تحقيقات وتقارير

نداء السودان.. قرارات غير متوقعة أبرزها أغلق باب الحوار

عقد تحالف قوى نداء السودان اجتماعات بحضور ومشاركة قيادات ومكونات التحالف بالعاصمة الفرنسية باريس استمرت ليومين، وتأتي الخطوة في وقت تشهد فيه البلاد ظروفاً سياسية بالغة التعقيد، الأمر الذي جعل الأنظار تتجه نحو باريس في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع تجاه الأوضاع التي تعيشها البلاد، خاصة وأن هناك إرهاصات حول مفاوضات تجري مع قيادات نداء السودان، لكن البيان الختامي الذي أصدره التحالف، جاء بعكس ما يشتهي البعض، حيث أعلن التحالف دعمه لخيار الاحتجاجات متمسكاً بإسقاط النظام، في وقت أوصد الباب أمام أي اتجاه لمفاوضات أو حوار مع الحكومة.

 

تغيير سياسي
وأشار التحالف إلى أن النظام وصل لحالة انسداد سياسي كامل، وأن حل قضايا الأزمة المعيشية مرتبط بشكل كامل بالتغيير السياسي الشامل، وحيا الاجتماع الاحتجاجات، وأدان القمع المفرط والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وفرض محاكم الطوارئ، ودعا إلى التضامن الواسع من أجل الإفراج عن كافة المعتقلين، وشدد الاجتماع على رصد كافة الانتهاكات ومساءلة ومحاسبة مرتكبيها أمام القضاء، في وطن يتمتع فيه القضاء بالاستقلالية والقدرة والرغبة في محاكمة المجرمين، وأكد الاجتماع تمسك قوى نداء السودان بإسقاط النظام ومناصرته للاحتجاجات، وقال التحالف في البيان إن إسقاط النظام وتفكيك مؤسساته الشمولية والانتقال الشامل إلى دولة السلام والحُرية والعدالة هو طريق لا رجعة عنه دون بلوغ كامل أهدافه.
حراك الشارع
وناقش التحالف قضايا توسيع حراك الشارع وتنويع أدواته وتعميقه وتنظيمه بصورة قاعدية واسعة عبر لجان المدن والقرى والأحياء، وذلك لمقاومة النظام حتى الوصول للفعل الحاسم الذي يسقط النظام ويحدث الانتقال الشامل، كما ناقش قضية تطوير تحالف قوى إعلان الحُرية والتغيير الذي تنشط فيه إلى جانب حلفائها في تجمع المهنيين السودانيين وقوى الإجماع الوطني والتجمع الاتحادي المعارض، وكافة القوى الموقعة على الإعلان، وقرر الاجتماع الدفع في اتجاه تطوير هذا التنسيق وتوسيعه وفق مبادرة تعمل على تحوله لجبهة تفكك دولة الشمولية والتمكين وتعيد بناء الوطن على أساس عادل.
لا حوار
وأكدت قوى نداء السودان رفضها لكل مبادرات الحوار التي تطرحها الحكومة وإدراكها العميق بأن النظام إنما يبتغي بهذه المبادرات والشعارات شق صف قوى إعلان الحُرية والتغيير، وشراء الوقت لتفادي مصيره المحتوم في الزوال ، وأكد الاجتماع أنه لا حوار ولا تفاوض مع النظام إلا في إجراءات تنحيه وتسليم السُلطة لممثلي الشعب الذين سيقودون مرحلة الانتقال وذلك في إطار الموقف الموحد لقوى إعلان الحُرية والتغيير، كما أعلنت القوى الموقعة على خارطة الطريق في أغسطس ٢٠١٦م بأديس أبابا انسحابها النهائي من الخارطة معتبرة إياها وثيقة من الماضي وغير ملزمة تماماً لها، كما قررت قوى الكفاح المسلح المنضوية تحت لواء نداء السودان وقف كافة أشكال التفاوض مع النظام، وأكدت على أن قضايا إيقاف الحرب وبناء السلام تحتل موقعاً متقدماً في أولويات الفترة الانتقالية، وأن حلول مسبباتها الجذرية ومعالجة آثارها ستضمن في مواثيق قوى إعلان الحُرية والتغيير، عبر صيغ تفصيلية واضحة تربط قضية السلام بقضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
أزمة عميقة
وأوضح التحالف أن الأزمة التي تعانيها الدولة السودانية، أزمة عميقة ومركبة أساسها مركز السُلطة في الخرطوم، وامتدت لهامشه وأطرافه في مناطق الحرب والصراع في دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان وشماله وغيرها، وأبان أن قضية الحرب الدائرة هي تجلٍ لهذه الأزمة، وقال إن قضايا التهميش تقع في صدارة القضايا التي يعمل عليها نداء السودان ويناضل لإنهاء كافة أشكاله وفق رؤية تربط قضية السلام بصورة عضوية بقضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وذلك في إطار الفترة الانتقالية بعد إسقاط النظام.
موقف الإسلاميين
وناقش الاجتماع قضية الموقف من الإسلاميين الراغبين في التغيير والديمقراطية والمحاسبة والمنشقين عن النظام، وأكد المجتمعون بأن الاحتجاجات لا تحمل أجندة إقصائية بل هي ضد الإقصاء والشمولية في المقام الأول، وأن بناء الوطن في المستقبل يتطلب تضافر جميع جهود أبنائه وبناته، وأن الاحتجاجات لن تعمل على إقصاء أي شخص أو جماعة ولكنها لا تمنح حصانة من المحاسبة لكل من أجرم وأفسد في حق الشعب.
ووضعت قوى نداء السودان خطة للتواصل الخارجي مع الفاعلين الدوليين والإقليميين وفق رسائل تدعم الاحتجاجات وتحشد لها مواقف عالمية مساندة، كما شدد النداء على دور سودانيي المهجر، ودعا الاجتماع لتكوين مركز خارجي موحد يزيد من درجات التنسيق وكفاءة الأداء في قضايا دعم الحراك.
مخيب للتوقعات
بالمقابل تأسف الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة، نهار عثمان نهار، للبيان الذي خرجت به قوى نداء السودان، واعتبره مخيباً للتوقعات، وقال من المؤسف أن يرفض التحالف الحوار، وكان من المفترض أن يكون أكثر وطنية، وقال نهار لـ(آخر لحظة) إن موقف التحالف إقصائي، يريد من خلاله أن يكون لديه بوصلة مع حراك الشارع، وأضاف أن الحديث عن تعرض الجيش لعملية تدمير هيكلية متناقض وغير صحيح، وأوضح أن الحل الأمثل للخروج من هذا النفق الحوار، في وقت أكد أن الأمل مازال موجوداً أن ينصاع التحالف لصوت العقل.

تقرير: جاد الرب عبيد

الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى