تحقيقات وتقارير

التشكيل الحكومي.. أبرز الوجوه “الجديدة”

 

عدد كبير من المهتمين والمتابعين من الإعلاميين، ظلوا يرابطون أمس بمباني مجلس الوزراء منذ ساعات باكرة، انتظاراً للمؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس مجلس الوزراء محمد طاهر إيلا، كشف من خلاله تشكيل حكومته الجديدة من الوزراء الاتحاديين ووزراء الدولة، حيث جاءت الحكومة الاتحادية من (21) وزارة، فيما أعلن عن أسماء شاغلي هذه الوزارات من الوزراء.

وقد دخلت أسماء جديدة في هذا التشكيل الوزاري لما يسمى بحكومة الـ(كفاءات)، فيما أبقت على بعض الأسماء القديمة مع بعض التنقلات من وزارة لأخرى وفقاً للاختيارات و”الجراحة” التي أجريت. ومنذ أن كشف عنها السيد رئيس الجمهورية المشير البشير، عندما أذاع خبر حل حكومة (الوفاق الثانية) برئاسة معتز موسى رئيس الوزراء، وزير المالية السابق، بعد أن أخفقت في كبح جماح عجلة الفساد المتدحرجة ككرة الثلج، ظل المجتمع السوداني كله في حالة ترقب وانتظار لما تسفر عنه الأيام القادمة والتي شهدت أخيراً اختيار الكفاءات التي يُنتظر أن تحقق ما ظل يترقبه الناس.

وزراء جدد

وجاء التشكيل الوزاري الجديد مستصحباً عشرة وزراء جدد هم: بروف بركات موسى الحواتي للحكم الاتحادي، وهو معروف في الوسط الأكاديمي، والخير النور المبارك للتربية والتعليم، وإسحق آدم جماع لوزارة النفط والغاز، وعثمان التوم حمد للري والكهرباء والموارد المائية، ومحمد أبو فاطمة عبد الله لوزارة المعادن، وكان يعمل مديراً لهيئة الأبحاث الجيولوجية، ورضوان محمد مرجان للزراعة، والصادق محجوب للصحة، وقد كان يعمل بإدارة الوبائيات بذات الوزارة، ود. سهير أحمد صلاح لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كانت عضواً بالبرلمان عن المؤتمر الشعبي. وإبراهيم يوسف محمد لوزارة الثروة الحيوانية والسمكية. ولأول مرة يعتلي هؤلاء سلم الوزارة، فيما عمل بعضهم بحسب تدقيقنا بإدارات مختصة، وربما اختيروا لأجله في هذا التشكيل الجديد، ويبقى الرهان على نجاحهم معلقاً بالعديد من المقتضيات التي يرى بعض المراقبين أنها ملزمة لنجاحهم وفقاً للظروف التي جاءوا فيها، فيما افترض البعض تساؤلاً وهو، هل ستحقق هذه التشكيلة آمال وتطلعات الشعب السوداني، أم أنها ستكون مخيبة لآمالهم؟.

صعوبة التكهن

وفي هذا الصدد، يقول الإستراتيجي والمحلل السياسي، د. عبده مختار موسى، إنه من الصعب التكهن بمآلات الوضع لهذا التشكيل الوزاري، وذلك لأن نصفه جاء من الأسماء القديمة، كما أن الجديد من الأسماء التي قدمت حديثاً لهذه الوزارات في ظل التشكيل الوزاري الجديد يعتمد نجاحه على التغيير الجوهري للنظام في إطار السياسات العامة للدولة، وهل هناك توجه حقيقي لحل المشكلة وتحقيق طموحات الشعب السوداني بحل المشكلة جذرياً وحل الأزمة التي لا يمكن أن تحل باختيار سياسيين، وإنما هي ــ بحسب مختار ــ تحتاج لمظلة سياسية وهي بدورها تحتاج لمناخ وفاقي.

وأكد د. عبده مختار لـ”الصيحة”، أن هذا المناخ يحتاج لتوافق المكونات المشتركة في العملية السياسية كلها مع النظام الحاكم.

أطر مختلفة

وجدد مختار تأكيده بأنه إذا كانت هناك معادلة سياسية توافق عليها المعارضة، فإنه يمكن لهؤلاء الجدد النجاح، ولكن إذا لم يكن هناك توافق فحتماً أنهم لن ينجحوا في وزاراتهم التي اعتلوها لأول مرة.

ولم يكتفِ موسى بهذه المكوّنات الداخلية، وإنما ربط نجاح هذه التشكيلة الجديدة لما يسمى بحكومة الكفاءات بأطر لها ارتباطات بالعلاقات الخارجية للدولة، وتحديداً فيما يتعلق بإعفاء ديون السودان الخارجية، كما أن السودان يحتاج لتجاوب وتفاهم مشترك مع الأسرة الدولية ليمضي قدمًا بنجاح في حل أزمته السياسية والاقتصادية.

يأتي هذا، بينما أعلن بعض المراقبين تخوّفهم من أن الاختيار الجديد لم يأت ملبياً لبعض رغبات القوى السياسية، ويرى هؤلاء في أن تجاوزها في هذا المحفل قد يجلب بعض العنت لهذه الحكومة التي حتماً تحتاج لدعم كبير وقوة مستمدة من رئاسة الجمهورية، لتتجاوز المطبات الكبيرة التي تنتظرها، في وقت عُرف فيه (الوزراء الجُدد) بالكفاءة المهنية البحتة، إن كان ذلك في الإدارات التي عملوا بها أو في المدارات العلمية التي انتخبوا منها للحكومة الجديدة.

تقرير: عبد الله عبد الرحيم

الخرطوم (صحيفة الإنتباهة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى