ناهد قرناص

رب صدفة ..

محظوظ احد ابطال مجلة ميكي ماوس ..هو ابن عم بطوط ..ذلك العم الطيب الذي يرعى ابناء اخيه بمحبة ..محظوظ اسم على مسمى ..كل المغامرات التي يخوضها ..حظه السعيد يرافقه فلا يواجه مشاكل ولا معضلات ..مما يثير حنق ابن عمه بطوط …فهو الذي يواجه بالعثرات طوال الوقت ..ولا يمكن ان تكتمل له مهمة او اجراء دون عقبات ..والغريب حينما يظهر محظوظ ..كل الامور تسير بسلاسة ..حينها لا نملك الا الضحك على حظ بطوط (التعيس الهردبيس) ..ونتعجب في حظ ابن عمه الذي يوافق آماله واحلامه ..

حكينا القصة دي ليييه ؟ عشان نقول ليكم ايها الشعب السوداني البطل ..ان هناك ناس كدا خلقة ربنا محظوظين ..منذ نعومة اظفارهم يلقاهم الحظ في الطرقات ..يتابعهم اثناء الدراسة وبعد التخرج ..عندما الحظ يتوه احيانا ..يلاقى أحد معارفهم في طائرات اللوفتهانزا ..(اوووم ايه ) هذا المعرفة يقول للحظ (انت تايه ياخ ..تعال نوديك لزولك ) ..فياخذ بيده ويذهب بالحظ الى مكتب المحظوظ وهو خالي الذهن تماما عن الخير الذي يطرق ببابه بالصدفة المحضة ..يجتمع به الحظ ويقول لهم (شبيك لبيك الحظ بين ايديك ) ..وتتحل المشاكل ..ويعيش الحظ والجماعة المحظوظين سويا ..يظل طوال العمر معهم ..في تبات ونبات ..ويخلفوا صبيان وبنات …ولو كان بيتهم قريب كنت جبت ليكم صحن زبيب.

الدنيا كدا ياجماعة ..ناس على شاكلة (محظوظ) ..وناس على شاكلة (بطوط ) ..هناك اناس يسافرون كل عام مرتين ..او ثلاث مرات ..لم يحدث ان صادفوا يوما وكيلا لشركة عالمية يتحدث لجاره في الطائرة (كدا عادي) عما يريد فعله ..ومن ثم يبثه حيرته في ايجاد شخص يمثل تلك الشركة العالمية في البلد التي يسافر اليها . ..اعرف مئات الباحثين الذين تناديهم المؤتمرات العلمية وورش العمل في كل أنحاء العالم ..

جربوا كل انواع الخطوط العالمية ..لم يحدث مرة ان تعثر احدهم بوكيل شركة عالمية ..ياخ تعاسة ما بعدها تعاسة ..ولا حتى مرة الحظ يبتسم ؟؟ .. دا ايه (الكج دا) …
المهم ياجماعة ..تفاصيل قولي والمجمل .. الصدفة حق ..وانها خير من ألف ميعاد حقيقة ..وان هناك حوالي (98% ) من الشعب السوداني بطوطين (ينتمون الى فصيلة بطوط ) ..وان (2%) ..محظوظين ..هذه معلومة توفرت اخيرا ويجب علينا التعامل معها والتسليم بحثياتها ..وكل من تحدثه نفسه بالخروج من زمرة آل بطوط …واخذ شرف الانتماء الى زمرة المحظوظين ..

نقول له ..ان ذلك في (المشمش) ..فالجنوب انفصل ..والبترول ذهب معه ..والحتات كلها باعوها ..واللوفتهانزا ذاتها ..قفلت مكاتبها ..وغادرت السودان الى غير رجعة ..فلم يبقى من محاسن الصدف الا اغنية الراحل المقيم وردي (صدفة وأجمل صدفة ..انا يوم لاقيتها ..واسعد يوم ..يومي الحييتها ..)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى