تحقيقات وتقارير

مبعوث روسي في الخرطوم .. الدعوة لقمة (أفريقية)

على الرغم من أن العلاقات السودانية الروسية شهدت خلال العشرين عاماً الأخيرة، تعاوناً استراتيجياً وعسكرياً ودبلوماسياً كبيراً، إلا أنها لم تتبلور لتطبيع كامل يقود لأن تقدم روسيا مساعدات للسودان كما يحدث مع بعض الدول، تفضي لحل مشاكل البلاد الداخلية، ورغم ذلك أكد السودان أنه حليف قوي، وتجسد ذلك في قيام رئيس الجمهورية بزيارة تاريخية لسوريا بطلب من موسكو، بجانب زياراته لموسكو لأكثر من مرة، في حين أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقترحة للخرطوم لم تنفذ، رغم أنها وضعت ضمن برنامجه، بل اقتصرت الزيارات على زيارة مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية، الذي وصل الخرطوم مساء أمس الأول قادماَ من جولة أفريقية للدعوة للقمة الروسية الأفريقية الأولى التي تنعقد بمدينة (سوشي) الروسية في أكتوبر المقبل.

 

قمة سوشي

ودفع بوتين بدعوة رسمية وشخصية لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير للمشاركة بالقمة الروسية الأفريقية التاريخية الأولى من نوعها، والتي تلتئم بمدينة سوشي الروسية في أكتوبر المقبل، ونقل مبعوث بوتين لأفريقيا والشرق الأوسط خلال لقائه والوفد الاقتصادي الكبير الذي يرافقه بالرئيس، ونقل له التحيات والأمنيات الطيبة من الرئيس الروسي، وقال المبعوث نتمنى أن يشارك البشير شخصياً في أعمال هذه القمة، لاسيما وأنه حدث مهم في العلاقة بين روسيا وكل الدول الأفريقية.
جولة أفريقية
واستبق المبعوث زيارته للخرطوم بجولة أفريقية شملت كلا من جزر القمر وتنزانيا وانتهت بكينيا، حيث التقى المبعوث الروسي بقادة تلك الدول، لتقديم الدعوة للمشاركة في القمة التي تلتئم لأول مرة لتشكل ضربة بداية لعودة روسيا من جديد، لاسيما في أعقاب انهيار الأيدولوجية الروسية (الشيوعية – الماركسية ) والعقوبات الأمريكية بسبب أوكرانيا التي أرهقت الاقتصاد الروسي كثيراً .

عودة روسيا

ويبدو أن الكرملين الروسي فطن مؤخراً إلى التسابق الدولي إلى أفريقيا، كالمؤتمر (العربي – الأوروبي) الذي التأم مؤخراً بشرم الشيخ، بجانب المنتدى الإفريقي الصيني.
ويرى السفير أبو شامة أن هنالك هجمة دولية على أفريقيا تقودها كل من الصين وأمريكا وأوروبا، عنوانها الاقتصاد والموارد التي تذخر بها أفريقيا، مما جعلها تقدم على تشييد قواعد عسكرية كالصين والولايات المتحدة الأمريكية آللتان شيدتا قاعدة في جيبوتي، ويشير إلى أن تلك الدول تسعى لتشييد منشآت وبنى تحتية، وحينما تعجز تلك الدول في تسديد القروض تسعى لامتلاك الكثير منها، مما ينذر بكوارث تتعلق بسيادة تلك الدول، كما أن توجه روسيا نحو أفريقيا يمثل حلاً لكثير من مشاكلها الداخلية، لا سيما الفقر، حيث أظهرت إحصاءات رسمية في روسيا أن عدد الفقراء هنالك ارتفع إلى نحو عشرين مليوناً بنهاية العام الماضي، ليبلغ أعلى معدل في عشر سنوات، وذكرت هيئة الإحصاء الروسية “روستات” مؤخراً أن عدد الفقراء بلغ نحو 19.8 مليوناً، أي أكثر من 13% من مجموع سكان البلاد، مقارنة بـ19.5 مليونا قبل عامين من الآن ..
ويضم الوفد الروسي عدداً من ممثلي الشركات الروسية وبعض رجال الأعمال للاستثمار في السودان، وأكد أبوشامة أن القضايا الاقتصادية ستتصدر المحادثات من الأطراف السودانية بكل من وزارة الخارجية والوزارات ذات الصلة والشركات الروسية.

دمشق على الخط

وناقش الرئيس مع المبعوث والوفد الروسي الرفيع أمس بقصر الضيافة، عدداً من القضايا، ولم تستبعد المصادر أن تكون الأزمة السورية إحدى محاورها، وأشار المبعوث إلى إن روسيا لديها اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف السورية بالمنطقة، وأضاف لدينا اتصالات مكثفة مع كل الأطراف المعنية بهذه الأمور والمنطقة.
واعرب المبعوث الروسي عن سعادتهم بهذه الزيارة، وقال إنهم ممتنون لفخامة الرئيس للاستقبال في القصر الرئاسي، وأردف: كانت فرصة أن نناقش كل القضايا المطروحة في جدول أعمال البلدين، وقال نحن سعداء جدا بمستوى الثقة المتبادلة بين موسكو والخرطوم في كثير من القضايا الدولية والأفريقية، ونقدر عالياً الموقف المتزن والموضوعي للأصدقاء السودانيين في كل هذه الشؤون .

ترحيب الخارجية

بالمقابل رحبت وزارة الخارجية بزيارة الوفد الروسي للخرطوم، ووصف المتحدث باسم الوزارة السفير بابكر الصديق الزيارة بالمهمة، وقال إنها ستقوي الشراكة بين البلدين، فضلاً عن تطوير التعاون في كافة المجالات، لاسيما وأن هنالك الكثير من الآليات التي تقود إلى تعضيد علاقات البلدين وعلى رأسها لجنة التشاور السياسي التي يرأسها المبعوث بجانب اللجان المشتركة .

تقرير:أحلام الطيب

الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى