الطاهر ساتي

الالتفاف ..!!

:: سياسة الحزب الذي كان حاكماً كما الحية مظهرها أملس و جوهرها سام، ولذلك قال الامام الصادق المهدي في ذات خطاب : (إذا صافحك المؤتمر الوطني، فسارع إلى عد أصابعك) ..وقد صدق الإمام، فلنقرأ هذا الخبر المراد به الإلتفاف حول مسار المرحلة : أعلن حزب المؤتمر الوطني، إن تمثيله في الحكومة القادمة سوف يكون أقل من ( 40%)، و أن الإختيار في الحكومة سيكون بعيداً عن المحاصصة السياسية، أو هكذا تحدث رئيس الحزب المكلف بولاية الخرطوم كامل مصطفى..!!

:: فالتناقض في حديث كامل مصطفى يفضح نوايا المتحدث بشكل واضح .. فالرجل يؤكد بكل وضوح بأن المسؤولين – في الحكومة القادمة – لن يتم بمعيار المحاصصة السياسية، أو كما كان يحدث طوال الثلاثة عقود الفائتة، بحيث كان يتم إختيار المسؤولين – في مستويات الحكم – بكل أنوع المحاصصة، أي السياسية منها والقبلية والجهوية والعرقية.. حسناً، فمن الأفضل – والأمثل – عدم الاختيار في الحكومة القادمة بالمحاصصة السياسية، كما يقول كامل ..!!

:: ولكن كامل مصطفى ذاته، في ذات التصريح، ومتحدثاً عن ذات الحكومة المرتقبة، و دون أن يطرف له جفن، يقول بلا حياء : ( تثميل حزب المؤتمر الوطني في الحكومة لن يتجاوز 40%)، فتأملوا التناقض الساذج .. فالرجل ينفي الإختيار لمناصب الحكومة المرتقبة بالمحاصصة، ثم يخصص لحزبه ما لايزيد عن (40%) من مناصب ذات الحكومة.. وعليه، فمن الغباء أن يظن كامل بأنه لم يمارس نهج المحاصصة السياسية بتلك القسمة غير العادالة ..!!

:: فالوعد – للشعب – هو أن يقف رئيس الجمهورية على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، بما فيها المؤتمر الوطني، اعتباراً من ليلة الجمعة التي تم فيها حل الحكومة التي شكلها المكتب المؤتمر الوطني، مع الوعد باعلان حكومة يشكلها رئيس الجمهورية.. وإن كان الوعد كذلك، فلماذا يكون المؤتمر الوطني – وليس رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء – هو المتحدث عن نسب الأحزاب في الحكومة القادمة؟، ولماذا تختلف نسبة مشاركة المؤتمر الوطني – لا يتجاوز 40% – عن نسب القوى السياسية الأخرى ..؟؟

:: نعم، إن كانت الأحزاب سواسية، حسب الوعد الرئاسي، فمن العدل أن تتساوى نسب مشاركتها في الحكومة القادمة، ومن الظلم أن يتميًز المؤتمر الوطني عن القوى المشاركة ولو بنسبة (1%).. ونرجع للسؤال السابق، بأي حق يتجاوز كامل مصطفى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء متحدثاُ عن الحكومة القادمة و موزعاُ نسب المشاركة؟، وكيف علم نسبة حزبه في الحكومة قبل الأحزاب الأخرى؟، هل لايزال حزب كامل مصطفى هو الحزب الحاكم، وما يحدث خدعة أخرى ..؟؟

:: والمهم .. بما أن الشعب السوداني يترقب حكومة كفاءات غير خاضعة للمحاصصة السياسية ونسبها، ثم مرحلة تتساوى فيها مسافات القوى السياسية عن رئاسة الجمهورية، وعليه ليس هناك أي تفسير لتصريح كامل غير أن المؤتمر الوطني إما لايزال هو الحزب الحاكم والمسؤول عن توزيع نسب المشاركة في الحكومات، أو أن هذا التصريح نوع من الإبتزاز والترهيب المراد بهما الضغط على رئيس الجمهورية لكي لا يقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى