الطاهر ساتي

إلزامي ..!!

:: ( مبروك)، أو هكذا يُعبًر العساكر عن إعجابهم بأي حدث يسُر القلب .. و اليوم بنهر النيل حدث يجب أن يُقابله الإعلام بكلمة (مبروك).. لقد وجه والي نهر النيل، الفريق ركن الطيب المصباح، أجهزة حكومته بربط كل معاملات القطاع الخاص والحر بالتأمين الصحي، وقال مخاطبا حفل توقيع إدخال بعض الأسر إلى مظلة التأمين الصحي عبر صندوق التنمية : ( لن يتم إجراء أي معاملة في القطاع الزراعي أو التمويل دون بطاقة التأمين الصحي)..!!

:: و في الخاطر، قبل سنوات، في إطار حملة مكافحة ختان الإناث، أصدر الدكتور كمال عبد القادر، الوكيل السابق بالصحة الإتحادية، قراراً بإعفاء المرأة غير المختونة من رسوم الكشف والتوليد بالمشافي.. وأثار القرار إهتمام الصحف وتم تداوله بكثافة.. وبالتداول الكثيف نجحت الوزارة في إرسالة رسالة قوية بأقل التكاليف ..أي، رغم بساطة الهدية – وهي إعفاء تلك الفئة من الرسوم – نجحت وزارة الصحة في إرسال رسالة مؤثرة إلى المجتمع .. !!

:: وكذلك تفوقت الوزارة – بقرار وكيلها- على ندوات ومحاضرات، وكل هذا بمنتهى الهدوء وبلا ميزانية إعلام، وهذا ما يُمكن وصفه بالإعلام الذكي المؤثر.. وكذلك إدخال الناس إلى مظلة التأمين الصحي يجب أن يصبح (إلزامياُ)، وذلك بربط التأمين الصحى ببعض المعاملات الحكومية، كما فعل والي نهر النيل، ثم بتقديم بعض الهدايا والحوافز التي تشغل الصحف وتثير الرأي العام وتنشر ثقافة التأمين الصحي، كما فعل الوكيل الأسبق لوزارة الصحة .. !!

:: فالتأمين الصحي فكرة تتكئ على روح التكافل، بحيث يتكفل المجتمع علاج الفرد.. ولكن بالكسل واللامبالاة، يهدر المواطن الكثير من الحقوق، ومنها حق العلاج بواسطة بطاقة التأمين الصحي.. والتوجيه الصادر عن والي نهر النيل ، والقاضي برهن كل المعاملات الحكومية في القطاع الزراعي ببطاقة التأمين، فان هذا التوجيه الايجابي يجب أن يحظى بالإعلام المناسب، بحيث يساهم في توسيع مظلة التأمين الصحي، ليس في نهر النيل فحسب، بل كل ولايات السودان ..!!

:: وليت كل الولايات تستلهم من نهر النيل روح التوجيه، بحيث يصبح التأمين الصحي (إلزامياً)، لكل أفراد المجتمع، الغني قبل الفقير..نعم، حتى المقتدرين على العلاج خارج السودان – أو خارج مظلة التأمين الصحي – يجب أن يساهموا في علاج غير المقتدرين عبر صناديق التأمين الصحي .. فالنسب التي تحت مظلة التأمين الصحي دون الطموح، ولا تتناسب مع معدل الفقر و حال الناس والبلد، ولذلك يجب إيجاد آلية تلزم كل الشعب بالمشاركة في علاج أفراده ..!!

:: وبجانب السلطات الحكومية وآلياتها الإلزامية، فالمجتمع والإعلام أيضاُ مطالبان بلعب دور إيجابي مؤثر يساهم في نشر ثقافة التأمين الصحي بحيث تشمل المظلة الجميع، وذلك عبر المنظمات والمساجد والكنائس والأندية والاتحادات الطلابية والشبابية.. وكذلك اللجان الشعبية – بدل تقعد ساكت – تستطيع أن تلعب دورا في توسيع دائرة التكافل العلاجي، أي بحث المجتمع بحيث تتحمل الأسر المقتدرة – عن الأسر المتعففة – قيمة البطاقة سنوياُ..!!

:: وكذلك إدارة التامين الصحي – بكل ولايات السودان – بحاجة إلى مراجعة وتطوير سياساتها وتشريعاتها ( المتخلفة)..وعلى سبيل المثال، المظلة العلاجية يجب أن تشمل كل التخصصات، ومن الظلم أن يدفع المواطن رسوم التأمين (شهرياً) ثم يتفاجأ بأن علاج مرضه خارج مظلة التأمين.. وكذلك لا تزال أدوية كثيرة خارج قوائم أدوية التأمين، وهذا يُرهق المواطن اقتصادياً ثم يؤدي إلى فقدان الثقة في التأمين الصحي..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى