الطاهر ساتي

ما أفسده التجار..!!

:: وزارات القطاع الاقتصادي، ما عدا وزارة التجارة والصناعة، ثم وزارات القطاع الخدمي، ماعدا وزارة النقل، هي الوزارات التي حظيت بالكفاءات والخبرات في التشكيل الوزاري الأخير.. وعلى سبيل المثال، وزير الصحة الدكتور الصادق محجوب، والذي يعمل في هذا القطاع منذ (٥٠ عاماً)، من الذين يصلح وصف اختياره لهذا الموقع بأنه اختيار صادف أهله..!!

:: ورغم أنه من خبراء منظمة الصحة العالمية عبر الكثير من لجانها، لم يخطر ببال الدكتور الصادق محجوب يومًا أن يكون وزيراً للصحة، أو هكذا قال في تصريح بعد الإعلان.. لقد فوجئ سيادته بمنصب لم يخطر في باله يوماً.. وليس في الأمر عجب، إذ لم تكن هناك كرامة لعالم أو خبير في بلادنا لغير أهل الولاء الحزبي.. والرجل لا ينتمي لغير مهنته..!!

:: والمؤكد أنه يعلم تماماً ما يدور في قطاع الصحة، وليس بحاجة إلى عرض قضاياه.. ولكن من باب التذكير، فإنه وزير في حكومة مهمات، أي في حكومة مطالبة بتجاوز واقع مأزوم في كل مناحي الحياة إلى واقع أفضل.. ومثل كل الوزارات، فمن أهم مهام وزارته تنفيذ توصيات الحوار الوطني..!!

:: ومن أهم التوصيات هي تلك التوصية التي تلغي آيلولة المشافي المركزية إلى الولايات.. نعم، والدكتور الصادق يعلم ذلك، فالأيلولة من التجارب الفاشلة التي تتمسك بها ولاية الخرطوم، لإرضاء وزيرها .. (٧٠%) او أكثر من مرضى مشافي ومراكز الخرطوم – التي كانت قومية – يأتون من الولايات، ويتعالجون خصماً من ميزانية الخرطوم.. وتحسباً لهذا، ناشدنا – في عام الأيلولة – بالإبقاء على المراكز و المشافي المرجعية (كما هي)..!!

:: ولكنهم كابروا وقرروا أيلولة كل المشافي إلى ولاية الخرطوم، بما فيها المرجعية والتعليمية والمراكز القومية.. والقرار لم يكن منطقياً، بدليل الرجوع عنه في توصيات الحوار الوطني.. ثم إن التعليم العالي (مركزي)، ومن الطبيعي أن تظل المشافي التابعة للجامعات (مركزية)، ليكون هناك تنسيق ومتابعة ما بين (الوزارتين المركزيتين)..!!

:: وكذلك لم يكن منطقياً تجريد الوزارة الاتحادية من سلطة إدارة المشافي المرجعية والمراكز القومية التي تستقبل مرضى كل السودان..ولم تسبق قرار الأيلولة دراسة تثبت قدرة الولايات على إدارة المشافي بالتمويل المطلوب والكفاءة العالية.. وكذلك لم يسبق القرار توزيع الخدمات الصحية كما تلزم خارطة منظمة الصحة، أي بعلمية ومهنية و(عدالة)، أي حسب الكثافة السكانية بكل ولاية ومحلية بالسودان ..!!

:: نعم، توفير الخدمات بكل ولايات محليات وقرى السودان، بمختلف مستويات الخارطة الصحية العلمية، كان يجب أن يصبح هماً يؤرق مضاجع المسؤولين، قبل الأيلولة.. وهناك الكثير من القضايا بحاجة إلى (كان يجب) أو (ينبغي).. فهل يصلح هذا الخبير العالم ما أفسده (تجار التمكين) ..؟؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى