل مباني المستشفى إلى ما أسماه بمعهد الصحة العامة .. هكذا .. بمنتهى اللامسؤولية، تم تحويل مستشفى حوادث – قاب قوسين أو أدنى من التشغيل – إلى ما أسموه بمعهد صحة عامة .. !!

:: ورفضت وزارة المالية القرار، و رفعت يدها عن التمويل ، ثم أوقفت شراء الأجهزة والمعدات ، لتتحول مباني المستشفى إلى محض أطلال منذ العام 2010 .. تسع سنوات، فترة تجميد مشروع حيوي وتعطيله رغم توفر ميزانيته من الخزينة الاتحادية، وليست الولائية .. وعليه، شكراً لمن ( جقلب)، وهما كمال عبد القادر ( سيد الفكرة) و هالة أبوزيد ( سيدة التنفيذ)، ونأمل أن يكونا من الحاضرين لحفل الافتتاح والتشغيل، بحيث لايذهب الشكر لحماد ..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى