الطاهر ساتي

(30/40 عاماً)

:: ومن الوقائع المؤلمة، قبل ثلاثة أشهر، هبطت بمطار الخرطوم طائرة تاركو العابرة الى الرياض، وكان على متنها بعض اليوغنديين، من الجنسين .. ولعدم وجود صالات العابرين – ترانزيت – بمطار الخرطوم، لم تجد الشركة حلاُ غير ترحيلهم إلى فندق في وسط الخرطوم – السوق العربي – لحين موعد إقلاع رحلتهم .. وهناك، خرجوا من الفندق – بالأردية و الفنايل – للتنزه في شوارع الخرطوم، فأوقفتهم شرطة النظام العام ..ولو لم تتدخل الشركة – والأجاويد – لكانوا من ضحايا المادة ( 152) ..!!

:: فالعباقرة الذي فكروا في تشييد المسمى بمطار الخرطوم الجديد، لم يفكروا في تشييد صالة عبور بمطار الخرطوم القديم .. وبهذه المناسبة نًعيد لجيل الشباب بعض تفاصيل ( أبيخ فيلم)..نعم، فقط لمواليد العام 1999.. في عام ميلادكم تم تشكيل لجنة لتنفيذ مشروع هذا المطار بأمدرمان.. وتلاشت اللجنة، وحل محلها كيان هلامي مسمى بوحدة تنفيذ مطار الخرطوم.. ولم يكن لهذه الوحدة موقعاً في هيكلة الدولة..ومع ذلك، كانت لها ميزانية دون أن تخصم من ميزانية الطيراني المدني جنيهاً..!!

:: فالوحدة كانت موازية لهيئة الطيران المدني، وتم ذلك في أكتوبر 2005، وكنتم أطفالاً يا شباب .. لقد تم تأسيس الوحدة بمبانيها وإداراتها وميزانيتها..ومضى العام الأول من عمرها، ولم يحدث شئ بأرض المشروع غير تسويرها..ثم مضى العام الثاني، ولم يحدث شئ غير ( حفر آبار)..ثم مضى العام الثالث ، ولم يحدث شئ غير (التشجير)..ولكن في العام الرابع ، كان الإنجاز مدهشاً، ويستدعي الاحتفال و عطلة يوم ..!!

:: لقد تمكنوا من بناء بيوت إدارية، بعد اربع سنوات..أما في العام الخامس، فلقد بلغ الإنجاز مداه بزراعة (نجيلة).. وعندما مضى العام السادس، لم يكن هناك مطاراُ غير الوعود ..ست سنوات من التنجيل والتسوير وحفر الآبار.. وبعدها ،أصدرت المالية قراراً بتحويل قروض الصناديق العربية لغرض آخر غير المطار مع الإبقاء على الوحدة و(ميزانيتها)..أي صرفت النظر عن المطار مع تأكيد حرصها على الوحدة (بلا شغلة)..!!

:: وبعد أشهر من قرار وزارة المالية ، أصدرت رئاسة الجمهورية قراراً بحل الوحدة، أي تخلصوا منها بعد ست سنوات من إهدار المال فيها.. ثم فجأة، في أكتوبر 2013، تم توقيع عقد مع شركة صينية لتنفيذ المطار الدولي..(700 مليون دولار)، على أن يسدد خلال (15 سنة)، ويتم التنفيذ خلال ( 40 شهراً) من تاريخ التوقيع.. واحتفلوا .. و – كالعادة – بعد التوقيع، لم يحدث شئ ..!!

:: ثم فجأة، في مارس 2018، أعلنت وزارة المالية عن إتفاقها مع شركة تركية لتشييد المطار بنظام ( البوت)..وبلا مقدمات، قال وزير المالية الأسبق الفريق محمد عثمان الركابي أن تكلفة العقد (مليار و 150 مليون دولار)، ومنها تكلفة المرحلة الأولى ( ٨٠٠ مليون دولار)..وبلا أي عطاء أو يحزنون، وقّع الركابي على العقد الملياري مع الشركة التركية (سوما).. ثم احتفلوا .. ولم يحدث شئ ..!!

:: وأخيراً.. يوم السبت الفائت، أي بعد عشرين عاماً من إهدار المال العام في الوحدات واللجان و مباني تلك الفيافي، أكد مدير عام شركة مطارات السودان القابضة، الفريق أول ركن السر حسين بشير حامد، تجميد العمل في مطار الخرطوم الجديد لفترة تتراوح ما بين (30/40عاماً)، وذلك للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد .. انتهى الفيلم .. (1999 – 2019)، عًمر الفشل المسمى بمشروع مطار الخرطوم الدولي..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى