تحقيقات وتقارير

مافيا الفساد تلتهم أراضي المغتربين بالقضارف

الفساد ، البيروقراطية، سوء الإدارة، استغلال النفوذ، وضعف التشريعات والقوانين، تلك كانت أبرز الكلمات التي نعى بها أحد أبناء القضارف العاملين بالمملكة العربية السعودية تعاطي سلطات الأراضي بالولاية مع مطالبهم المشروعة في الحصول على قطعة أرض سكنية، أو مشاريع استثمارية، أسوة بالمواطنين الآخرين، لعلها تساهم في تنمية الولاية وتطورها أو في الحد الأدنى تكون بمثابة تكريم يليق بعطائهم السخي الذي ظلوا يقدمونه في سبيل الوطن بلا من ولا أذى، وكان رجاؤهم أن يكون جزاء المعروف هذا منحهم حقوقهم المشروعة دون تسويف أو ابتزاز من أحد، مثلهم كسائر المواطنين ليكون إكراماً لهم وتتويجاً لسنوات الغربة بكل معاناتها ورهقها وتضحياتها ومراراتها.

إلا أن ما قابلت به السلطات الحكومية تجاه مطالبهم كان صادماً لهم ولأسرهم، التي كانت تتطلع لأن ترى حصاد الغربة ومعاناتها يتجسدان في بيت يأويهم من برد الشتاء وزمهرير الصيف، ومشروع استثمار متواضع يؤمن لأبنائهم المستقبل البعيد، ويعصمهم من ذل الحاجة وسؤال الناس.

أياد بيضاء:

تحتفظ الذاكرة العامة لأهل القضارف بالكثير من الأعمال الجليلة والأفضال الإنسانية وأعمال البر، التي ساهمت بها شريحة المغتربين من أبناء القضارف في مختلف المجالات، نال منها القطاع الصحي نصيب الأسد من خلال الدعم السخي لمركز غسيل الكلى الذي تم تجهيزه بصورة كاملة، من ماكينات وأسرة وبيئة عمل، إضافة إلى تطوير مستشفى الأطفال ومستشفى النساء والتوليد والشراكة مع التأمين الصحي في تجهيز عدد من المراكز الصحية بالأجهزة، ولم تقف أيادي المغتربين عند الصحة، بل امتدت إلى التعليم بالمساهمة في تشييد عدد من المدارس ودعم جامعة القضارف بمكتبة أكاديمية ضخمة، كما كان لدور العبادة نصيب مقدر من هذا الدعم، من خلال تشييد (23) مسجداً، وفرش العشرات منها بعدد من الأحياء والقرى.

وأشار الأستاذ حسن سليمان علي وهو أحد رموز الجالية السودانية بالسعودية، إلى أن للمغتربين مسؤولية مجتمعية تجاه الوطن غير قابلة للمزايدة، ولكن يجب على حكومة الولاية الوفاء بالتزامها تجاههم، وهم لم يطلبوا مستحيلاً أو يتطلعون إلى عزيز صعب المنال، بقدر ما يرغبون في أن تكافئهم الدولة وتكرم وفادتهم عند استقرارهم بين ذويهم وأهليهم بعد سنوات الغربة والمعاناة، ولافتاً إلى أن الرابطة كانت تتطلع إلى بناء شراكة كبيرة بين المغتربين وحكومات الولاية المتعاقبة، وكانت الشراكة ترمي إلى إقناع هؤلاء المغتربين بضخ أموالهم وتوظيف خبراتهم وعلاقاتهم للاستثمار في مشروعات التنمية الحضرية والمدنية لترقية وتطوير مركز مدينة القضارف على أحدث طراز، من خلال تشييد مجمعات تجارية ومراكز تسوق متكاملة وفنادق وحدائق عامة وصالات، وقد تم تحديد الموقع المقترح من قبل الحكومة إلا أن (مافيا) الفساد قد التهمت القطع المخصصة لذلك، وتم توزيعها على التجار بطريقة تقليدية وعشوائية، قتلت روح المشروع الحلم في مهده، وزرعت بذلك بذرة الإحباط واليأس في نفوس المغتربين الذين أحجموا بعدها عن التواصل مع الحكومة إلا في مناسبات عامة، مضيفاً أن الوجه الآخر من المأساة يكمن في البيروقراطية والفساد وسوء الإدارة الذي تجلى بصورة واضحة في سلطات الأراضي.

رؤية خبرية: الفاتح داود

الخرطوم: (صحيفة مصادر)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى